من المحتمل جداً أن يعتمد الاختلاف بين النجاح والفشل في تداول الفوركس في الغالب على أزواج العملات التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على طرق التداول الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
عند بدء أسبوع التداول، من الجيد النظر إلى الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية ومعنويات السوق.
هناك بعض الاتجاهات القوية طويلة الأجل في السوق حالياً، لذا فقد حان الوقت للتداول للاستفادة من ذلك.
الصورة الكبيرة 17 أكتوبر 2021
تحرك سوق الفوركس الأسبوع الماضي متماشياً مع بعض الاتجاهات السائدة، لا سيما الضعف الحاد في الين الياباني. ارتفع النفط الخام مرة أخرى بقوة إلى ارتفاع جديد لعدة سنوات مما عزز عملات النفط مثل الدولار الكندي والكرونا النرويجية. كان الدولار الأسترالي العملة الرئيسية الأقوى خلال الأسبوع الماضي (يليه عن كثب الدولار الكندي)، بينما كان الين الياباني هو الأضعف.
كتبت في تحليلي الأسبوع الماضي أن أفضل التداولات كان من المحتمل أن تكون بيع زوج اليورو/الدولار الأمريكي وخام WTI بالدولار الأمريكي، وشراء لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني. أنهى زوج اليورو/الدولار الأمريكي الأسبوع بارتفاع بنسبة 0.21٪، لكن خام WTI ارتفع بنسبة 3.74٪ بينما ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بنسبة 1.78٪. أنتج هذا متوسط ربح عند 1.77٪.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
كانت التطورات الرئيسية الأسبوع الماضي هي الارتفاع المستمر في أسعار النفط الخام في مواجهة زيادة الطلب واستمرار مشاكل سلسلة التوريد، و بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي (التضخم) التي جاءت أعلى قليلاً من المتوقع بمعدل سنوي عند 5.4٪، ومبيعات التجزئة في الولايات المتحدة التي جاءت هي الأخرى أعلى من المتوقع. تجاهلت الأسواق بسرعة بيانات التضخم وتحركت بقوة مع "الرغبة بالمخاطرة" مع تقدم الأسبوع، حيث ارتفعت أسواق الأسهم والبيتكوين والنفط الخام بقوة. أسواق الأسهم الأقوى على الدعم من تفاؤل المحللين، وأنهى مؤشر S&P500 الأسبوع مرة أخرى فوق متوسطه المتحرك لمدة 50 يوماً وعلى بعد حوالي مائة نقطة فقط من أعلى مستوى له على الإطلاق منذ بضعة أسابيع. عادت "تجارة الانكماش" بعد كورونا، ونرى ذلك ينعكس في سوق الفوركس حيث ارتفع الدولار الأسترالي بقوة بينما انخفض الين الياباني. التطور هذه المرة هو الاحتمال المتزايد لاضطرابات سلسلة التوريد التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع التقييمات ونقص السلع.
شهد الأسبوع الماضي انخفاضاً في العدد العالمي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد للأسبوع الثامن على التوالي بعد أن ارتفع في السابق لأكثر من شهرين، مع انخفاض الوفيات للأسبوع السابع على التوالي. تلقى ما يقرب من 47.4٪ من سكان العالم الآن جرعة واحدة على الأقل من المطعوم. يتوقع محللو الصناعة الآن أن تتلقى الغالبية العظمى من سكان العالم لقاحاً بحلول منتصف عام 2022.
تحدث أقوى معدلات النمو في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد في الوقت الحالي في أرمينيا وأستراليا وبيلاروسيا وكرواتيا ومصر وإستونيا وجورجيا ولاوس ولاتفيا وليتوانيا ومولدوفا وهولندا ونيوزيلندا ورومانيا وروسيا وسلوفاكيا والمملكة المتحدة، وأوكرانيا.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يوضح الرسم البياني الأسبوعي للأسعار أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي قد شكل شريط مسماري تنازلي الأسبوع الماضي بعد أن رفض قبل أسابيع قليلة منطقة الدعم التي حددتها بين 11899 و 11833. السعر أعلى من المستويات من 3 و 6 أشهر مضت، مما يدل على أن الاتجاه التصاعدي طويل المدى للدولار لا يزال سارياً. مع ذلك، يبدو أن الزخم قصير المدى غير واضح في الدولار الأمريكي حالياً، أو ربما يكون تنازلياً بشكل ضعيف. يشير هذا إلى أن النظرة المستقبلية للدولار الأمريكي في الوقت الحالي غير مؤكدة إلى حدٍ ما، لذا فإن أفضل استراتيجية في سوق الفوركس خلال الأسبوع القادم ستكون على الأرجح البحث عن صفقات شراء لعملات قوية مثل الدولار الكندي والدولار الأسترالي، وصفقات بيع للعملات الضعيفة نسبياً مثل الين الياباني. نظراً لأن الدولار الأمريكي لديه القليل من الزخم، فلا يزال من الممكن تداوله في زوج عملات إذا كانت العملة الأخرى مثيرة للاهتمام.
