من المرجح جداً أن يعتمد الفرق بين النجاح والفشل في تداولات الفوركس/العقود مقابل الفروقات في الغالب على الأصول التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على الطرق الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
لذلك، عند بدء الأسبوع، من الجيد النظر إلى الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل، وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية والعوامل الفنية ومعنويات السوق. تابع القراءة للحصول على تحليلي الأسبوعي أدناه.
هناك بعض الاتجاهات القوية في الأسواق، وقد يساعد اتباعها في وضع الاحتمالات لصالحك، لذا فهو وقت ممتع للتداول.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
كتبت الأسبوع الماضي أن أفضل صفقة لهذا الأسبوع كان من المرجح أن تكون صفقات شراء لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني أو بيع زوج اليورو/الدولار الأمريكي، ولكن فقط بعد إغلاق يومي (في نيويورك) فوق المستوى 130.80 ودون المستوى 1.0498 دولار. كنت مستعداً أيضاً للشراء على عوائد الخزانة الأمريكية لمدة عامين. كانت هذه نظرة جيدة، لأن مستويات الأسعار الخاصة بي على أزواج عملات الفوركس أبعدتك عن المشاكل، بينما ارتفعت عوائد الخزانة الأمريكية لمدة عامين بنسبة 0.37٪ خلال الأسبوع.
لا يزال الغزو الروسي لأوكرانيا يهيمن على الأخبار، والذي دخل شهره الثالث، ولكن يبدو أنه قد وصل إلى طريق مسدود بسبب دفاع أوكراني فعال مسلح من قبل الناتو. انسحبت القوات الروسية من الجزء الشمالي من البلاد، وحولت التركيز إلى هجوم يهدف إلى الاستيلاء الكامل على المناطق الساحلية الشرقية والجنوبية لأوكرانيا. تسببت الحرب في البداية بتحركات قوية للغاية في بعض الأسواق، لا سيما في بعض السلع الزراعية مثل القمح والذرة، ولكن يبدو الآن أن لها تأثيراً أساسياً على انخفاض بعض العملات الأوروبية وأسواق الأسهم العالمية، ربما بسبب استمرار الحكومة الروسية بالتهديدات النووية. بالطبع، هناك عوامل أساسية أخرى تضغط على أسواق الأسهم، مثل شبح العودة إلى الركود التضخمي، وارتفاع أسعار الفائدة.
نشهد حالياً ضعفاً في أسواق الأسهم في كل مكان تقريباً، فضلاً عن ضعف العملات الأوروبية والأصول الخطرة بشكل عام، حيث وصل الجنيه البريطاني والفرنك السويسري مرة أخرى إلى أدنى مستوياتها على المدى الطويل مقابل الدولار. كما سجل الدولار النيوزيلندي أدنى مستوياته على المدى الطويل. يبدو أكبر مؤشر سوق الأسهم العالمية، S&P500، تنازلياً بشكل خاص، حيث أغلق الأسبوع منخفضاً مع كون أدنى مستوى خلال عام واحد ليس ببعيد.
هذا الاتجاه التنازلي مدفوع بعدة عوامل أساسية وعاطفية:
- عوائد سندات الخزانة الأمريكية المرتفعة تعد عالية نسبياً، حيث أنهت عوائد السندات لأجل سنتين و10 سنوات الأسبوع عند ارتفاعات جديدة هي الأعلى خلال 3 سنوات.
- لا يزال التضخم مصدر قلق كبير، حيث تستمر اقتصادات مجموعة العشرين بالإبلاغ عن بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الجديدة التي تتجاوز التوقعات المتفق عليها، مما يشير إلى أن التضخم لا يزال يتسارع.
- يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تشديد السياسة النقدية، ورفع أسعار الفائدة بنسبة 0.50٪ الأسبوع الماضي في أكبر زيادة له منذ 22 عاماً، وقرر البدء بتقليص محفظة أصوله البالغة 9 تريليون دولار في يونيو. ومن المتوقع رفع أسعار الفائدة سبع مرات أخرى هذا العام، ومن المتوقع أن يكون سعر الفائدة الفيدرالي قريباً جداً من 3٪ مع دخولنا عام 2023. لا يبدو أن أمام البنك الفدرالي مساحة واسعة للمناورة، مع رفع وارتفعا معدلات التضخم في كل دول مجموعة G-20 تقريباً. يبلغ معدل التضخم السنوي الرئيسي في الولايات المتحدة حالياً 8.5٪. هناك شعور متزايد بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد تأخر قليلاً في رفع أسعار الفائدة.
- رفع بنك إنجلترا سعر الفائدة الأساسي بنسبة 0.25٪، مع تصويت أقلية على زيادة بنسبة 0.50٪. الأمر الأكثر إثارة للقلق هو إعلان البنك أنه يتوقع أن يصل التضخم البريطاني إلى معدل سنوي أعلى من المستوى المهم نفسياً البالغ 10٪.
