من المرجح جداً أن يعتمد الفرق بين النجاح والفشل في تداول الفوركس/العقود مقابل الفروقات في الغالب على الأصول التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على الطرق الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
لذلك، عند بدء الأسبوع، من الجيد النظر إلى الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل، وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية، والعوامل الفنية، ومعنويات السوق. تابع القراءة للحصول على تحليلي الأسبوعي أدناه.
هناك بعض الاتجاهات القوية في الأسواق، وقد يساعد اتباعها في وضع الاحتمالات لصالحك، لذا فهو وقت ممتع للتداول.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
كتبت الأسبوع الماضي أن أفضل صفقة لهذا الأسبوع كانت على الأرجح أن تكون صفقات شراء لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني أو بيع زوج الجنيه البريطاني/الدولار الأمريكي، ولكن فقط في حالة تأرجح قصير الأجل أو تداولات يومية. قد يكون التداول الأفضل على المدى الطويل هو عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات و سنتين. كانت هذه توقعات جيدة للغاية ومربحة حيث تحركت جميع الأصول الأربعة في الاتجاه المقصود على مدار الأسبوع:
- ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بنسبة 1.07٪
- انخفض زوج الجنيه البريطاني/الدولار الأمريكي بنسبة 2.06٪
- ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات بنسبة 2.05٪
- ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة عامين بنسبة 2.49٪
لا يزال الغزو الروسي لأوكرانيا يهيمن على الأخبار، والذي دخل الآن شهره الثالث. انسحبت القوات الروسية من الجزء الشمالي من البلاد، وحولت التركيز إلى هجوم يهدف إلى الاستيلاء الكامل على المناطق الساحلية الشرقية والجنوبية لأوكرانيا. تسببت الحرب في البداية بتحركات قوية للغاية في بعض الأسواق، لا سيما في بعض السلع الزراعية مثل القمح والذرة، ولكن يبدو الآن أن لها تأثيراً أساسياً على هبوط اليورو وأسواق الأسهم العالمية، ربما بسبب استمرار الحكومة الروسية بتهديدات نووية. هذه ليست أخباراً جديدة، لكن المحللين بدأوا بالحكم على التأثير الكامل على منطقة اليورو بشكل أكثر قسوة. بالطبع، هناك عوامل أساسية أخرى تؤثر على أسواق الأسهم.
نشهد حالياً ضعفاً في أسواق الأسهم في كل مكان تقريباً، فضلاً عن ضعف العملات الأوروبية، حيث وصل اليورو والجنيه البريطاني والفرنك السويسري جميعها إلى أدنى مستوياتها على المدى الطويل. يبدو أكبر مؤشر في سوق الأسهم العالمية، S&P500، تنازلياً بشكل خاص، حيث أنهى الأسبوع بزخم تنازلي متسارع مع كون أدنى مستوى خلال عام واحد ليس بعيداً. هذا الاتجاه الهابط مدفوع بعدة عوامل أساسية وعاطفية، وهي:
- يعتبر ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية مرتفعاً نسبياً، حيث أنهت عوائد السندات لأجل سنتين و 10 سنوات الأسبوع بالقرب من أعلى مستوياتها خلال 3 سنوات.
- جاءت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي أقل من المتوقع الأسبوع الماضي، حيث تحولت إلى سلبية للمرة الأولى منذ مخاوف فيروس كورونا في أوائل عام 2020، مما يشير إلى أن الولايات المتحدة قد تعاني من تباطؤ النمو الاقتصادي بشكل سريع، فضلاً عن ارتفاع التضخم، مما يضع بنك الاحتياطي الفدرالي في موقف صعب للغاية حيث يحاول ضمان هبوط ناعم للاقتصاد الأمريكي.
- لا يزال التضخم مصدر قلق كبير، حيث تستمر اقتصادات مجموعة العشرين بالإبلاغ عن بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الجديدة التي تتجاوز التوقعات المتفق عليها، مما يشير إلى أن التضخم لا يزال يتسارع. إصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأسترالي الأسبوع الماضي والذي يظهر زيادة ربع سنوية بنسبة 2.2٪، مقابل الزيادة بنسبة 1.7٪ التي كانت متوقعة، يغذي هذا القلق.
