شهد الأسبوع الماضي واحداً من أهدأ الأسابيع التي شهدتها الأسواق منذ شهور، حيث تعزز سوق الفوركس بعد الإجماع الناشئ على أن الاحتياطي الفيدرالي لن يضطر إلى المزيد من الميول المتشددة في المستقبل المنظور.
من المرجح أن يعتمد الاختلاف بين النجاح والفشل في تداول الفوركس/العقود مقابل الفروقات في الغالب على الأصول التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على الطرق الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
لذلك، عند بدء الأسبوع، من الجيد النظر إلى الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل، وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية، والعوامل الفنية، ومعنويات السوق. يوجد حالياً بعض الاتجاهات القوية على المدى القصير في السوق، والتي يمكن استغلالها بشكل مربح. تابع القراءة للحصول على تحليلي الأسبوعي.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
لقد كتبت بتاريخ 13 نوفمبر أن أفضل التداولات لذلك الأسبوع كان من المرجح أن تكون صفقات بيع قصيرة الأجل لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني تستهدف المستوى 137.04 ين، وصفقات شراء لزوج الذهب/الدولار الأمريكي تستهدف المستوى 1809 دولار. لم تكن هذه توقعات جيدة، حيث لم يتم الوصول إلى أي من الهدفين وأنها كلا الأصلين الأسبوع متحركين في الاتجاه المعاكس.
الأخبار حالياً تحت سيطرة بوستيك، عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، الذي يدعو إلى إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة الحالية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، بانخفاض عن السلسلة الأخيرة من زيادات أسعار الفائدة بنسبة 0.75٪. يرى بوستيك أن حوالي 0.75٪ إلى 1.00٪ فقط من المجال متبقي في الدورة الحالية. إن الشعور المتزايد بأن التضخم قد بلغ ذروته يقود السوق إلى توقع ميل أكثر تساهلاً من الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل. استمر هذا الشعور على الرغم من ارتفاع التضخم البريطاني مرة أخرى إلى مستوى قياسي جديد هو الأعلى خلال 41 عاماً، بينما ظل التضخم الكندي مرتفعاً أيضاً على الرغم من أنه أظهر أيضاً علامات على الوصول إلى القمة.
بدأت الأسواق الأسبوع بتحسن معنويات المخاطرة، مع استمرار الدولار الأمريكي بالتعرض للبيع وارتفاع أسواق الأسهم بشكل ضعيف. ومع ذلك، تغير هذا في نهاية الأسبوع الماضي. لا تزال هناك بعض فترات القوة المتبقية من الدولار. ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين بقوة يومي الخميس والجمعة.
في أخبار رئيسية أخرى من الولايات المتحدة، سيطر الحزب الجمهوري على مجلس النواب الأمريكي بفارق ضيق. هذا سيجعل الأمور أكثر صعوبة على الرئيس بايدن، لكن على الجمهوريين أن ينتبهوا أن الأغلبية ضئيلة للغاية. أعلن الجمهوريون في مجلس النواب أن أولويتهم القصوى ستكون التحقيق مع الرئيس وابنه هانتر، الذي يواجه بالفعل تحقيقاً قانونياً.
كانت أخبار السوق المهمة الأخرى الأسبوع الماضي هي بيانات مؤشر أسعار المنتجين التي جاءت أقل من المتوقع في الولايات المتحدة، والتي جاءت بنسبة 0.2٪ على أساس شهري، أي أقل من 0.4٪ التي كانت متوقعة. وهذا يضيف وزناً للنظرية القائلة بأن التضخم في الولايات المتحدة قد بدأ أخيراً بالتراجع بشكل ذي مغزى. كما شهدت الولايات المتحدة أيضاً بيانات مبيعات التجزئة القوية والتي فاقت التوقعات.
شهد سوق الفوركس القوة الأكبر في نيوزيلندا الأسبوع الماضي، في حين كانت العملة الأضعف هي الفرنك السويسري.
ظلت معدلات الإصابة بفيروس كورونا مستقرة عند مستوى منخفض تاريخياً الأسبوع الماضي، واستمرت في اتجاه الانخفاض الذي بدأ منذ 4 أشهر. لم تكن الأرقام الأولية بهذا المستوى المنخفض منذ نهاية الموجة الأولى في صيف عام 2021. الزيادات المهمة الوحيدة في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد بشكل عام تحدث الآن في الصين واليابان وجزر سليمان وتوفالو.
