من المحتمل جداً أن يعتمد الاختلاف بين النجاح والفشل في تداول الفوركس في الغالب على أزواج العملات التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على طرق التداول الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
عند بدء أسبوع التداول، من الأفضل النظر على الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية ومعنويات السوق.
هناك عدد قليل من الاتجاهات طويلة الأجل التي بدأت بإعادة تأكيد نفسها، لذلك يمكن أن يكون وقتاً مربحاً للتداول في الأسواق.
الصورة الكبيرة 5 ديسمبر 2021
تحرك سوق الفوركس الأسبوع الماضي بما يتماشى مع الدولار الأمريكي التصاعدي على المدى الطويل، ولكن تحركات الأسعار كانت مدفوعة أكثر بالعملات الأخرى وأسواق الأسهم المتراجعة للأسبوع الثاني على التوالي. إن المتحور الجديد "أوميكرون" لفيروس كورونا، الذي يُخشى أن يكون قوياً بما يكفي لتفادي اللقاحات، وقد يتطلب إجراءات مؤلمة اقتصادياً، أدى إلى انخفاض الأصول الخطرة وتدفق الأموال إلى الملاذات الآمنة. من غير المعروف حتى الآن ما إذا كان تأثير أوميكرون سيكون سيئاً أم لا، ولكن حتى يتم معرفة ذلك، فمن المرجح أن يهيمن الخوف على الأسواق.
في سوق الفوركس، نرى أكبر ضعف في الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، حيث أن عملات السلع تتأثر بشدة بفيروس كورونا المستجد، مع ضعف الدولار الأسترالي بشكل خاص بعد انخفاضه بأكثر من 6٪ خلال الأسابيع الخمسة الماضية وحدها. ارتفعت أسعار عملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني والفرنك السويسري والدولار الأمريكي. من الواضح أن الأسواق في وضع عدم المخاطرة.
لقد كتبت في تحليلي الأسبوع الماضي أن أفضل التداولات لهذا الأسبوع كانت على الأرجح أن تكون صفقات شراء على زوج الدولار الأمريكي/الراند الجنوب أفريقي وزوج الدولار الأمريكي/البيزو المكسيكي. لسوء الحظ، تراجع زوج الدولار الأمريكي/الراند الجنوب أفريقي بنسبة 0.68٪، وانخفض زوج الدولار الأمريكي/البيزو المكسيكي بنسبة 2.06٪. أنتج هذا متوسط خسارة 1.37٪.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
العناوين الرئيسية من الأسبوع الماضي كانت:
- انتشر أحد أنواع فيروس كورونا المثير للقلق، والذي يُطلق عليه اسم متحور أوميكرون، إلى أكثر من أربعين دولة. المتغير متحور بشدة، ويعتقد أنه قد يكون لديه قدرة قوية على التهرب من اللقاحات الحالية. لقد أغلقت بعض الدول بالفعل حدودها أمام غير المواطنين وفرضت العزلة على جميع الوافدين الجدد. لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى يكون هذا المتحور أكثر قابلية للانتقال أو أكثر مقاومة للقاحات أو أكثر فتكاً. هناك بعض الأدلة على الأمرين الأولين ولكن القليل منها حتى الآن، في الواقع هناك بعض التكهنات بأن أوميكرون يسبب مرضاً أكثر اعتدالاً. ومع ذلك، شهدت جنوب إفريقيا، حيث أصبح متحور أوميكرون هو المهيمن، ارتفاعاً هائلاً في الحالات وزيادة في عدد الشباب الذين تم إدخالهم إلى المستشفى خلال الأيام الأخيرة.
- جاءت بيانات تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة أقل بكثير مما كان متوقعاً، حيث تم إنشاء 210 آلاف وظيفة جديدة فقط مقارنة بـ 553 ألف وظيفة جديدة متوقعة.
- وافقت أوبك على توسيع إنتاج النفط الخام في أوائل عام 2022 بمقدار 400 ألف برميل إضافية يومياً، على الرغم من انخفاض الأسعار بالفعل. أدى هذا إلى انخفاض أسعار النفط الخام، على الرغم من أن خام WTI قد وجد بعض الدعم بالقرب من نقطة التحول الرئيسية عند المستوى 61.89 دولار.
- ألمح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشدة إلى أن التنقيص التدريجي بحاجة إلى التعجيل وتجنب أيضاً اللغة التي تتحدث عن أن التضخم "مؤقت"، وربما يدعم الدولار الأمريكي مع هذا الميل الأكثر تشدداً في السياسة النقدية.
- جاء الناتج المحلي الإجمالي الأسترالي أفضل من المتوقع، لكنه لا يزال يُظهر انكماشاً ربع سنوياً بمقدار 1.9٪، مقارنة بهبوط متوقع بنسبة 2.7٪. هذا سوف يكون الركود إذا تم الحفاظ عليه. تنعكس النظرة المستقبلية السيئة في أستراليا من خلال انخفاض الدولار الأسترالي.
من المرجح أن يشهد الأسبوع القادم قدراً مشابهاً من التقلبات، مع احتمال تحديد الاتجاه في الغالب من خلال مدى خطورة متغير أوميكرون حيث يتم إجراء المزيد من الاختبارات عليه. سيكون التقلب بسبب هذا المتحور أكثر من أي تقارير وإعلانات متوقعة، حيث سيكون أسبوعاً خفيفاً نسبياً للبيانات. الإصدارات الاقتصادية الرئيسية المقررة الأسبوع المقبل ستكون:
- إصدار السياسة الشهرية لبنك الاحتياطي الأسترالي.
