تضافرت المخاوف من عدوى مشاكل البنوك بعد انهيار بنك SVB، وبيانات الوظائف غير الزراعية التي جاءت أقوى من المتوقع، والخطاب المتشدد من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مما أدى إلى تراجع أسواق الأسهم وعوائد سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل.
من المرجح أن يعتمد الاختلاف بين النجاح والفشل في تداول الفوركس/العقود مقابل الفروقات في الغالب على الأصول التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على الطرق الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
لذلك، عند بدء الأسبوع، من الجيد النظر إلى الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل، وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية والعوامل الفنية ومعنويات السوق. لا يوجد سوى القليل جداً من الاتجاهات طويلة الأجل القائمة في السوق في الوقت الحالي، والتي يمكن استغلالها بشكل مربح. تابع القراءة للحصول على تحليلي الأسبوعي.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
لقد كتبت في تحليلي السابق بتاريخ 12 مارس أن أفضل فرصة تداول لهذا الأسبوع كانت على الأرجح أن تكون بيع زوج الدولار الأسترالي/الفرنك السويسري. لسوء الحظ، ارتفع السعر خلال الأسبوع بنسبة 2.25٪.
تهيمن على الأخبار ثلاث قضايا رئيسية:
- أزمة مصرفية مستمرة. تراجعت أسهم بنك Credit Suisse إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق مع اقتراب البنك من الانهيار في وقت سابق من الأسبوع، بعد فشل بنكي Silicon Valley و Signature Bank في الولايات المتحدة. حصل بنك Credit Suisse على 54 مليار دولار خطة إنقاذ من البنك الوطني السويسري، ومن المرجح الآن أن يستحوذ عليه البنك السويسري العملاق UBS، الذي يسعى للحصول على ضمانات بقيمة 6 مليارات دولار أخرى من البنك الوطني السويسري. مرت الأسهم المصرفية بأسبوع صعب للغاية، حيث يشاع الآن أن بنك First Republic في الولايات المتحدة في ورطة.
- انخفاض معدلات التضخم في الولايات المتحدة، ومؤشر أسعار المنتجين، ومبيعات التجزئة. أظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي الصادرة الأسبوع الماضي انخفاضاً آخر في المعدل السنوي من 6.4٪ إلى 6.0٪ كما هو متوقع، وأقل من المتوقع لمؤشر أسعار المنتجين وبيانات مبيعات التجزئة. يشير هذا إلى تباطؤ الاقتصاد الأمريكي ويقلل إلى حدٍ كبير الضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي قبل اجتماع السياسة هذا الأسبوع في 22 مارس. أنهت أسواق الأسهم الأمريكية الأسبوع على ارتفاع، وشوهد تقاطع ذهبي فني في مؤشر ناسداك 100، بينما انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة عامين بشكل كبير لتنهي الأسبوع دون 4٪.
- رفع معدل البنك المركزي الأوروبي بنسبة 0.50٪.
سوف تركز الأسواق انتباهها الآن إلى اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأربعاء، بعد أن انتقلت من توقع ارتفاع بنسبة 0.25٪ أو حتى 0.50٪ قبل أيام قليلة فقط، إلى توقع مجمع لصالح رفع سعر الفائدة بنسبة 0.25٪. في حين يتوقع ما يقرب من نصف المحللين عدم رفع الأسعار على الإطلاق.
كان هناك القليل من إصدارات البيانات الهامة الأخرى الأسبوع الماضي:
- ميزانية المملكة المتحدة - لم تكن هناك مفاجآت كبيرة، لكن الحكومة لا تتوقع الآن ركوداً في المملكة المتحدة، وتراجعاً سريعاً في التضخم. ساعد هذا على تقوية الجنيه البريطاني.
- الناتج المحلي الإجمالي النيوزيلندي - جاء هذا بشكل أسوأ بكثير مما كان متوقعاً، حيث أظهر انخفاضاً بنسبة 0.6٪ مقارنة بالربع السابق عندما كان من المتوقع حدوث انخفاض بنسبة 0.2٪ فقط.
