استقرت أسعار الغاز الطبيعي الفورية (CFDS ON NATURAL GAS) على انخفاض بالتداولات الأخيرة على المستويات اللحظية، لتحقق مكاسب يومية طفيفة حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت 0.12% ليستقر على سعر 8.066 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وذلك بعدما انزلقت انخفاضاً خلال تداولات أمس بنسبة بلغت -8.35%.
تراجعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بنحو 7٪ لتصل إلى أدنى مستوى لها في أربعة أسابيع يوم الثلاثاء، وسط ارتفاع الإنتاج إلى مستوى قياسي خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع توقعات بانخفاض الطلب الأسبوع المقبل عما كان متوقعًا في السابق.
بينما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 35٪ في أوروبا خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث قطعت روسيا التدفقات من خط أنابيب رئيسي، إنها الآن أعلى بخمس مرات مما كانت عليه قبل عام.
بشكل عام الغاز الطبيعي غالي الثمن الآن في الولايات المتحدة وأوروبا فقد ارتفع في الولايات المتحدة بنسبة 78٪ في العام الماضي، ولكن ليس بنفس القدر الموجود في أوروبا. من المرجح أن يحمي هذا الاختلاف الأميركيين من بعض أسوأ ما في أزمة الطاقة.
الولايات المتحدة هي أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، الغاز الطبيعي هو منتج ثانوي لإنتاج النفط، عندما بدأت الشركات الأمريكية في استخدام تقنيات لاستخراج النفط من التكوينات الصخرية فتحت هذه الأنشطة أيضًا إمدادات هائلة من الغاز الطبيعي. ولكن لدى المنتجين قدرة محدودة على تصدير هذا الغاز إلى دول أخرى كغاز طبيعي مسال (LNG)، إن القيام بذلك مكلف وينطوي على معدات متطورة تنقل الغاز وتجمده وتسييله.
زادت الولايات المتحدة كمية الغاز التي ترسلها إلى الخارج هذا العام لكنها لا تزال تصدر 20٪ فقط من إجمالي الإمدادات، يستفيد الأمريكيون لأنهم ليسوا مضطرين للتنافس مع المشترين في أجزاء أخرى من العالم. وبالمقارنة فإن الولايات المتحدة تصدر ما يقرب من كمية النفط التي تستوردها، مما يجعل البلاد أكثر عرضة لتقلبات سوق النفط العالمية.
في غضون ذلك جاء التراجع في أسعار العقود الآجلة أيضًا مع استمرار الانقطاع في مصنع فريبورت لتصدير الغاز الطبيعي المسال (LNG) في تكساس، مما يترك المزيد من الغاز في الولايات المتحدة للمرافق لضخها في المخزونات في الشتاء المقبل.
كانت فريبورت ثاني أكبر مصنع لتصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، تستهلك حوالي 2 مليار قدم مكعب يوميًا من الغاز قبل إغلاقها في 8 يونيو/ حزيران، وتتوقع فريبورت للغاز الطبيعي المسال أن تعود المنشأة إلى الخدمة الجزئية على الأقل في أوائل إلى منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني.
تقنياً يتراجع الغاز الطبيعي للبحث عن قاع صاعد يتخذ منه قاعدة قد تساعده على اكتساب الزخم الإيجابي اللازم لاستعادة تعافيه والارتفاع من جديد، وذلك في ظل سيطرة الاتجاه الرئيسي الصاعد على المدى المتوسط بمحاذاة خط ميل، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، ليصل السعر بتداولاته الأخيرة إلى الاستناد لدعم متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، وقد تزامن ذلك مع وصول مؤشرات القوة النسبية لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع، بصورة مبالغ فيها مقارنة بحركة السعر، ما يوحي ببدء تكون دايفرجنس سلبي بها.
ولهذا فتوقعاتنا ترجح عودة ارتفاع الغاز الطبيعي خلال تداولاته القادمة، ولكن بشرط مهم وهو ثبات مستوى الدعم 8.054، ليستهدف مستوى المقاومة المحوري 9.600.