من المحتمل جداً أن يعتمد الاختلاف بين النجاح والفشل في تداول الفوركس في الغالب على أزواج العملات التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على طرق التداول الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
عند بدء أسبوع التداول، من الأفضل النظر إلى الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية ومعنويات السوق.
الصورة الكبيرة 16 يناير 2022
مع بدء السنة التقويمية الجديدة، تشهد الأسواق توتراً مقارنةً بالاتجاه التصاعدي الواسع لشهر ديسمبر في الأسهم وأصول المخاطرة الأخرى. شهد الأسبوع الماضي انخفاض معظم أسواق الأسهم العالمية، خاصة في الولايات المتحدة، في حين تم بيع الدولار الأمريكي أيضاً كعملة وليس كجزء من فئة من العملات، وهو أمر مهم.
كان الأسبوع الماضي تحت سيطرة ارتفاع عائدات الخزانة الأمريكية لتصل إلى قمم جديدة طويلة الأجل، وبيانات التضخم الأمريكية التي أظهرت تضخماً سنوياً عند أعلى مستوى جديد لمدة 39 عاماً بنسبة 7٪، وتصريحات من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتصرف بسرعة كبيرة لاستنزاف ميزانيته العمومية. كما شهد يوم الجمعة بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي جاءت ضعيفة للغاية والتي كانت أسوأ بكثير من المتوقع. على الرغم من أن بعض هذه العوامل يمكن أن تؤخذ منطقياً للإشارة إلى قوة الدولار الأمريكي، إلا أن السوق قد غيّر بوضوح معنوياته تجاه العملة الأمريكية، والتي كانت أضعف عملة في سوق الفوركس لبعض الوقت.
كانت أسواق الأسهم منخفضة في الغالب، وكان الين الياباني أحد أكبر الرابحين هذا الأسبوع. هذا مزيج تنازلي نموذجي لسوق الأسهم ويشير إلى أن من غير المحتمل أن يكون الوقت الحالي هو الوقت المناسب لشراء الأسهم، حتى تتحسن هذه الميو.
أحد الأصول التي تتصرف بشكل غير عادي بالنظر إلى توتر معنويات المخاطرة هو سوق خامWTI ، والذي استمر بالتقدم بقوة خلال الأسبوع الماضي وأغلق أقل بقليل من أعلى سعر له خلال عدة سنوات.
يستمر متغير فيروس كورونا أوميكرون بالانتشار بسرعة كبيرة للغاية، مما يؤدي إلى ارتفاع حالات الإصابة الجديدة إلى مستويات قياسية. ومع ذلك، يبدو أن خطر الإصابة بمرض حاد أصبح الآن أقل بكثير بسبب طبيعة التطعيم المتنوع والواسع الانتشار، لذلك يبدو أنه لا يضر بميول المخاطرة كثيراً على الرغم من أنه أدى إلى فرض قيود جديدة في العديد من البلدان، وخاصة في أوروبا.
لقد كتبت في تحليلي الأسبوع الماضي أن أفضل التداولات لهذا الأسبوع كان من المرجح أن تكون صفقات شراء لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بعد إغلاق يومي (في نيويورك) فوق المستوى 116.29 أو بيع البيتكوين/الدولار الأمريكي بعد إغلاق يومي (في نيويورك) أقل من 38728 دولار. كانت هذه نظرة جيدة لأنني كنت محقاً في انتظار الاختراقات المحددة قبل الدخول، والتي لم تأت أبداً وبالتالي منعت ما كان من الممكن أن يكون تداولات خاسرة.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
العناوين الرئيسية للأسبوع الماضي كانت:
- صرح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض ميزانيته العمومية في وقت أبكر مما كان متوقعاً، وهو ما يمثل ميلاً تشدداً غير متوقع للسياسة النقدية الأمريكية.
- جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي (التضخم) أعلى قليلاً مما كان متوقعاً، بزيادة شهرية بنسبة 0.5٪ بينما كان من المتوقع زيادة 0.4٪ فقط. وقد أدى ذلك إلى زيادة أخرى في معدل التضخم السنوي الرئيسي إلى 7.0٪، وهو أعلى معدل شوهد منذ عام 1982.
- أظهرت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية السيئة للغاية انخفاض مبيعات التجزئة على أساس شهري بنسبة 1.9٪ في حين كان من المتوقع أن يظل الرقم دون تغيير عن الشهر السابق.
- تستمر البيانات العالمية بإظهار أن احتمالية تسبب متغير فيروس أوميكرون سريع الانتشار بمرض خطير يتطلب العلاج في المستشفى أقل بنسبة 70٪ من السلالات السابقة. هذا يعني أنه على الرغم من الانتشار الهائل للعدوى، فإن معنويات السوق لا تتأثر حقاً حيث يبدو أن الاقتصادات قادرة على الاستمرار بالعمل دون اضطرابات واسعة النطاق.
- يستمر متغير فيروس أوميكرون بالانتشار بسرعة كبيرة في جميع أنحاء العالم. فرضت عدة دول أوروبية وكندا قيوداً على الحركة ووصلت الحالات الجديدة إلى أرقام قياسية على الإطلاق، حيث يتم حالياً الإبلاغ عن أكثر من ثلاثة ملايين حالة مؤكدة جديدة على مستوى العالم كل يوم.