الأسبوع المقبل: 20 مارس - 24 مارس 2023
من المرجح أن يشهد الأسبوع القادم في الأسواق مستوى أعلى من التقلبات مقارنة بالأسبوع الماضي، وذلك بسبب استمرار الخوف من انتقال عدوى البنوك واجتماع السياسة الفيدرالية الأمريكي الذي قد يؤدي إلى رفع سعر الفائدة مرة أخرى. الإصدارات الرئيسية لهذا الأسبوع مرتبة حسب الأهمية:
- بيانات مؤشر أسعار المستهلكين البريطاني (التضخم)
- بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الكندي (التضخم)
- معدل الأموال الفيدرالية الأمريكية، بيان وتوقعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة
- معدل سياسة البنك المركزي السويسري وتقييم السياسة النقدية
- ملخص السياسة النقدية ومعدل الفائدة الرسمي البريطاني
- مطالبات البطالة الأمريكية
- بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي والخدمي للولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا
سوف يكون يوم الثلاثاء عطلة رسمية في اليابان.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يُظهر الرسم البياني الأسبوعي للسعر أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي قد شكل شمعة تنازلية تستمر برفض مستوى المقاومة الرئيسي عند 105.36.
الشمعة صغيرة بعض الشيء، ولكنها ذات فتيل علوي، مما يشير إلى أن الحركة التنازلية هي المسيطرة هنا بشكل حاسم. إشارة تنازلية أخرى هي أن الدولار يتداول دون مستوياته قبل 3 و6 أشهر.
من المحتمل أن يواجه الدولار الأمريكي ضغوطات متضاربة وتقلبات عالية خلال الأسبوع المقبل، بسبب استمرار الخوف من عدوى البنوك الأمريكية، وكذلك بسبب تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن رفع سعر الفائدة والذي سيتم الإعلان عنه يوم الأربعاء. في الوقت الحالي، من المرجح أن تكون التداولات مقابل الدولار الأمريكي ناجحة، ولكن على المتداولين متابعة الأخبار والحذر من أحداث التقلبات.
مؤشر ناسداك 100
شهد مؤشر ناسداك 100 ارتفاعاً قوياً خلال الأسبوع بعد تقاطع ذهبي على الرسم البياني اليومي في نهاية الأسبوع السابق. اهتزت أسواق الأسهم بسبب الأزمة المصرفية المستمرة، لكننا نرى العديد من أسهم التكنولوجيا تحقق ارتفاعات كبيرة مع استمرار التضخم في الولايات المتحدة بالتراجع، مما قلل من الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة رفع المعدلات حيث تراجعت عوائد الخزانة الأمريكية لمدة عامين بأكثر من 1٪ في حوالي أسبوع. ومع ذلك، فقد خفف هذا من الانخفاض القوي الأخير الذي شهده مؤشر S&P500 بعد أن حقق تقاطعاً ذهبياً قبل بضعة أسابيع، محققاً تعافياً لا مثيل له خلال القرن الماضي.
يوجد مستوى مقاومة واضح في الرسم البياني للسعر أدناه عند المستوى 12820. الإغلاق اليومي فوق هذا المستوى سيكون إشارة تصاعدية أخرى.
يبدو أن لدينا بعض الإشارات التصاعدية، ولكن بشكل عام، نشهد انقساماً في سوق الأسهم مع أداء جيد لأسهم شركات تقنية محددة، بينما القطاعات الأخرى لا تعمل بشكل جيد.
من المحتمل أن يعتمد الكثير الآن على ما إذا كان بإمكان وزارة الخزانة الأمريكية استعادة الثقة في أن العدوى المصرفية لن تنتشر، وعلى النهج الذي يتخذه بنك الاحتياطي الفيدرالي تجاه أسعار الفائدة يوم الأربعاء. من المهم أن تضع في اعتبارك أن مؤشر ناسداك 100 لديه سجل رائع في إنتاج العوائد الخارجية، لذا فإن الإشارة التصاعدية هنا تستحق الاهتمام.