- إصدار سياسة بنك كندا المركزي الشهري.
- مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (التضخم). من المحتمل أن يكون هذا العنصر الأكثر أهمية إلى حدٍ بعيد حيث أن التضخم السنوي في الولايات المتحدة يسير بالفعل عند أعلى مستوى له منذ أكثر من 30 عاماً وربما لم يبلغ ذروته بعد.
شهد الأسبوع الماضي ارتفاع العدد العالمي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا للأسبوع السابع على التوالي بعد انخفاضه لمدة شهرين قبل ذلك. لم يكن الوضع جيداً بالفعل في أوروبا قبل اكتشاف متحور أوميكرون. تلقى ما يقرب من 54.9٪ من سكان العالم الآن جرعة واحدة على الأقل من اللقاح. يتوقع محللو صناعة الأدوية الآن أن تتلقى الغالبية العظمى من سكان العالم لقاحاً بحلول منتصف عام 2022.
تم التأكيد على أن متغير أوميكرون موجود في أربعين دولة.
أقوى معدلات النمو في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا بشكل عام تحدث الآن في أندورا وبلجيكا وقبرص والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن ولبنان ولوكسمبورج ومالي ومالطا وموناكو وهولندا والنرويج وبولندا والبرتغال وسان مارينو وجنوب إفريقيا وسلوفاكيا وسويسرا وإسبانيا وسلوفينيا وترينيداد والولايات المتحدة الأمريكية.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يوضح الرسم البياني الأسبوعي للأسعار أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي قد شكل شمعة تصاعدية الأسبوع الماضي، محققاً مرة أخرى أعلى سعر إغلاق أسبوعي له خلال أكثر من عام واحد. اخترق السعر فوق المستوى 12238 الذي حددته كمقاومة رئيسية، على الرغم من أن سعر الإغلاق لم يكن مرتفعاً بما يكفي لأكون واثقاً جداً من أننا تجاوزنا هذه المقاومة. السعر أعلى من مستوياته منذ 3 و6 أشهر، مما يدل على وجود اتجاه تصاعدي طويل المدى للدولار. بشكل عام، هذه إشارات تصاعدية، وهي مدعومة ببيئة الابتعاد عن المخاطرة كونها داعمة إلى حدٍ ما على الأقل بالنسبة للدولار.
من المحتمل أن تكون أفضل إستراتيجية في سوق الفوركس خلال الأسبوع القادم هي البحث عن صفقات شراء سواء للدولار الأمريكي أو الفرنك السويسري أو الين الياباني.
الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي
انخفض الدولار الأسترالي بشكل حاد، بسبب معنويات الابتعاد عن المخاطرة التي تضرب بقوة مع تزايد المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي لمتحور فيروس كورونا الجديد أوميكرون. يشهد الاقتصاد الأسترالي انكماشاً حاداً بالفعل، كما كشفت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأسبوع الماضي والتي أظهرت انكماشاً ربع سنوياً بنسبة 1.9٪. يعتبر الدولار الأمريكي قوياً نسبياً، لذلك يعتبر هذا الزوج نقطة تركيز رئيسية في سوق الفوركس وشهد الكثير من الإجراءات. أنهى سعر هذا الزوج الأسبوع الماضي بالقرب من أدنى مستوى له بعد انخفاضه بأكثر من 1.66٪ ليغلق عند أدنى مستوى خلال 18 شهراً مع زخم تنازلي قوي. هذه كلها إشارات تنازلية وهناك فرصة جيدة أن يشهد السعر انخفاضاً قوياً آخر الأسبوع الماضي، لذلك من المحتمل أن تكون هناك فرصة لصفقة بيع هنا.
الدولار النيوزيلندي/الدولار الأمريكي
انخفض الدولار النيوزيلندي بشكل حاد، بسبب معنويات الابتعاد عن المخاطرة التي تضرب بقوة مع تزايد المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي لمتحور فيروس كورونا الجديد أوميكرون. الدولار الأمريكي قوي نسبياً، لذلك يعتبر هذا الزوج محوراً رئيسياً لسوق الفوركس وشهد الكثير من الحركة، على الرغم من أن الدولار الأسترالي كان ينخفض بشدة ويحظى باهتمام أكبر من الدولار النيوزيلندي، الذي يرتبط به ارتباطاً وثيقاً. أنهى سعر هذا الزوج الأسبوع الماضي بالقرب من أدنى مستوى له بعد انخفاضه بأكثر من 0.98٪ ليغلق عند أدنى مستوى له خلال عام مع زخم تنازلي قوي. هذه كلها إشارات تنازلية وهناك فرصة جيدة أن يشهد السعر انخفاضاً قوياً آخر الأسبوع المقبل، لذلك من المحتمل أن تكون هناك فرصة لصفقة بيع هنا، على الرغم من أن زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي قد يكون رهاناً أفضل، لذا تأكد من أن التنويع بين عملتي السلع في حالة تداول الدولار النيوزلندي.
الخلاصة
أرى أن أفضل الفرص في الأسواق المالية هذا الأسبوع من المرجح أن تكون بيع لزوجي الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي والدولار النيوزيلندي/الدولار الأمريكي بعد إغلاق يومي (في نيويورك) عند انخفاضات جديدة.