شهد سوق الفوركس بعض الحركة السعرية الرئيسية خلال الأسبوع الماضي، حيث حقق الدولار الأمريكي ارتفاعاً قوياً كملاذ آمن وبارتداد العوائد. فقد اليورو والجنيه البريطاني والفرنك السويسري قيمة كبيرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى تأثير الحرب في أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً أيضاً إلى تدهور البيانات الاقتصادية. فقد الين الياباني قوته في وقت سابق من الأسبوع، حيث برز بنك اليابان المركزي باعتباره البنك المركزي الرئيسي الوحيد الذي لا يزال يتبع السياسة النقدية المتساهلة في تقرير التوقعات، ويتطلع إلى زيادة التضخم نحو المعدل المستهدف 2٪، بينما البنوك المركزية في كل مكان آخر يحاولون وقف التضخم. مع ذلك، يجب ملاحظة أن الين الياباني قد أنهى الأسبوع دون تغيير تقريباً، لذلك قد يتباطأ انخفاض الين الياباني سريعاً إلى التدعيم.
لم تكن أسواق السلع مزدهرة كما كانت قبل أسابيع قليلة، لكننا ما زلنا نرى بعض السلع الزراعية مثل القطن والذرة تواصل التقدم إلى أسعار مرتفعة جديدة طويلة الأجل.
هناك أمل متزايد في أنه مع انخفاض معدلات الإصابة بفيروس كورونا على مستوى العالم للأسبوع السادس على التوالي، قد يكون الوباء قد انتهى تقريباً. الزيادة الوحيدة في حالات الإصابة المؤكدة الجديدة بالفيروس بشكل عام تحدث الآن في قبرص وهندوراس وجنوب إفريقيا وترينيداد وتايوان.
الأسبوع المقبل: 2 - 6 مايو 2022
من المحتمل أن يكون الأسبوع القادم في الأسواق أكثر تقلباً حيث توجد العديد من البيانات المجدولة ذات الأهمية العالية. وهي، بالترتيب من حيث الأهمية المحتملة:
- معدل وبيان الصناديق الفيدرالية للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة - يتوقع السوق رفع سعر الفائدة بنسبة 0.50٪، والمفاجأة هناك مستبعدة تماماً. سيتم مراقبة البيان عن كثب بحثاً عن أدلة حول رفع أسعار الفائدة بشكل لا مفر منه على المدى القريب إلى المتوسط. حتى لو لم تكن هناك مفاجآت، فإن الإعلان عن هذه البيانات لا بد أن يؤدي إلى حركة سوقية كبيرة في الدولار الأمريكي.
- تقرير/ملخص البنك الرسمي لسعر البنك البريطاني والسياسة النقدية - يتوقع السوق رفع سعر الفائدة بنسبة 0.25٪. سيتم مراقبة التقرير والملخص عن كثب، حيث يظهر الجنيه البريطاني إشارات أولية للتقدم أمام الدولار في نهاية الأسبوع الماضي عند حوالي 1.2500 دولار.
- تغيير التوظيف الأمريكي بالقطاع غير الزراعي - سيعطي هذا فكرة عن القوة الحالية للاقتصاد الأمريكي.
- بيان سعر ومعدل النقد من بنك الاحتياطي الأسترالي - يتوقع السوق رفع سعر الفائدة بنسبة 0.15٪.
- بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ISM من الولايات المتحدة.
- فرص العمل في الولايات المتحدة من JOLTZ.
- معدل البطالة في كندا.
- معدل البطالة في نيوزيلندا.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يوضح الرسم البياني الأسبوعي للأسعار أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي ارتفع بقوة الأسبوع الماضي، تماشياً مع الاتجاه التصاعدي طويل الأجل، مما أدى إلى ظهور شمعة تصاعدية أغلقت جيداً ضمن الربع العلوي من نطاقها. كان هذا أعلى إغلاق أسبوعي شوهد منذ مارس 2020. ستتشجع الحركة التصاعدية على الدولار من استمرار الزخم التصاعدي، واستمرار السعر بالتقدم إلى ارتفاعات جديدة. ومع ذلك، هناك فتيل علوي كبير في شمعة الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أن الزخم التصاعدي قد يكون جاهزاً للتباطؤ.
من المحتمل أن يكون من الحكمة الدخول في صفقات لصالح الدولار الأمريكي في سوق الفوركس خلال الأسبوع القادم.
مؤشر S&P500
انخفض مؤشر سوق الأسهم الأكثر أهمية في العالم، S&P500، مرة أخرى الأسبوع الماضي، مغلقاً جيداً داخل منطقة التصحيح، محققاً أدنى سعر إغلاق أسبوعي شهده العام الماضي. كان الإغلاق الأسبوعي عند أدنى مستوى، وهي إشارة على زخم تنازلي هام. على الرسم البياني اليومي، يتم تداول السعر عند مستوى أدنى بكثير من المتوسطين المتحركين لـ 200 يوم و لـ50 يوماً. هذه إشارات تنازلية. يعد تداول مؤشرات أسواق الأسهم الرئيسية على المكشوف تحدياً صعباً، ولكن قد يرغب المتداولون المتمرسون بالبحث عن صفقات بيع هنا. إنه ليس الوقت المناسب لشراء الأسهم.
