من المحتمل جداً أن يعتمد الاختلاف بين النجاح والفشل في تداول الفوركس في الغالب على أزواج العملات التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على طرق التداول الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
عند بدء أسبوع التداول، من الأفضل النظر إلى الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية ومعنويات السوق.
يقع العالم في قبضة أزمة جيوسياسية كبرى تنتج بعض الاتجاهات القوية في سوق الفوركس، لذا فهو وقت ممتع للتداول في السوق.
الصورة الكبيرة 13 مارس 2022
كتبت الأسبوع الماضي أن أفضل صفقة لهذا الأسبوع كانت على الأرجح أن تكون بيع لزوج اليورو/الدولار الأمريكي، وشراء نفط خام WTI والذهب والقمح والذرة. لسوء الحظ، حقق حوالي نصف هؤلاء ارتدادات كبيرة مع مرور الأسبوع، ولكن استخدام وقف الخسارة المتحرك كما أوصيت كان يفترض أن يبقي متوسط الخسائر صغيراً نسبياً.
يهيمن على الأخبار اليوم الغزو الروسي لأوكرانيا الذي دخل الآن أسبوعه الثالث. أدى الغزو والقتال والأزمة السياسية والاقتصادية الناتجة عن ذلك إلى تقدم بعض السلع، لا سيما النفط الخام والغاز الطبيعي الأوروبي والقمح، والتي زادت قيمتها بشكل كبير، في حين انخفض اليورو بشكل كبير بالنسبة لجميع العملات الرئيسية تقريباً. ومع ذلك، فقد شهدت كل هذه الاتجاهات ارتدادات كبيرة خلال الأسبوع، وحتى هذه الأزمة لم تكن قادرة على دفع هذه الاتجاهات إلى أبعد من ذلك. انخفض سعر النفط الخام بشكل خاص بعد أن استسلمت الإمارات للضغط الأمريكي وأعلنت أنها ستسعى إلى زيادة الإنتاج من داخل أوبك.
من الواضح أن الدفاع الأوكراني كان أكثر فاعلية بكثير مما توقعته القيادة الروسية أو أي شخص آخر، وأن الخسائر الروسية قد تتجاوز بالفعل 10000 قتيل - ما يقرب من ثلثي إجمالي خسائر الاتحاد السوفيتي في الحرب التي استمرت 10 سنوات في أفغانستان في الثمانينيات.
استجاب الناتو والاتحاد الأوروبي والحلفاء المرتبطون به من خلال توضيح أنهم لن يتدخلوا عسكرياً أو يرسلون طائرات، مما يقلل من فرصة اندلاع حرب أوروبية واسعة النطاق، لكنهم يرسلون أسلحة متطورة للغاية بالإضافة إلى تيار من الجنود المتطوعون، والذي يبدو أنه يساعد في إبطاء التقدم الروسي. هددت الحكومة الروسية للتو باستهداف شحنات أسلحة الناتو، مما قد يؤدي إلى صدام مع الناتو على الحدود البولندية/الأوكرانية.
على الصعيد الاقتصادي، تم فرض عقوبات شديدة على روسيا والاقتصاد الروسي، مع انسحاب المزيد والمزيد من الشركات من روسيا أو إغلاق العمليات والمبيعات هناك، في حين تم عزل العديد من البنوك الروسية عن نظام SWIFT. كما يتم الاستيلاء على الأصول الروسية في الخارج وتجميدها. سيؤدي هذا إلى قدر كبير من المعاناة الاقتصادية في بلد بالكاد يكسب فيه الكثير من الناس دخلهم عن طريق الراتب. حظرت الولايات المتحدة واردات النفط الروسية، لكن الاتحاد الأوروبي ودول أخرى ترفض القيام بذلك.
في أخبار أخرى الأسبوع الماضي، وصل مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي (التضخم) إلى معدل مرتفع سنوي جديد هو الأعلى خلال 40 عاماً عند 7.9٪، وهو ما كان متوقعا في الآراء، لذا كان للأخبار تأثير ضئيل. ومع ذلك، فإن الارتفاعات في أسعار السلع الأساسية منذ تجميع نقطة البيانات هذه تشير إلى زيادة أخرى الشهر المقبل.
