من المحتمل جداً أن يعتمد الفرق بين النجاح والفشل في تداول الفوركس/العقود مقابل الفروقات في الغالب على الأصول التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على الطرق الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
لذلك، عند بدء الأسبوع، من الجيد النظر إلى الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل، وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية، والعوامل الفنية، ومعنويات السوق. تابع القراءة للحصول على تحليلي الأسبوعي.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
كتبت في الأسبوع الماضي أن أفضل التداولات لهذا الأسبوع كانت على الأرجح أن تكون:
- صفقات شراء لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني. أنتج هذا مكاسب بنسبة 0.35٪.
- صفقات شراء لعوائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة عامين. أنتج هذا مكسباً بنسبة 1.35٪.
- بيع زوج البيتكوين/الدولار الأمريكي. أنتج هذا مكاسب هائلة بنسبة 30.97٪.
كانت هذه توقعات رائعة بشكل عام، خاصةً توقعاتي بشأن صفقات بيع البيتكوين، مما أدى إلى ربح أسبوعي ضخم.
بعد أكثر من أربعة أشهر، تراجعت الحرب في أوكرانيا عن مكانتها السابقة كخبر رئيسي. تشن القوات الروسية حالياً هجوماً قوياً في شرق أوكرانيا وتحقق بعض النجاح من خلال القوة النارية الهائلة والاستعداد لاستخدام المدفعية بغض النظر عن الخسائر في صفوف المدنيين، والتي بلغ عددها عشرات الآلاف. بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا يمكن توجيه اللوم إلى روسيا دبلوماسياً، مما يظهر ما أصبحت عليه الأمم المتحدة، ومن خلال وضع تركيزها الملتوي على الصراعات الأصغر ذات عدد القتلى المدنيين الأقل بكثير في بؤرة التركيز بشكل كبير ليراها الجميع. تسببت الحرب في البداية بتحركات قوية للغاية في بعض الأسواق، لا سيما في بعض السلع الزراعية مثل القمح والذرة، ولكن يبدو الآن أن تأثيرها ضئيل حيث بدأت السلع الزراعية عموماً بالانخفاض.
سيطر الأسبوع الماضي على استمرار الشعور بالابتعاد عن المخاطرة، مع التركيز على التضخم ورفع أسعار الفائدة، حيث قامت ثلاثة بنوك مركزية كبرى برفع أسعار الفائدة، على نطاق أوسع مما كان متوقعاً: الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وبنك إنجلترا المركزي، والبنك الوطني السويسري.
كان الانخفاض القوي المستمر في العملات المشفرة، ولا سيما انخفاض الأسبوع بنسبة 30٪ في قيمة البيتكوين بالدولار الأمريكي، عنصراً إخبارياً بارزاً أيضاً. قامت العديد من بورصات العملات المشفرة بتجميد عمليات السحب. ستستمر صفقات البيع في العملات المشفرة بجذب المضاربين في هذه البيئة، بينما ستفرض نداءات الهامش تصفية متداولي التجزئة. سيكون هناك المزيد من الضحايا في النظام البيئي للعملات المشفرة.
جاءت البيانات الاقتصادية المهمة الأسبوع الماضي على النحو التالي:
- رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بنسبة 0.75٪ إلى 1.75٪، في وقت توقع فيه العديد من المحللين ارتفاعاً بنسبة 0.50٪ فقط. هذا التضخم الأعلى من المتوقع في نهاية الأسبوع الماضي أقنع بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع بأكثر من 0.50٪.
- رفع بنك إنجلترا سعر الفائدة الرسمي للبنك بنسبة 0.25٪ إلى 1.25٪ كما كان متوقعاً على نطاق واسع.
- قام البنك الوطني السويسري برفع سعر الفائدة بشكل مفاجئ بنسبة 0.50٪، ورفع سعر الفائدة إلى -0.25٪: والذي لا يزال سلبياً، وأدنى سعر فائدة لأي بنك مركزي رئيسي.
