بعد أسابيع من الانخفاضات الكبيرة في أسواق النفط، يبدو أن هناك انتعاشاً في الأفق. شهدت كل من أسواق خام WTI وخام برنت ارتفاعات خلال جلسة التداول الأخيرة، وبدأ المحللون بملاحظة ذلك.
بالنسبة لخام WTI، يبدو أن السوق قد شكل "قاعاً مزدوجاً" وارتد من مستوى الدعم الفني البالغ 65 عدة مرات. في حين أنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان هذا هو القاع، فقد شهد السوق بالتأكيد تحولاً كبيراً. ومع ذلك، لا يزال الحذر ضرورياً، حيث من المحتمل أن يقوم المتداولين بالبيع عند الارتفاعات التي تظهر علامات الإرهاق، خاصةً مع اقترابنا من المتوسط المتحرك لـ50 يوماً.
وبالمثل، ارتفع سوق برنت فوق المستوى 75 دولار، ووجد دعماً عند المستوى 70 دولار قبل أن يرتد مرة أخرى. كما هو الحال مع خام WTI، من المحتمل أن يكون السوق في وضع "بيع الارتفاعات"، ولكن قد يستفيد المشترون من الأسعار المنخفضة الحالية ويدخلون إلى السوق. من المحتمل أن يكون المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً حاجز مقاومة في المستقبل، وعلى المتداولين مراقبته.
في حين أن علامات الانتعاش هذه هي أخبار مرحب بها من قبل متداولين النفط، فمن المهم أن نتذكر أن الأسواق لا تزال متقلبة وعرضة للتغيير. قد لا يستمر الارتداد الحالي، ومن المحتمل أن يستمر الاتجاه التنازلي.
يمكن أن تسهم عوامل مثل زيادة الإنتاج من دول أوبك +، وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ووباء كورونا المستمر بالمزيد من التراجعات في أسواق النفط. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر التوترات الجيوسياسية والأحداث غير المتوقعة مثل الكوارث الطبيعية على الأسواق.
على المتداولين والمستثمرين البقاء حذرين ومراقبة المستويات الفنية والمؤشرات الرئيسية للمساعدة في توجيه عملية صنع القرار. في حين أنه قد تكون هناك فرص للاستفادة من ظروف السوق الحالية، إلا أن من المهم الموازنة بين المخاطر والمكافآت وعدم الإفراط في التوسع في بيئة من هذا النوع. لا يزال الارتباك والقلق يمثلان مشكلة رئيسية للمتداولين.
في النهاية، في حين تعتبر الارتفاعات الأخيرة في أسواق النفط علامة إيجابية، على المتداولين والمستثمرين توخي الحذر وعدم ترك التفاؤل يخيم على حكمهم. لا تزال الأسواق متقلبة، ويمكن للأحداث غير المتوقعة أن تعكس أي مكاسب بسرعة. من خلال البقاء يقظاً والالتزام بإستراتيجية تداول سليمة، يمكن للمتداول التحرك في ظروف السوق الحالية وربما الاستفادة منها.