من المحتمل جداً أن يعتمد الاختلاف بين النجاح والفشل في تداول الفوركس في الغالب على أزواج العملات التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على طرق التداول الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
عند بدء أسبوع التداول، من الأفضل النظر على الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية ومعنويات السوق.
هناك عدد قليل من الاتجاهات طويلة الأجل التي بدأت بإعادة تأكيد نفسها، لذلك يمكن أن يكون وقتاً مربحاً للتداول في الأسواق.
الصورة الكبيرة 12 ديسمبر 2021
كان سوق الفوركس الأسبوع الماضي هادئاً للغاية قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية يوم الجمعة، والتي كان من المتوقع أن تكون المحرك الرئيسي لتحركات السوق هذا الأسبوع. ومع ذلك، جاءت البيانات وفقاً لتوقعات الإجماع بشكل كامل تقريباً، ولم يتفاعل السوق معها بقوة. هذا يعني أن الأسبوع انتهى بهدوء مع انخفاض تقلبات الأسعار.
على الرغم من الاتجاه التصاعدي طويل الأمد للدولار الأمريكي، فقد انخفض الدولار قليلاً على مدار الأسبوع، كما انخفض أيضاً بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية. أظهرت بيانات التضخم أن معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة يزداد الآن بمعدل 6.8٪، وهو أعلى معدل شهده منذ عام 1982. ومع ذلك، تراجعت وتيرة الزيادة، حيث جاءت الزيادة الشهر الأخير عند 0.8٪ فقط مقارنة بـ 0.9٪ في الولايات المتحدة الشهر الماضي. قد يُنظر إلى الانخفاض الطفيف في وتيرة الزيادة على أنه مهم بما يكفي لمنع المزيد من الذعر بشأن التضخم.
تحسنت معنويات المخاطرة خلال الأسبوع، مع ارتفاع معظم أسواق الأسهم وارتفاع مؤشر S&P500 القياسي في الولايات المتحدة ليقترب من أعلى سعر له على الإطلاق. ارتفعت معظم أسواق الأسهم العالمية خلال الأسبوع، وكذلك الدولارين الأسترالي والكندي، وهما عملات سلع ومقاييس رئيسية للمخاطرة. من المحتمل أن يكون التحسن في ميول المخاطرة على مستوى العالم يرجع في الغالب إلى وجود شعور متزايد بأن متحور فيروس أوميكرون لن يكون مدمراً اقتصادياً كما كان يُخشى في البداية. انخفضت أسعار عملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني والفرنك السويسري والدولار الأمريكي.
انخفض المعدن الثمين الفضة إلى أدنى مستوى جديد له خلال 50 يوماً بعد انخفاضه بقوة لعدة أيام. ارتد قليلاً يوم الجمعة لكنه ظل قريباً جداً من أدنى مستوياته خلال عام واحد. قد يكون متداولو الاتجاه مهتمين بالبيع في الفضة.
لقد كتبت في تحليلي الأسبوع الماضي أن أفضل التداولات لهذا الأسبوع كان من المحتمل أن تكون بيع لزوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي وزوج الدولار النيوزيلندي/الدولار الأمريكي، بعد إغلاق يومي (في نيويورك) عند انخفاضات جديدة. لحسن الحظ، لم يصل أي من أزواج العملات هذه إلى مستوى منخفض جديد في نهاية أي يوم خلال الأسبوع، لذلك كان هذا كافياً للابتعاد عن التداولات التي كانت خاسرة.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
العناوين الرئيسية للأسبوع الماضي كانت كما يلي:
- جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي (التضخم) أعلى بشكل طفيف جداً مما كان متوقعاً وهي تتزايد الآن بمعدل سنوي قدره 6.8٪، وهو أعلى معدل شوهد منذ 39 عاماً. مع ذلك، تباطأت وتيرة الزيادة الشهرية بشكل طفيف من 0.9٪ إلى 0.8٪. كان رد فعل الأسواق ضعيفاً خلال الفترة المتبقية من جلسة الجمعة.
- استمر أحد أشكال فيروس كورونا المثير للقلق، والذي يُطلق عليه اسم متحور أوميكرون، بالانتشار في جميع أنحاء العالم. المتغير متحور بشدة، وتشير أحدث الدراسات إلى أنه يتمتع بقدرة قوية على التهرب من اللقاحات الحالية. ومع ذلك، تشير أحدث الدراسات إلى أن مسار التطعيم الأقصى سيظل يوفر حماية قوية ضد المرض الشديد.
- حافظ كلٌ من البنك الاحتياطي الأسترالي وبنك كندا المركزي على أسعار الفائدة والسياسات النقدية الخاصة بهما ثابتة في إصدارات السياسة الشهرية الخاصة بهما خلال الأسبوع. ربما كان لهذا تأثير ضئيل على أي من العملتين، وكلاهما ارتفع بقوة.
من المحتمل أن يشهد الأسبوع القادم قدراً أكبر من التقلب بسبب التقويم الاقتصادي المزدحم، مع احتمال تحديد الاتجاه جزئياً من خلال إصدار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة القادم وجزئياً من خلال مدى خطورة متغير أوميكرون، حيث يتم إجراء المزيد من الاختبارات عليه . الإصدارات الاقتصادية الرئيسية المقررة الأسبوع المقبل ستكون:
- بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وسعر الفائدة على الأموال الاتحادية، والتوقعات الاقتصادية.