سوق خام WTI
أغلق خام WTI يوم الجمعة عند أعلى سعر إغلاق أسبوعي جديد خلال 7 سنوات بعد إغلاقه بقوة في كل من الأسبوعين السابقين. هذه علامة تصاعدية للغاية. من المرجح أن يستمر السعر بالارتفاع على المدى القصير مع استمرار أزمة إمدادات الطاقة العالمية. من المفترض أن تكون الحركة التصاعدية على علم بمستوى المقاومة المحتمل الموضح في الرسم البياني للسعر في الأسفل، والموجود أعلى بقليل من المستوى 84 دولار.
الدولار الأمريكي/الين الياباني
بعد الاختراق التصاعدي القوي والدراماتيكي الأسبوع الماضي خارج النطاق السعري الأخير لعدة أشهر، ارتفع هذا الزوج بقوة الأسبوع الماضي ليغلق عند أعلى سعر إقفال أسبوعي جديد خلال 4.5 سنة. كان نطاق الشمعة الأسبوعية كبيراً بشكل غير عادي، وأغلق السعر بالقرب من قمة ذلك النطاق. هذه إشارات تصاعدية تشير إلى أن صفقات شراء هذا الزوج لا تزال من المحتمل أن تكون فرصة جيدة لتحقيق بعض الأرباح، خاصة أنه لا توجد مستويات مقاومة رئيسية حتى المستوى 115.45 على الرغم من أن الرقم الكامل عند 115.00 قد يكون عائقاً مبكراً. كلمة تحذير: ترجع حركة السعر هذه إلى ضعف الين الياباني بشكل أكبر من قوة الدولار الأمريكي، لذلك قد تكون هناك أيضاً فرص جيدة في أزواج الين مثل الدولار الأسترالي/الين الياباني أو الجنيه البريطاني/الين الياباني.
الدولار الأمريكي/الليرة التركية
كان السعر يخترق مستويات قياسية جديدة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، واخترق أخيراً الرقم الكامل عند 9 ليرات تركية مقابل الدولار الأمريكي. تدور القصة هنا حول الانخفاض الذي لا ينتهي على ما يبدو لقيمة الليرة التركية والذي يرجع جزئياً إلى حقيقة أن البنك المركزي التركي يخضع لتدخل سياسي من الرئاسة التي لديها وجهة نظر مثيرة للجدل للغاية بشأن السياسة النقدية، ويرجع ذلك جزئياً إلى استمرار مشاكل هيكلية في الاقتصاد التركي.
قد يكون من الصعب تداول الليرة التركية، حيث أن الفروق واسعة النطاق ورسوم التمويل (المقايضات) مرتفعة للغاية. ومع ذلك، فإن استمرار اتجاه الليرة التركية القصير على مر السنين يجعلها منها تداول جذاب.
البيتكوين
ارتفعت البيتكوين بقوة للأسبوع الثالث على التوالي، ومن الواضح أنها ضمن اتجاه تصاعدي طويل الأجل. إذا أغلقت البيتكوين في نيويورك الليلة فوق مستوى 60000 دولار، فسيكون هذا هو أعلى سعر إغلاق أسبوعي على الإطلاق، والذي سيكون علامة تصاعدية إذا حدث ذلك.
لا يزال السعر أقل ببضعة آلاف من الدولارات من أعلى سعر سجله في أبريل الماضي ما دون 65000 دولار بقليل. إذا تمكن السعر من اختراق هذا المستوى، فقد يرتفع كثيراً بسرعة كبيرة.
يبدو من المرجح أن تظل البيتكوين في تداول شراء محتمل جيداً في بيئة "تجنب المخاطرة" في السوق حالياً، ولكن فقط من الاختراقات القوية للارتداد القوي عند مستويات الدعم الرئيسية.
الخلاصة
أرى أن أفضل الفرص في الأسواق المالية هذا الأسبوع من المحتمل أن تكون صفقات شراء لنفط خام WTI بالدولار الأمريكي، وشراء زوجي الدولار الأمريكي/الين الياباني والدولار الأمريكي/الليرة التركية.