- ترك بنك اليابان المركزي سعر الفائدة عند -0.10٪، ولم يتضمن بيانه أي مفاجآت: يواصل البنك اتباع سياسة متساهلة تهدف إلى إعادة إنعاش الاقتصاد ورفع التضخم إلى الهدف عند 2٪، مما يعطي تساهلاً غير عادي بشكل عام في السياسة المالية بالمعايير العالمية.
- جاءت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية أقل من المتوقع، مما يدل على أن إنفاق المستهلكين قد يتأثر بارتفاع التضخم.
شهد سوق الفوركس عمليات بيع طفيفة في الدولار الأمريكي بينما يستمر ضعف الين الياباني، الذي لا يزال ضعفه مدعوم ضمنياً من بنك اليابان المركزي من خلال التسهيل. مع ذلك، استعاد الدولار بعض قوته ليغلق الأسبوع على ارتفاع مقابل العملات الرئيسية الأخرى.
هناك أمل متزايد في أن تكون جائحة فيروس كورونا قد انتهت تقريباً، على الرغم من ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس على مستوى العالم الأسبوع الماضي مقابل الاتجاه التنازلي طويل الأجل. تحدث الزيادات الكبيرة في حالات الإصابة المؤكدة الجديدة بالفيروس بشكل عام في الوقت الحالي في النمسا والبحرين والمغرب وتشيلي وألمانيا وغواتيمالا وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
الأسبوع المقبل: 20 يونيو - 24 يونيو 2022
من المرجح أن يكون الأسبوع المقبل في الأسواق أقل تقلباً من الأسبوع الماضي. هناك عدد أقل من الإصدارات المجدولة ذات الأهمية العالية والتي لديها القدرة على تحريك الأسواق بشكل كبير. وهي بالترتيب من حيث الأهمية المحتملة:
- شهادة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أمام الكونجرس.
- مؤشر أسعار المستهلكين البريطاني - من المتوقع أن يبلغ المعدل السنوي 9.1٪.
- مؤشر أسعار المستهلكين الكندي - من المتوقع زيادة شهرية بنسبة 1.0٪.
- محضر اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الأسترالي.
- بيانات مؤشر PMI للتصنيع والخدمات الألمانية الأولية.
- مبيعات التجزئة الكندية.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يوضح الرسم البياني الأسبوعي للأسعار أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي قد وصل إلى أعلى مستوى له خلال 20 عاماً الأسبوع الماضي، بما يتماشى مع الاتجاه التصاعدي طويل الأجل، لكنه شكل شمعة دوجي غير حاسمة، مما يشير إلى انعكاس تنازلي محتمل. هذا مهم لأن انعكاس الاتجاه سيكون له تأثير كبير على سوق الفوركس.
ومن الجدير بالذكر أن الاتجاه التصاعدي طويل المدى للدولار الأمريكي قد تعزز حتى الآن من خلال ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة. مع ذلك، يقترب الاقتصاد الأمريكي من الركود الإحصائي، كلما تعرض الدولار الأمريكي لضغوط تنازلية.
على الرغم من الانعكاس المحتمل، ارتفع الدولار في كل مكان خلال الأسبوع، لذلك لا يزال من غير الحكمة تداول الدولار على المكشوف في الفوركس خلال الأسبوع القادم.
البيتكوين/الدولار الأمريكي
انخفضت البيتكوين بقوة الأسبوع الماضي تماشياً مع اتجاهها التنازلي طويل المدى. انتهى الأسبوع بإغلاق عند أدنى مستوى جديد خلال 18 شهراً وتشكيل شمعة تنازلية كبيرة، مما يُظهر انخفاضاً في القيمة بأكثر من 30٪.
هذه إشارات تنازلية للغاية، وكان هناك ذعر في قطاع التشفير بسبب انهيار بعض العملات المستقرة مثل Luna/Terra. هذا يساعد حالة الهبوط. والأسوأ من ذلك، بدأنا برؤية منصات عملات مشفرة ترفض عمليات السحب، مما يشير إلى أنه سيكون هناك انهيار شركات ودعاوى قضائية وافرة.