- إصدارات السياسة الشهرية من البنك المركزي الأوروبي، وبنك إنجلترا المركزي، والبنك الوطني السويسري.
- بيانات مؤشر أسعار المستهلكين البريطاني والكندي (التضخم).
- بيانات الناتج المحلي الإجمالي لنيوزيلندا.
- بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية ومؤشر أسعار المنتجين.
- بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي والخدمات الألماني.
- بيانات العمالة الاسترالية.
شهد الأسبوع الماضي انخفاضاً في العدد العالمي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد لأول مرة منذ سبعة أسابيع. تلقى ما يقرب من 56٪ من سكان العالم الآن جرعة واحدة على الأقل من اللقاح. يتوقع محللو صناعة الأدوية الآن أن تتلقى الغالبية العظمى من سكان العالم لقاحاً بحلول منتصف عام 2022.
تم تأكيد وجود متغير أوميكرون في سبعة وخمسين دولة.
أقوى معدلات النمو في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد بشكل عام تحدث الآن في الدنمارك وفنلندا وفرنسا وإيطاليا والأردن وكوريا الجنوبية ولاوس ولوكسمبورغ ومالي ونيجيريا والنرويج وأولاند والبرتغال وسان مارينو وجنوب إفريقيا والسويد وسويسرا وترينيداد والمملكة المتحدة.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يوضح الرسم البياني الأسبوعي للأسعار أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي قد شكل شريطاً داخلياً تنازلياً الأسبوع الماضي، بعد أن حقق أعلى سعر إغلاق أسبوعي له خلال أكثر من عام واحد الأسبوع السابق. في حين أن الشمعة الأسبوعية ذات الحجم الصغير نسبياً لا تكفي لإبطال اتجاه طويل المدى، فمن الملاحظ أن هناك مقاومة قوية واضحة هنا، والتي كان لها بعض التأثير. يشير هذا إلى أنه على الرغم من الاتجاه، فقد نكون مهيئين لتراجع تنازلي أو حتى انعكاس. ومع ذلك، تشير الاحتمالية إلى احتمالية استمرار هذا الاتجاه التصاعدي طويل المدى، لذلك لا يوجد سبب قوي لعدم الاستعداد لاتخاذ صفقة شراء طويلة الأمد للدولار الأمريكي خلال الأسبوع المقبل، ولكن لا تتوقع أن الزخم التصاعدي للدولار الأمريكي سوف يحميك بالضرورة.
الفضة/الدولار الأمريكي
سجلت الفضة المسعرة بالدولار الأمريكي أدنى إغلاق أسبوعي لها منذ يوليو 2020. ومع ذلك، هناك عدد قليل من نقاط الانعكاس الداعمة المحتملة أقل من السعر الحالي نزولاً إلى 21.45 دولار. صحيح أيضاً أن وتيرة الانخفاض الهابط قد تباطأت، وكان يوم الجمعة ذاك يوماً تصاعدياً. لذلك، ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كانت الفضة ستنخفض الآن بزخم جيد، ولكن يبدو أن هناك احتمالية حدوث انهيار حاد بمجرد استقرار السعر ما دون 21.45 دولار.
قد يرغب المتداولين ببيع هذا العقد عند الافتتاح الأسبوعي أو على الأقل بمجرد أن يتحول السعر إلى الاتجاه التنازلي خلال بضع ساعات، ولكن قد يرغب المتداولين الأكثر حذراً بانتظار إغلاق يومي ما دون 21.45 دولار أو 21.53 دولار على الأقل.
دولار أمريكي / ليرة تركية
كانت الليرة التركية تتراجع بشدة وتفقد قدراً هائلاً من قيمتها. تباطأت وتيرة الانخفاض الأسبوع الماضي، لكننا رأينا مرة أخرى أن الليرة تصل إلى مستوى قياسي جديد مقابل الدولار الأمريكي وتغلق عند انخفاض قياسي أيضاً. هناك اتجاه قوي هنا مقابل الليرة، وتكمن مشكلة المتداولين في أنه من الصعب جداً استغلال ذلك، لأن وسطاء الفوركس يطلبون فروق أسعار ضخمة ورسوم ليلية على المراكز الطويلة. ومع ذلك، لا تزال الاحتمالات قوية لصالح المزيد من التراجع في الليرة التركية.
مؤشر S&P500
بعد التداول دون المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً الأسبوع الماضي فقط، ارتفع مؤشر الأسهم الأمريكية بقوة. على الرغم من أن السعر لم يتداول بعد عند أعلى مستوى جديد على الإطلاق، إلا أن المؤشر حقق أعلى إغلاق يومي له يوم الجمعة.
كانت الشمعة الأسبوعية تصاعدية بقوة وأغلقت بالقرب من قمة نطاقها السعري. هذا مع والإغلاق القياسي المرتفع، تعد إشارات تصاعدية.
من المرجح أن يظل مؤشر S&P500 فرصة شراء محتملة جيداً في بيئة السوق الحالية "لتجنب المخاطرة"، بشرط ألا نحصل على مفاجآت سيئة من متغير فيروس كورونا أوميكرون.
الخلاصة
أرى أفضل أن من المرجح أن تكون أفضل الفرص في الأسواق المالية هذا الأسبوع هي صفقات شراء لمؤشر S&P500 وبيع للفضة بالدولار الأمريكي بعد إغلاق يومي (في نيويورك) دون 21.45 دولار.