الذهب
شهد الأسبوع الماضي أقوى ارتفاع في أسعار الذهب منذ نوفمبر من العام الماضي. يظهر الرسم البياني للسعر أدناه أنه تم تشكيل شمعة تصاعدية قوية للغاية وكبيرة، والتي أغلقت مباشرة عند أعلى مستوى لها، وأنهت عند أعلى سعر خلال 11 شهراً، والتي عادة ما تكون علامة تصاعدية.
أنهى السعر الأسبوع دون المستوى 2000 دولار، ولكن قريب جداً من أعلى سعر له على الإطلاق في مارس 2022.
يجب على متداولي الاتجاه والاختراق التفكير بجدية بشأن شراء الذهب حتى مع هذه المؤشرات الفنية فقط. ربما يرجع السبب الأعمق وراء ارتفاع الذهب إلى انخفاض الدولار الأمريكي كملاذ آمن بسبب الأزمة المصرفية. يبدو أيضاً أن البيتكوين يلعب دور مماثل للذهب الآن.
البيتكوين
شهد الأسبوع الماضي أقوى ارتفاع في أسعار البيتكوين منذ يناير من هذا العام. يظهر الرسم البياني للسعر أدناه أنه تم تشكيل شمعة تصاعدية قوية وكبيرة، والتي أغلقت بالقرب من أعلى مستوى لها، وأنهت عند أعلى سعر خلال 9 أشهر، والتي عادة ما تكون علامة تصاعدية.
يجب على متداولي الاتجاه والاختراق التفكير بجدية بشراء البيتكوين حتى بناءً على هذه المؤشرات الفنية فقط. ربما يرجع السبب الأعمق وراء ارتفاع عملة البيتكوين إلى انخفاض الدولار الأمريكي كعملة آمنة بسبب الأزمة المصرفية. يبدو أيضاً أن الذهب يلعب دور مماثل للبيتكوين الآن.
يجب على المتداولين أن يضعوا في اعتبارهم أن البيتكوين أكثر خطورة من الذهب ولديها سجل ضعيف كملاذ آمن، في حين أن سجل الذهب أفضل. من المرجح أن يكون شراء الذهب هو التداول الأفضل هنا.
الدولار الأمريكي/الين الياباني
اكتسب الين الياباني قوة شديدة خلال الأسبوع الماضي، ليس بسبب أي تغيير جوهري في السياسة من قبل بنك اليابان أو أي عامل أساسي، ولكن ببساطة بسبب جاذبية الين الياباني كعملة ملاذ آمن في وقت أزمة مصرفية في الولايات المتحدة الامريكية.
ارتفع الين بأكثر من 2٪ مقابل سلة من العملات، وكان الدولار الأمريكي أحد الخاسرين الرئيسيين لأن الدولار ضعيف بشكل عام، وفي اتجاه تنازلي طويل المدى.
يوضح الرسم البياني للسعر أدناه أن الشمعة الأسبوعية ذات حجم جيد وتبدو تنازلية للغاية حيث أن الإغلاق قريب جداً من القاع.
إذا استمر تصور الأزمة المصرفية، فمن المحتمل أن نرى زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني يواصل الانخفاض.
الخلاصة
أرى أن أفضل فرص التداول هذا الأسبوع سوف تكون على النحو التالي:
- شراء الذهب مقابل الدولار
- شراء البيتكوين مقابل الدولار
- شراء الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي (من المحتمل أن تكون عمليات التداول اليومية قصيرة الأجل بسبب الدعم بالقرب من 130 ين.
- شراء مؤشر ناسداك 100 بعد إغلاق يومي فوق المستوى 12820
هل أنت مستعد لتداول تحليلنا الأسبوعي للفوركس؟ لقد وضعنا قائمة هنـــــــــــــــــــا بأفضل الوسطاء لتداول الفوركس الذي يستحقون الاستخدام.