خبر آخر قد يضيف إلى الشعور بالابتعاد عن المخاطرة هو الهجوم الصاروخي الباليستي من الأراضي الإيرانية الذي أصاب القنصلية الأمريكية في كردستان قبل ساعات قليلة.
في بيان السياسة الشهرية، ترك البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي سعر الفائدة دون تغيير، لكنه قام بخطوة متشددة لتسريع إنهاء التحفيز النقدي بما يتجاوز ما كان متوقعاً. كان لهذا تأثير على رفع اليورو عن أدنى مستوياته خلال عدة أشهر والذي كان يتراجع بشدة.
شهد الأسبوع الماضي ارتفاعاً طفيفاً في العدد العالمي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد في الأسبوع الأول منذ يناير. تلقى ما يقرب من 63.5٪ من سكان العالم الآن جرعة واحدة على الأقل من اللقاح.
تحدث أقوى معدلات النمو في حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد بشكل عام في أستراليا والنمسا وفنلندا واليونان وكوريا الجنوبية وليختنشتاين ولوكسمبورغ وماليزيا وهولندا ونيوزيلندا وسويسرا وتونغا وتونس وفانواتو والمملكة المتحدة وفيتنام.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
كان النموذج السائد في السوق في السنوات القليلة الماضية هو الإقبال على المخاطرة مقابل تجنب المخاطرة، حيث ارتفعت الأسهم والسلع والعملات ذات المخاطر العالية من جهة، وارتفع الدولار الأمريكي والين الياباني والفرنك السويسري على نطاق واسع من جهة أخرى. انقلب هذا الوضع رأساً على عقب في الأسابيع الأخيرة، عندما رأينا الأسهم تتدرج، والسلع ترتفع، واليورو يتراجع بينما أظهر الدولار الأمريكي والين الياباني بعض القوة النسبية. مع هدوء أسواق السلع بينما أغلقت أسواق الأسهم الأسبوع على انخفاض حاد، شهد مؤشر S&P500 أدنى إغلاق له منذ يونيو، لذلك بدا أن نموذج الابتعاد عن المخاطرة قد عاد. ومع ذلك، فإننا نشهد ضعفاً في الين الياباني، والذي من المفترض أن يكون قوياً في حالة العزوف عن المخاطرة، لذلك من الواضح أن هناك حالة غير عادية في السوق تعتمد على قوة الدولار الأمريكي، مع ضعف الين الياباني والجنيه البريطاني بشكل خاص. من المرجح جداً أن يهيمن الدولار الأمريكي الأسبوع القادم في سوق الفوركس وسوق الأسهم الأمريكية، مع مستوى عالٍ من التقلبات المستمرة. هناك العديد من البيانات الاقتصادية المقرر صدورها هذا الأسبوع، مرتبة حسب الأهمية المحتملة:
- معدل الأموال الفيدرالية الأمريكية وبيانها والتوقعات الاقتصادية
- ملخص السياسة النقدية والسعر الرسمي لبنك إنجلترا المركزي
- بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الكندي (التضخم)
- نيوزيلندا الناتج المحلي الإجمالي
- بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة
- بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية
- محضر اجتماع السياسة النقدية الأسترالية
- بيانات البطالة الاسترالية
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يُظهر الرسم البياني الأسبوعي للسعر أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي قد شكل شمعة تصاعدية قوية الأسبوع الماضي، حيث قام السعر أخيراً باختراق تصاعدي من التدعيم متوسط المدى بين الدعم عند 12174 والمقاومة السابقة عند 12293، حيث قمة النطاق، محققاً أعلى إغلاق أسبوعي منذ يونيو 2020. هذه إشارات تصاعدية.
بشكل عام، يبدو واضحاً أن لدينا صورة تصاعدية للدولار الأمريكي على المدى الطويل والمتوسط، مع زخم تصاعدي قصير المدى. لذلك، من المحتمل أن تكون فكرة جيدة أن ندخل في صفقات شراء على الدولار الأمريكي فقط خلال الأسبوع القادم.