الأسبوع المقبل: 21 نوفمبر - 25 نوفمبر 2022
من المرجح أن يشهد الأسبوع المقبل مستوى منخفضاً من التقلبات في الأسواق، حيث أنه على الرغم من وجود القليل من إصدارات البيانات الرئيسية المجدولة، فمن غير المرجح أن يكون لأي منها تأثير قوي. كما رأينا بالفعل انخفاض التقلب بقوة الأسبوع الماضي. الإصدارات المجدولة هي:
- محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة
- معدل النقد الرسمي وبيان السياسة النقدية لبنك الاحتياطي النيوزيلندي
- بيانات مؤشر مديري المشتريات الأولي لقطاع الخدمات الأمريكي
- بيانات مؤشر مديري المشتريات الأولية لقطاعات الخدمات والقطاع التصنيعي في المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا.
سيكون يوم الخميس عطلة رسمية في الولايات المتحدة ويوم الأربعاء في اليابان.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يوضح الرسم البياني الأسبوعي للسعر أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي قد شكل شمعة مطرقة تصاعدية صغيرة رفضت مستوى الدعم الموضح في الرسم البياني للسعر أدناه عند المستوى 104.92. يمكن اعتبار هذه إشارة تصاعدية، لكن الشمعة الأسبوعية لها نطاق صغير نسبياً مما يقلل من تأثيرها كمؤشر تصاعدي.
يواجه الاتجاه التصاعدي طويل الأجل للدولار الأمريكي مشكلة خطيرة وقد يكون قد انتهى لأننا رأينا أخيراً أرقام التضخم تنخفض بشكل ملموس، مما يشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يتعرض لضغوط كبيرة للقيام بمزيد من الارتفاعات القوية لأسعار الفائدة - هذا مدعوم من تعليقات بوستيك الأخيرة. سيؤدي هذا منطقياً إلى انخفاض قيمة الدولار الأمريكي، ولكن ذلك يؤدي إلى ارتفاع قيم الأسهم والسلع والأصول الأخرى الخطرة.
من الصعب للغاية التنبؤ بالاتجاه قصير المدى للدولار الأمريكي الآن، لذلك قد يكون من الحكمة الابتعاد عن سوق الفوركس هذا الأسبوع، أو البحث بعناية عن التداولات قصيرة الأجل التي لا تتضمن الدولار الأمريكي.
الجنيه البريطاني/الدولار الأمريكي
شهد الأسبوع الماضي تشكيل زوج الجنيه البريطاني/الدولار الأمريكي لشمعة تصاعدية ضعيفة أغلقت مع فتيل علوي كبير بشكل ملحوظ.
من المحتمل الآن أن يكون الاتجاه التصاعدي طويل الأمد للدولار الأمريكي قد انتهى، وأظهر الجنيه بعض القوة على المدى القصير، على الرغم من أن هذا قد تلاشى مع نهاية الأسبوع الماضي.
على الرغم من الارتفاع العام في الأسعار خلال الأسبوع الماضي، فإن من المفترض أن تتراجع المعنويات تجاه الدولار مرة أخرى قبل أن نتمكن من رؤية المزيد من الارتفاع. قد يحدث هذا مع افتتاح الأسواق يوم الإثنين بعد تعليقات بوستيك، عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، والذي يأمل ألا تبقى أكثر من 1٪ أخرى من رفع أسعار الفائدة ضمن دورة التضييق الحالية.
الدولار الأمريكي/الدولار الكندي
شكل زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي شمعة تصاعدية كبيرة بشكل معقول الأسبوع الماضي، والتي أغلقت بالقرب من قمة نطاقها الأسبوعي. اقتربت الشمعة الأسبوعية من أن تكون شمعة داخلية، لكنها اخترقت أدنى مستوى من الأسبوع السابق ببضع نقاط.
يبرز هذا الزوج بكونه شهد تقدماً واضحاً في الدولار الأمريكي، لذلك نشهد بعض الضعف النسبي في الدولار الكندي، والذي قد يكون مدعوماً بضعف سعر خام WTI الذي يميل إلى قيادة الدولار الكندي، حيث أن كندا هي الرئيسي لهذا النفط الخام.
لا توجد مستويات مقاومة واضحة حتى المستوى 1.3524 دولار، لذا يمكن أن يكون للسعر مجال أكبر للارتفاع.
الخلاصة
أرى أن أفضل الفرص في الأسواق المالية هذا الأسبوع غير واضحة تماماً، مع احتمال أن يكون من الأفضل الدخول في صفقات قصيرة الأجل إما بشراء زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي إذا كانت المعنويات على الدولار الأمريكي تصاعدية، أو شراء زوج الجنيه البريطاني/الدولار الأمريكي إذا كانت المعنويات تميل نحو تحول الدولار الأمريكي إلى الاتجاه التنازلي مرة أخرى.
هل أنت مستعد لتداول تحليلنا الأسبوعي للفوركس؟ لقد وضعنا قائمة بأفضل الوسطاء لتداول الفوركس الذيين يستحق التجربة.