يبدو أن من المرجح أن تستمر البيتكوين بالتراجع، حيث إنها تظهر زخماً تنازلياً قوياً ويتم تداولها في "نطاق مفتوح". يمكن أن يصل السعر بسهولة إلى منطقة 13 ألف دولار في وقت قريب جداً، مما يعني أن البيع هنا قد يظل تداولاً مثيراً للاهتمام.
يوضح الرسم البياني للسعر أدناه أن المستوى 13،788 دولار يشبه مستوى الدعم الفني الذي قد يشير إلى انفجار كامل لفقاعة البيتكوين.
الإيثيرويم/دولار أمريكي
انخفض الإيثيريوم بقوة الأسبوع الماضي تماشياً مع اتجاهه التنازلي طويل الأجل. انتهى الأسبوع بإغلاق عند أدنى مستوى جديد خلال 18 شهراً وتشكيل شمعة تنازلية كبيرة، مما يُظهر انخفاضاً في القيمة بأكثر من 32٪.
هذه إشارات تنازلية للغاية، وكان هناك ذعر في قطاع التشفير بسبب انهيار بعض العملات المستقرة مثل Luna/Terra. هذا يساعد حالة الهبوط. والأسوأ من ذلك، بدأنا برؤية بورصات العملات المشفرة ترفض عمليات السحب، مما يشير إلى أنه سيكون هناك انهيار شركات ودعاوى قضائية وافرة.
يبدو أنه من المرجح أن تستمر الإيثيريوم بالتراجع، حيث إنها تظهر زخماً تنازلياً قوياً ويتم تداولها في "نطاق مفتوح". يمكن أن يصل السعر بسهولة إلى منطقة 512 دولار في وقت قريب جداً، مما يعني أن البيع هنا قد يظل تداولاً مثيراً للاهتمام.
يوضح الرسم البياني للسعر أدناه أن المستوى 512 دولار يبدو وكأنه مستوى الدعم الفني والذي قد يشير إلى انفجار كامل لفقاعة الإيثيريوم.
الدولار الأمريكي/الين الياباني
انخفض زوج الدولار أمريكي/الين الياباني بشكل حاد للغاية ولكنه ارتفع بعد ذلك بقوة لتعويض معظم خسائره بعد أن أشار بنك اليابان المركزي إلى عدم وجود تغيير في سياسته النقدية المتساهلة للغاية والتضخمية. التقلب والزخم قويان بشكل غير عادي، مما يدعم حالة الارتفاع الإضافي في السعر، والذي سجل أعلى مستوى جديد لخ خلال 20 عاماً في وقت سابق من الأسبوع.
لدينا هنا "عاصفة كاملة" تهيمن على سوق الفوركس، حيث أن الدولار الأمريكي هو أقوى عملة رئيسية مع قوة طويلة المدى خلفه حيث قام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة بشكل استثنائي بنسبة 0.75٪ الأسبوع الماضي. في هذه الأثناء، يعتبر الين الياباني العملة الرئيسية الأضعف ويتم التحدث لخفضه من قبل بنك اليابان المركزي، والذي يحتاج بشدة إلى إنعاش الاقتصاد الياباني، الذي لا يزال تضخمه أقل من الهدف البالغ 2٪.
من غير الواضح بالطبع إلى أي مدى قد تستمر هذه الخطوة، ولكن الفرص الواضحة مثل هذه نادرة في الفوركس، لذا فإن تداول هذا الزوج من العملات لفترة طويلة يستحق دراسة جادة للغاية. يظل زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني صفقة شراء إذا رأينا إغلاقاً يومياً (في نيويورك) فوق المستوى 135.47 يورو.
الخلاصة
أرى أن أفضل الفرص في الأسواق المالية هذا الأسبوع على الأرجح أن تكون:
- صفقات شراء لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بعد إغلاق يومي (في نيويورك) فوق 135.47 ين.
- بيع زوج البيتكوين/الدولار الأمريكي.
- بيع زوج الإيثيريوم/الدولار الأمريكي.