أرى أن سوق الأسهم الأمريكية قد تأثر بتدهور طلب المستهلكين وتشديد السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
الدولار الأمريكي/الين الياباني
ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بشكل جنوني خلال الأسابيع الثمانية الماضية، حيث ارتفع كل أسبوع. شهد الأسبوع الماضي ارتفاع الأسعار مرة أخرى، وبلغ ذروته عند المستوى 131.25 ين، وهو أعلى سعر شوهد منذ 20 عاماً.
على الرغم من تلك الصورة الأسبوعية، شهدت نهاية الأسبوع تراجعاً في الزخم التصاعدي. على الرغم من أن بنك اليابان المركزي يواصل الحديث عن سياسته النقدية التوسعية، فقد أعرب البنك أيضاً عن وجهة نظره مؤخراً بأن المستوى 130.00 ين هو الارتفاع الأعلى الذي ينبغي أن يرتفع إليه هذا الزوج.
نظراً لانخفاض الزخم، وبما أن السعر قد تجاوز بالفعل المستوى 130.00 ين، فأنا أريد فقط الدخول في صفقة شراء جديدة في هذا الزوج إذا رأينا إغلاقاً يومياً (في نيويورك) فوق المستوى 130.80 ين.
عوائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة عامين
كان هناك تركيز كبير على عوائد سندات الخزانة الأمريكية مؤخراً، بعد انعكاس منحنى العائد لفترة وجيزة قبل بضعة أسابيع، ومع بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي وغيره من البنوك المركزية الرئيسية باتخاذ خطوات مهمة لتشديد السياسة النقدية.
الدولار الأمريكي هو أقوى عملة رئيسية في الوقت الحالي، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن العوائد على أوراق الخزانة استمرت بالتحرك إلى مستويات عالية جديدة طويلة الأجل لم نشهدها منذ 3 سنوات.
على الرغم من أن عوائد 10 سنوات قد ارتفعت مرة أخرى الأسبوع الماضي، إلا أن عوائد العامين كانت أفضل مرة أخرى من عوائد 10 سنوات، والذي قد يكون سبباً جيداً للحذر إلى حدٍ ما بشأن الدخول في صفقة شراء جديدة في عوائد الـ10 سنوات، ما لم يتم الوصول إلى ارتفاع جديد. قد يكون التداول على عوائد العامين نهجاً أفضل.
من الناحية الفنية، نرى ما يبدو أن من المحتمل أن يكون عموداً داخلياً تصاعدياً جيداً على الرسم البياني الأسبوعي للسعر أدناه.
اليورو/الدولار الأمريكي
انخفض اليورو والجنيه البريطاني والفرنك السويسري بحدة الأسبوع الماضي لتصل إلى أدنى مستوياتها على المدى الطويل مقابل الدولار الأمريكي. الدولار قوي، ولكن العملات الأوروبية نفسها تظهر ضعفاً بارزاً، مما جعل هذه الأزواج جوهر سوق الفوركس خلال الأسبوع الماضي.
كان الانخفاض في زوج اليورو/الدولار الأمريكي قوياً بشكل غير عادي، وهو أكبر انخفاض أسبوعي شوهد لعدة أشهر. وصل السعر إلى أدنى مستوياته خلال 5 سنوات وليس بعيداً عن أدنى مستوياته خلال 18 عاماً ما دون ذلك.
على الرغم من أننا رأينا زخماً تنازلياً قوياً مع عدم وجود الكثير من الارتداد التصاعدي الملحوظ مقابله، فقد تحتاج الحركة التنازلية إلى توخي الحذر لأننا رأينا بعض الأدلة على أن المستوى 1.0500 دولار قد يصمد كدعم، مما يعيق المزيد من الحركة التنازلية.
سأكون مستعداً للدخول في صفقة بيع جديدة إذا حصلنا على إغلاق يومي (في نيويورك) ما دون المستوى 1.0498 دولار.
الخلاصة
أرى أن من المرجح أن تكون أفضل الفرص في الأسواق المالية هذا الأسبوع صفقات شراء لزوج الدولار أمريكي/الين الياباني أو بيع زوج اليورو/الدولار الأمريكي، ولكن فقط بعد إغلاق يومي (في نيويورك) فوق المستوى 130.80 ين وأقل من المستوى 1.0498 دولار. سأكون مستعداً أيضاً لشراء عوائد الخزانة الأمريكية لمدة عامين.