صعد مؤشر داو جونز الصناعي DOW JONES INDUSTRIAL بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، بعد تسجيله أكبر ارتفاع يومي له في أكثر من ثلاثة أشهر يوم الاثنين، ليحقق مكاسب لليوم الثاني على التوالي بنسبة بلغت 2.80% ليضيف المؤشر إليه نحو 825.43 نقطة ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 30,316.33، بعد ارتفاعه بتداولات يوم الاثنين بنسبة بلغت 2.66%، ليسجل بذلك المؤشر أكبر مكاسب له في يومين متتاليين من حيث النقاط المئوية منذ 7 أبريل/ نيسان، وأقوى تقدم له أيضاً في أول يومين من أي ربع سنوي منذ الربع الثاني من عام 1938.
في الأخبار الاقتصادية تراجعت فرص العمل إلى ما يقرب من 10.1 مليون في أغسطس/ آب، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل. جاء هذا العدد أقل من الإجماع والذي كان يقدر بنحو 11.15 مليون مقارنة بـ 11.17 مليون تم الإبلاغ عنها في يوليو/ تموز. هذا هو أول مؤشر رسمي يشير بشكل لا لبس فيه إلى تباطؤ واضح في الطلب على العمالة.
يقول المحللين أنه إذا استمرت الوظائف المتاحة في الاتجاه الهبوطي وتراجع التضخم الأساسي فمن غير المتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 125 نقطة أساس من الآن وحتى نهاية عام 2022، ويتوقع زيادة قدرها 100 نقطة أساس في اجتماعي نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول، ولكن حتى الآن فالتشديد بمقدار 75 نقطة أو حتى 50 نقطة لا يمكن استبعاده.
كانت الطلبات الجديدة على سلع المصانع ثابتة في أغسطس، وهي أقل من التوقعات بزيادة 0.2٪ في استطلاع جمعته بلومبرج وبعد انخفاض بنسبة 1٪ في يوليو.
وفي الوقت نفسه ذكرت Redbook أن مبيعات التجزئة في نفس المتجر في الولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 12.3٪ على أساس سنوي في الأسبوع المنتهي في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، وهي زيادة أكبر من 11٪ في الأسبوع السابق بسبب زيادة مبيعات الملابس الخريفية في نهاية الأسبوع حيث أصبحت درجات الحرارة أكثر برودة.
بعد ظهر يوم الإثنين قام جون ويليامز رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك بملاحظة تشاؤمية بشكل ملحوظ عندما قال إنه يتوقع أن يشهد التضخم تراجعاً إلى 3 ٪ العام القادم.
يوم الثلاثاء قالت ماري دالي رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو إن بعض "الاضطراب" في سوق العمل الأمريكي قد يستقر أخيرًا.
بينما قال فيليب جيفرسون أحد الأعضاء الثلاثة الجدد في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي والذي استخدم خطابه الأول يوم الثلاثاء ليقول إن التضخم المرتفع كان مصدر قلقه الأكبر.
تقنياً يأتي ارتفاع المؤشر مع توارد الإشارات الإيجابية بمؤشرات القوة النسبية، بعد وصولها في وقت سابق لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع، ولكن نلاحظ مؤخراً وصولها لمناطق تشبع شرائي مبالغ فيه مقارنة بحركة المؤشر، ما يعني ضعف الزخم الإيجابي الذي ساعده على تحقيق تلك المكاسب الأخيرة.
لهذا نعزي ارتفاع المؤشر حتى الآن كمحاولة منه لتعويض جزء مما تكبده من خسائر سابقة، في ظل سيطرة الاتجاه التصحيحي الهابط على المدى القصير، مع استمرار الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية).
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا نحن نرجح عودة انخفاض المؤشر خلال تداولاته القادمة، خاصة في حالة عودة استقراره دون مستوى 29,653.30، ليستهدف بعدها مستوى الدعم 28,402.50.