مؤشر S&P500
أغلق مؤشر سوق الأسهم الأكثر أهمية في العالم، S&P500، يوم الجمعة عند أدنى إغلاق أسبوعي له منذ يونيو 2021، وهو قريب جداً من تحقيق أول "تقاطع موت"/"تقاطع تنازلي" (يتقاطع المتوسط المتحرك لمدة 50 يوماً تحت المتوسط المتحرك لـ200 يوم) شوهد منذ صدمة فيروس كورونا في مارس 2020. هذه إشارة تنازلية عادةً وتشير إلى أن من الأرجح أن تتبعها أسعار منخفضة حدٍ ما، وهو بالطبع مدعوم بمشاعر العزوف عن المخاطرة الناجمة عن أزمة أوكرانيا. قد لا يكون هذا هو الوقت المناسب لشراء الأسهم أو تداول مؤشر الأسهم هذا لفترة طويلة، ويمكننا أن نتوقع حدوث تقاطع المتوسطات المتحركة هذا قريباً جداً.
الجنيه البريطاني/الدولار الأمريكي
أحدث الغزو الروسي لأوكرانيا صدمة كبيرة في أوروبا. كان الجنيه البريطاني واليورو بالفعل في اتجاهات تنازلية طويلة الأجل، لكن خطر اندلاع حرب تشمل حلف شمال الأطلسي في أوروبا، على الرغم من ضآلة حجمه، أثر بشكل واضح على العملات الأوروبية باستثناء الفرنك السويسري الذي يميل إلى العمل كملاذ آمن. كان للتداعيات الاقتصادية لفرض عقوبات على روسيا تأثير كبير أيضاً.
كان إغلاق يوم الجمعة في هذا الزوج هو الأدنى منذ أكتوبر 2020، حيث أنهى السعر الأسبوع عند أدنى مستوى جديد خلال 16 شهراً.
من المحتمل جداً أن ينخفض سعر هذا الزوج مرة أخرى خلال الأسبوع المقبل، خاصةً إذا أدى إصدار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم الأربعاء إلى تعزيز الدولار الأمريكي، والذي يخترق ارتفاعات جديدة طويلة الأجل.
الدولار الأمريكي/الين الياباني
حقق زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني ارتفاعاً أسبوعياً قوياً بشكل غير عادي الأسبوع الماضي، وأغلق عند أعلى سعر إغلاق له منذ أكثر من 5 سنوات. هذه إشارات تصاعدية للغاية، حيث يقوم الدولار الأمريكي باختراق تصاعدي قوي وأظهر الين الياباني أكبر ضعف بين جميع العملات الرئيسية مما يضع هذا الزوج في بؤرة الاهتمام الآن.
أرى أن زوج العملات هذا فرص شراء ومن المرجح أن أرى أسعاراً أعلى خلال الأسبوع القادم حيث يتم تداوله بارتفاع.
الذرة
كانت الذرة واحدة من السلع الزراعية القليلة التي شهدت مزيداً من التقدم خلال الأسبوع الماضي. حققت أعلى إغلاق أسبوعي لهت في فئة أصول TF، منذ عام 2015. أغلق السعر بالقرب من أعلى مستوى للنطاق الأسبوعي. هذه إشارات تصاعدية.
تصدر أوكرانيا ما يقرب من 5 مليارات دولار من الذرة سنوياً، وهي حصة كبيرة من سوق القمح العالمي.
شهد الأسبوعان الماضيان ارتفاع أسعار الذرة بأكثر من 20٪.
كان المستثمرون والمضاربون يشترون العقود الآجلة للذرة، وكان صندوق Teucrium Wheat هو المستفيد الرئيسي.
يمكن أن يكون شراء الذرة تداول محفوف بالمخاطر حيث يمكن أن يكون التقلب مرتفعاً، لذلك من الحكمة تحديد حجم المراكز بناءً على تقلبات الأسعار الأخيرة.
الخلاصة
أرى أن من المرجح أن تكون أفضل الفرص في الأسواق المالية هذا الأسبوع هي صفقات شراء على الذرة وزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني وبيع زوج الجنيه البريطاني/الدولار الأمريكي.