زوج اليورو/الدولار الأمريكي: تأثر المشترون المتفائلون بآفاق أسعار الفائدة الأمريكية
وصل زوج اليورو/الدولار الأمريكي يوم الجمعة الماضي إلى انخفاضات لم يشهدها منذ الأسبوع الأول من يناير 2023، حيث تحولت المشاعر السلوكية إلى التوتر فيما يتعلق بالسياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
سجل زوج اليورو/الدولار الأمريكي أدنى مستوى له عند 1.06140 يوم الجمعة الماضي قبل أن يشهد انعكاساً تصاعدياً طفيفاً حيث دخل الزوج عطلة نهاية الأسبوع مترنحاً. سيبدأ تداول زوج اليورو/الدولار الأمريكي هذا الأسبوع بالقرب من المستوى 1.06945 و من المحتمل أن يقوم المضاربين الذين كان لديهم تفاؤلاً تصاعدياً خلال الأشهر القليلة الماضية بإعادة تعديل توقعاتهم. كان السبب الأساسي في تراجع زوج اليورو/الدولار الأمريكي هو تقارير التضخم الأمريكية الأسبوع الماضي.
نشرت الولايات المتحدة مؤشر أسعار مستهلك عنيد إلى حدٍ ما يوم الثلاثاء والذي لم يظهر أن التضخم يتباطأ بالقدر الذي كان متوقعاً من قبل العديد من البيوت المالية. ما جعل الأمور أسوأ بالنسبة للمتداولين اليوميين الذين حافظوا على تفاؤلهم التصاعدي قائماً مع الدخول في صفقات الشراء يوم الخميس الماضي، أثبتت إحصاءات مؤشر أسعار الإنتاج من الولايات المتحدة أنها أقوى مما كان متوقعاً. أدى هذا إلى تراجع زوج اليورو/الدولار الأمريكي إلى مستويات منخفضة، وبحلول وقت مبكر من يوم الجمعة، كان زوج العملات يختبر قيماً تنازلية لم يشهدها منذ الأسبوع الأول من شهر يناير.
حاول الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تحذير البيوت المالية ولكن لم يستمع له الكثيرون
عندما رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة منذ أكثر من أسبوعين، حذر البنك المركزي الأمريكي من أنه ما زال قلقاً بشأن التضخم. في الأول من فبراير، لم يكن المتداولون التصاعديون على زوج اليورو/الدولار الأمريكي ينتبهون كثيراً، وكانوا متشككين بشأن توقعات أسعار الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي والذين حذروا من أن المزيد من الارتفاعات قد تأتي في منتصف المدى.
بينما تم قبول الحديث الذي تحدث عن رفع سعر الفائدة لشهر مارس بنسبة 0.25٪ أخرى بسهولة، ظلت العديد من البيوت المالية تأمل في أن يثبت بنك الاحتياطي الفيدرالي خطأه، وأن يكون عليه أن يعكس السياسة عاجلاً وليس آجلاً. ومع ذلك، لم تسر الأمور كما كان متوقعاً من قبل المضاربين التصاعديين لزوج اليورو/الدولار الأمريكي منذ الثالث من فبراير. الآن، بعد أن أظهر تقريرين هامين عن التضخم من الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أن ارتفاع الأسعار لا يزال مصدر قلق، حدث تراجع في زوج اليورو/الدولار الأمريكي.
يبدو المستوى 1.07300 كهدف بعيد على المدى القصير لزوج اليورو/الدولار الأمريكي
- منذ أسبوعين فقط بدا زوج اليورو/الدولار الأمريكي متفائلاً كما لو أنه قد يتحدى المستويات 1.09000 و1.10000 بسهولة نسبياً، حيث تم تبني الزخم التصاعدي.
- السياسة النقدية العدوانية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والتي حذرت من ارتفاع أسعار الفائدة فوق 5.00٪ تبدو واقعية على المدى المتوسط.
- سيتم الإعلان عن الأرقام الأولية للناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة يوم الخميس، وإذا ظهر نمو أقوى من المتوقع، فقد يؤدي إلى المزيد من البيع في زوج اليورو/الدولار الأمريكي.
التوقعات الأسبوعية لزوج اليورو/الدولار الأمريكي:
نطاق سعر المضاربة لزوج اليورو/الدولار الأمريكي هو 1.05900 إلى 1.07750
كانت قدرة زوج اليورو/الدولار الأمريكي على الانعكاس تصاعدياً قبل إغلاق يوم الجمعة الماضي أمراً مثيراً للاهتمام. ومع ذلك، إذا ظلت المعنويات السلوكية السلبية قوية، فقد يجد زوج اليورو/الدولار الأمريكي صعوبة في تجاوز المستوى 1.07300 في الأيام القادمة.
المتداولين الذين عانوا الأسبوع الماضي إذا كانوا يتابعون صفقات شراء زوج اليورو/الدولار الأمريكي، بافتراض أن التضخم في الولايات المتحدة سيظهر أنه أضعف، أصيبوا بالتأكيد بالأذى، ومن المحتمل أنهم خرجوا من مراكز الشراء. إذا فتح زوج اليورو/الدولار الأمريكي بتوتر يوم الإثنين وبدأ بتحدي المستويات الأدنى مثل النطاق 1.06700 إلى 1.06500، فقد تكون هذه إشارة تنازلية. وبينما حقق زوج اليورو/الدولار الأمريكي حركة تصاعدية قوية بالتأكيد في الأشهر القليلة الماضية، إلا أن ضغوط البيع كانت قوية منذ أوائل فبراير.
يجب أن يظل المتداولين حذرين ويأخذون بالاعتبار أرقام الناتج المحلي الإجمالي القادمة من الولايات المتحدة يوم الخميس، لأن نتيجة هذا التقرير ستسبب تقلبات. كانت بيانات مبيعات التجزئة الأقوى من المتوقع في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مفاجأة أيضاً، وإذا كانت أرقام النمو القادمة هذا الأسبوع عبر الناتج المحلي الإجمالي قوية أيضاً، فسيستخدم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا كذخيرة لمواصلة رفع أسعار الفائدة في منتصف المدة. إذا تم أخذ ارتفاعات أخرى من 0.50٪ إلى 0.75٪ من البنك المركزي الأمريكي بالاعتبار في زوج اليورو/الدولار الأمريكي، فقد يتسبب ذلك بالمزيد من البيع التنازلي. يجب مراقبة المستويات من 1.06300 إلى 1.06150 بعناية.
صحيح أن من المؤكد أن نرى الانعكاسات إلى الأعلى، ولكن السؤال هو ما إذا كان بإمكانها الحفاظ على الزخم في زوج اليورو/الدولار الأمريكي على المدى القريب. يمكن أن يساعد رقم الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي الأضعف من المتوقع على النشاط التصاعدي في زوج اليورو/الدولار الأمريكي. ومع ذلك، قبل حدوث ذلك - إذا حدث - ينبغي أن يظل المضاربون التصاعديون واقعيين وألا يفرطوا في الوصول إلى أهداف مرتفعة للغاية. يجب مراقبة المستوى 1.07300 لمعرفة ما إذا كان من الممكن تحديه وتجاوزه والحفاظ عليه هذا الأسبوع.