من المرجح أن يشهد الأسبوع القادم مستوى مماثلاً من التقلبات في الأسبوع الماضي، مع احتمال تحديد اتجاه السوق يومي الاثنين والثلاثاء عندما يتم إصدار بيانات إجمالي الناتج المحلي الصيني وتقرير توقعات بنك اليابان المركزي. البيانات الرئيسية الأخرى الوحيدة التي من المقرر صدورها خلال هذا الأسبوع هي بيانات مؤشر أسعار المستهلكين البريطاني والكندي (التضخم) التي ستصدر يوم الأربعاء.
شهد الأسبوع الماضي ارتفاع العدد العالمي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، مع تأكيد أكثر من 3.3 مليون إصابة يومية جديدة يوم الخميس. تلقى ما يقرب من 59.7٪ من سكان العالم الآن جرعة واحدة على الأقل من اللقاح.
أقوى معدلات النمو في حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا بشكل عام تحدث الآن في ألبانيا والجزائر والأرجنتين وأستراليا والنمسا والبحرين وبربادوس والبوسنة وبلغاريا وتشيلي وكولومبيا وكرواتيا وكوبا والإكوادور وإستونيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا ذ وغواتيمالا والهند وإسرائيل وإيطاليا وجامايكا واليابان وكازاخستان ولاتفيا وليختنشتاين ولوكسمبورغ ومالي والمكسيك ومولدوفا ومنغوليا والمغرب ونيبال وهولندا ومقدونيا الشمالية والنرويج وعمان وباكستان وبنما وبيرو والفلبين والبرتغال وقطر ورومانيا والمملكة العربية السعودية وصربيا وسنغافورة وسلوفينيا وإسبانيا والسويد وسويسرا وتونس والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وأوروغواي وأوزبكستان.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يوضح الرسم البياني الأسبوعي للأسعار أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي شكل شمعة تنازلية الأسبوع الماضي، بعد أن رفض سابقاً مستوى المقاومة المحدد عند 12257 قبل أربعة أسابيع. على الرغم من أن من الواضح أن هناك اتجاه تنازلي قصير المدى في الدولار الأمريكي، إلا أن الشمعة الأسبوعية لها فتيل سفلي طويل يرفض مستوى الدعم عند 12117، على الرغم من أنه اخترق بشكل مقنع ما دون مستوى الدعم السابق الأعلى عند 12150. في حين أن هذا الانخفاض لا يبدو كافياً لإبطال الاتجاه طويل المدى (لا يزال السعر أعلى بكثير من مستوياته منذ 3 و 6 أشهر)، فقد نشهد الآن انعكاساً تنازلياً كبيراً.
بشكل عام، يبدو واضحاً أن لدينا صورة متضاربة في الدولار الأمريكي، تصاعدية طويلة المدى، تنازلية على المدى المتوسط ، وغير حاسمة على المدى القصير عند مستوى دعم 12117. أفضل ما يمكنني قوله هو أن الانهيار المستمر تحت 12117 خلال الأسبوع القادم قد تكون إشارة تنازلية حاسمة للدولار على المدى القصير إلى المتوسط.
خام WTI
حقق سوق خام WTI أعلى إغلاق أسبوعي له خلال 7 سنوات الأسبوع الماضي، مسجلاً عموداً تصاعدياً واسع النطاق قوياً للغاية أغلق عند أعلى مستوى له. هذه إشارات تصاعدية، وكذلك حقيقة أن عدداً قليلاً من السلع الأخرى قد وصلت إلى أعلى مستوياتها على المدى الطويل في بيئة تضخم الدولار المرتفعة. ومع ذلك، فقد شهدنا ارتفاعاً في الأسعار منذ أسابيع قليلة، لذلك قد يكون هناك فشل تنازلي ما دون 85.39 دولار لم يتم الوصول إليه بعد. أعتقد أن خام WTI يمكن أن يكون عملية شراء مثيرة للاهتمام إذا رأينا إغلاق يومي (في نيويورك) فوق المستوى 85.39 دولار.
البيتكوين/الدولار الأمريكي
شكلت البيتكوين شمعة تصاعدية صغيرة الأسبوع الماضي مما يشير إلى أن السعر قد وجد دعماً عند حوالي 40000 دولار. قد يكون هذا مهماً حيث يمكن أن نرى في الرسم البياني للسعر أدناه أن المنطقة عند 40000 دولار كانت داعمة أيضاً في آخر مرة كان هناك بيع متعدد الأسابيع في البيتكوين، لذلك قد نكون رأينا شراء طويل الأجل هنا مما قد يدل على تغير الاتجاه وشاهدنا البيتكوين تبدأ بالإقلاع مرة أخرى. يمكن أن يكون هذا استكمالاً لنمط الشمعة التصاعدية ذو القاع المزدوج.
تم تشجيع المضاربين على ارتفاع البيتكوين الأسبوع الماضي على إظهار شراء الخيارات عندما تماسك السعر عند حوالي 40000 دولار. ومع ذلك، فإن الشمعة الأسبوعية الحالية صغيرة وليست قوية بشكل خاص، لذلك قد يكون من الحكمة للمضاربين على الارتفاع الانتظار ومعرفة ما إذا كان سوف يتم اختراق أقرب مستوى مقاومة عند 45668 دولار للأعلى قبل الدخول في أي صفقات طويلة الأجل لصالح البيتكوين.
الخلاصة
أرى أفضل الفرص في الأسواق المالية هذا الأسبوع على الأرجح أن تكون شراء خام WTI بعد إغلاق يومي (في نيويورك) فوق 85.39 دولار أو شراء البيتكوين/الدولار الأمريكي بعد إغلاق يومي (في نيويورك) فوق 45668 دولار.