شهدت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي ارتدادا تصحيحا لتتعافى من أدني مستوي لها منذ أغسطس/آب 2020، وارتفعت بنسبة 0.65 بالمائة خلال التعاملات المبكرة من الفترة الأسيوية. إلا أن الارتداد لم يصمد طويلا، وتراجعت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي بحلول التداولات الصباحية من الفترة الأوروبية لصباح اليوم الإثنين الموافق 10 نيسان/إبريل بنسبة 0.29 بالمائة. ليتداول الغاز الطبيعي عند مستويات 2.29 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. جاء هذا التباين وسط المخاوف المتواترة من تصاعد أزمة الإمدادات من الصين وروسيا.
أثارت زيارة تساي إنغ وين رئيسة تايوان للولايات المتحدة الأمريكية ولقائها من رئيس مجلس الشيوخ نوبة جديدة تصاعد واحتدام المشاكل بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية. الأمر الذي دعا بكين ببدء تدريبات عسكرية قوية ردا على هذا اللقاء بالقرب من مضيق تايوان. الأمر الذي يُشكل خطرًا سلبيًا وتحديًا معيقا لنقل الغاز، ودفع لزوج XNG/USD بالتقاط أنفاسه والارتداد بالقرب من أدني مستوي له في 20 شهرا.
من جانب أخر، يبدو أن الاتجاه الهابط الذي من المتوقع أن يسيطر على أداء الدولار الأمريكي خاصة مع تزايد الثرثرة حول خفض الفيدرالي لسعر الفائدة في أواخر العام الحالي 2023. من شأنه أن يدعم الارتداد التصحيحي لسعر الغاز الطبيعي، وذلك نظرًا للعلاقة العكسية بين أسعار الغاز الطبيعي وبين الدولار الأمريكي. أيضا، مع بداية استقبال أوروبا لموسم السفر الصيفي واستعداد الدب الروسي لتضخيم وتصعيد المخاوف الجيوسياسية فيما يتعلق بالأزمة مع كييف، من خلال التلويح المستمر باستخدامه لأسلحة نووية في هذه الحرب المشتعلة منذ عدة أشهر مع أوكرانيا. جميعا عوامل تصب في صالح تدعيم سعر الغاز الطبيعي على المدى القصير والمتوسط.
تقنيا، بدء الغاز الطبيعي تداولات هذه الأسبوع على فجوة سعرية لأعلي متقاطعا مع خط المتوسط المتحرك لمدى زمني 50 يوما. في إشارة لاستعداده لموجه تصحيحه تستهدف مستويات 2.24 و2.37 دولار أمريكي. وتجدر الإشارة، إلا أن الدببة مازالت هي المسيطرة على زمام الأمور وتستهدف المستويات القريبة من الدعم النفسي عند 2.00 دولار. وذلك ما لم يتم يستطيع السعر التداول والصمود فوق مستويات 2.37 دولار.