- رفع بنك الاحتياطي الأسترالي سعر الفائدة بنسبة 0.25٪ إلى 0.35٪، بعد أن فاقت بيانات التضخم الأسترالية الصادرة خلال الأسبوع الماضي التوقعات.
- فاقت بيانات التوظيف الأمريكية بغير القطاع الزراعي التوقعات بشكل طفيف، لكن معدل البطالة في الولايات المتحدة ارتفع بشكل غير متوقع من 3.5٪ إلى 3.6٪، لذلك كانت البيانات مختلطة ولم يكن لها تأثير كبير على الأسواق.
شهد سوق الفوركس مرة أخرى ارتفاعاً في الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي، مع ارتفاع الدولار كملاذ آمن وارتفاع العوائد. ومع ذلك، فقد تباطأ زخمه التصاعدي، وشهدنا حركات أكبر في العملات الأخرى خلال الأسبوع الماضي، لا سيما الجنيه البريطاني الذي شهد حركة تنازلية ضخمة في نهاية الأسبوع، حيث استوعب المحللون توقعات التضخم عند 10%+/- من بنك إنجلترا المركزي.
فقدت أسواق السلع الكثير من قوتها الأخيرة، وهي في الغالب تتراجع، باستثناء الطاقات. يصل الغاز الطبيعي والبنزين إلى ارتفاعات جديدة على المدى الطويل.
تعد المعدلات/السندات من أكثر الأسواق توجهاً وتجاهلاً. نرى معدلات مستمرة بالارتفاع في كل مكان تقريباً. في سوق الولايات المتحدة، يتقدم معدل سندات الـ10 سنوات الآن بشكل أقوى بكثير من معدل السنتين.
هناك أمل متزايد في أنه مع انخفاض معدلات الإصابة بفيروس كورونا على مستوى العالم للأسبوع السابع على التوالي، فقد يكون الوباء قد انتهى تقريباً. النمو المهم الوحيد في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا بشكل عام تحدث الآن في الدومنيكا وجنوب إفريقيا وتايوان وجزر سليمان.
الأسبوع المقبل: 9-13 مايو 2022
من المرجح أن يكون الأسبوع المقبل أقل تقلبا في الأسواق، حيث توجد القليل من الإعلانات المجدولة ذات الأهمية العالية. هي، بالترتيب من حيث الأهمية المحتملة:
- بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي (التضخم) - ستتم مراقبتها عن كثب، وهي جزء مهم للغاية من البيانات للأسواق العالمية. يتوقع المحللون ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.2٪ على أساس شهري، وقد تبدأ النتيجة بالإشارة إلى مزيد من التباطؤ في الزخم التضخمي في الولايات المتحدة.
- بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة - يشير هذا إلى تغيرات أسعار المواد الخام، ولكن من غير المرجح أن يُنظر إليه على أنه ذو أهمية كبيرة لأنه يأتي بعد بيانات مؤشر أسعار المستهلكين.
- اجتماع أوبك.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يُظهر الرسم البياني الأسبوعي للأسعار أدناه ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي مرة أخرى الأسبوع الماضي، تماشياً مع الاتجاه التصاعدي طويل الأجل، مما أدى إلى ظهور شمعة تصاعدية أغلقت جيداً ضمن الربع العلوي من نطاقها. كان هذا مرة أخرى أعلى إغلاق أسبوعي شوهد منذ مارس 2020. سيتشجع التصاعديون على الدولار من استمرار الزخم التصاعدي، واستمر السعر بالتقدم إلى ارتفاعات جديدة. مع ذلك، تباطأت وتيرة الزيادة، مما يشير إلى أن الزخم التصاعدي قد يكون جاهزاً للتباطؤ.
من المحتمل أن يكون من الحكمة الدخول في صفقات لصالح الدولار الأمريكي في سوق الفوركس خلال الأسبوع القادم.
مؤشر S&P500
انخفض مؤشر سوق الأسهم الأكثر أهمية في العالم، S&P500، مرة أخرى الأسبوع الماضي، مغلقاً داخل منطقة التصحيح بشكل جيد، ومرة أخرى مسجلاً أدنى سعر إغلاق أسبوعي شهده العام الماضي. ومع ذلك، فقد تباطأ الزخم التنازلي، حيث يبدو أن السعر متردد بالاختراق إلى ما دون منطقة 4000. على الرسم البياني اليومي، يتم تداول السعر أقل بكثير من المتوسطين المتحركين لـ200 يوم ولـ50 يوماً. هذه إشارات تنازلية. يعد تداول مؤشرات أسواق الأسهم الرئيسية على المكشوف تحدياً صعباً، ولكن قد يكون من الأفضل للمتداولين المتمرسين البحث عن صفقات بيع هنا. هذا ليس الوقت المناسب لشراء الأسهم.
أرى أن سوق الأسهم الأمريكية يتأثر بارتفاع معدلات التضخم العالمية وتشديد السياسة النقدية من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
الدولار الأمريكي/الين الياباني
ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بشكل جنوني خلال الأسابيع التسعة الماضية، حيث ارتفع كل أسبوع. شهد الأسبوع الماضي ارتفاع الأسعار مرة أخرى، لكنه غير قادر على تحقيق ارتفاع جديد. نحن نشهد استمرار الزخم التصاعدي بالانخفاض، مع عدم وجود إغلاق يومي فوق المستوى الرئيسي عند 130.80 ين. يحجم السعر أيضاً عن البقاء فوق النقطة المحورية عند 130.50 ين لفترة طويلة جداً.
نظراً لانخفاض الزخم، وتجاوز السعر بالفعل المستوى 130.00 ين، أريد فقط الدخول في صفقة شراء جديدة في هذا الزوج إذا رأينا إغلاقاً يومياً (في نيويورك) فوق المستوى 130.80 ين.
الجنيه البريطاني/الدولار الأمريكي
انخفض الجنيه البريطاني بحدة الأسبوع الماضي ليصل إلى أدنى مستوى له خلال 18 شهراً مقابل الدولار الأمريكي. العملات الأوروبية باستثناء اليورو ضعيفة بشكل عام، لكن الجنيه البريطاني يظهر ضعفاً بارزاً بعد أن توقع بنك إنجلترا أن التضخم البريطاني سيتجاوز 10٪ بحلول نهاية عام 2022.
كان الانخفاض في زوج الجنيه البريطاني/الدولار الأمريكي يوم الخميس قوياً بشكل غير عادي وأنتج متابعة صغيرة، ولكن مهمة في الزخم التنازلي خلال اليوم التالي.
مع استمرار قوة الدولار الأمريكي، وضعف الجنيه مدفوعاً بالتوقعات الأساسية، يبدو أن السعر هنا من المرجح أن ينخفض أكثر خلال الأيام القادمة. مع ذلك، على الحركة التنازلية الحذر من مستوى الدعم عند 1.2314 دولار.
سأكون مستعداً للدخول في صفقة بيع جديدة إذا حصلنا على إغلاق يومي (في نيويورك) دون المستوى 1.2314 دولار.
عوائد الخزانة الأمريكية لـ10 سنوات
كان هناك تركيز كبير على عوائد سندات الخزانة الأمريكية مؤخراً، بعد انعكاس منحنى العوائد لفترة وجيزة قبل بضعة أسابيع، ومع بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الرئيسية الأخرى باتخاذ خطوات مهمة لتشديد السياسة النقدية، مثل رفع سعر الفائدة الأسبوع الماضي بنسبة 0.50٪. يبدو الآن أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يتحرك بسرعة أكبر لمواكبة المنحنى، وهذا يشير إلى توقعات تصاعدية لعوائد الدولار.
الدولار الأمريكي هو أقوى عملة رئيسية في الوقت الحالي، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن العوائد على أذون الخزانة استمرت بالتحرك إلى ارتفاعات جديدة طويلة الأجل لم تشهدها منذ 3 سنوات.
على الرغم من زيادة عوائد السنتين مرة أخرى الأسبوع الماضي، إلا أن عوائد الـ10 سنوات كان أفضل من عوائد العامين، والذي ربما يكون سبباً وجيهاً لتوخي الحذر إلى حدٍ ما بشأن الدخول في صفقة شراء جديدة في عوائد السنتين، ما لم يكن هناك ارتفاع جديد. قد يكون تداول سندات الـ10 سنوات نهجاً أفضل.
أنهى السعر الأسبوع عند ارتفاع جديد طويل الأجل وليس بعيداً عن أعلى مستوى خلال 10 سنوات.
الغاز الطبيعي
كان الغاز الطبيعي في حالة من الجموح هذا العام، وكان بالتأكيد في الاتجاه التصاعدي. تضاعفت العقود الآجلة للغاز الطبيعي خلال هذا العام التقويمي 2022.
يُظهر الرسم البياني للسعر أدناه أن الأسبوع الماضي قد شكل شمعة تصاعدية اخترقت قمماً جديدة طويلة المدى، لكن الشمعة بها فتيل علوي كبير جداً بسبب الانخفاض القوي يوم الجمعة من القمة، مما يعني أن على الحركة التصاعدية التحلي بالحذر الشديد عند تداول هذه السلعة، أو التداول بصفقات صغيرة جداً مع وقف خسارة واسع بسبب المستوى العالي من التقلبات.
سأكون مستعداً للدخول في صفقة شراء جديدة إذا حصلنا على إغلاق يومي (في نيويورك) فوق 700.
الخلاصة
أرى أن أفضل الفرص في الأسواق المالية هذا الأسبوع على الأرجح أن تكون:
- صفقات شراء لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بعد إغلاق يومي (في نيويورك) فوق المستوى 130.80 ين.
- بيع زوج الجنيه البريطاني/الدولار الأمريكي بعد إغلاق يومي (في نيويورك) دون المستوى 1.2314 دولار.
- صفقات شراء العقود الآجلة للغاز الطبيعي بعد إغلاق يومي (في نيويورك) فوق المستوى 700.
- شراء عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات.