من المحتمل جداً أن يعتمد الاختلاف بين النجاح والفشل في تداول الفوركس في الغالب على أزواج العملات التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على طرق التداول الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
عند بدء أسبوع التداول، من الجيد النظر إلى الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية ومعنويات السوق.
هناك بعض الاتجاهات القوية طويلة وقصيرة المدى في السوق في الوقت الحالي، لذا فقد حان الوقت للتداول للاستفادة من ذلك.
الصورة الكبيرة 5 سبتمبر 2021
تحرك سوق الفوركس الأسبوع الماضي بعكس الاتجاه على الأغلب، ولكن كان هذا كافياً لدفع عملة عالمية واحدة على الأقل إلى أسعار إغلاق مرتفعة جديدة على المدى الطويل مقابل الدولار. على مدار الأسبوع، كان الدولاران النيوزيلندي والأسترالي قويين، بينما كان الدولار الأمريكي ضعيفاً. أظهرت جميع عملات السلع بعض القوة بشكل عام. كما ارتفعت أسواق الأسهم الأمريكية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
كتبت في تحليلي الأسبوع الماضي أن أفضل الصفقات على الأرجح كانت صفقة شراء لمؤشر ناسداك 100 S&P500. حقق مؤشر ناسداك 100 مكاسب بنسبة 1.45٪، بينما ارتفع مؤشر S&P500 بنسبة 0.48٪ الأسبوع الماضي، مما حقق متوسط مكاسب عند 0.97٪.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
كانت الخلاصة الرئيسية من الأسبوع الماضي هو الحركة التصاعدية القوية للدولار النيوزيلندي والدولار الأسترالي والضعف في الدولار الأمريكي والفرنك السويسري. ارتفعت أسواق الأسهم الأمريكية. كان الحدث الاقتصادي الرئيسي الأسبوع الماضي هو إعلان تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة والذي جاء أضعف بكثير مما كان متوقعاً، حيث أظهر مكاسب شهرية صافية قدرها 374 ألفاً فقط مقارنةً بتوقعات الإجماع عند 640 ألفاً، مما أدى إلى إلغاء الحديث عن توقعات التيسير الكمي من بنك الاحتياطي الفيدرالي من الأجندة.
عنصر آخر جدير بالملاحظة هو بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأسترالي التي تظهر أن الاقتصاد ينمو بوتيرة أسرع من المتوقع، بنسبة 0.7٪ فصلياً بدلاً من الزيادة المتوقعة 0.5٪. قد يكون هذا قد ساعد على دعم الدولار الأسترالي، والذي كان يرتفع بقوة بالفعل.
لا يزال التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا المستجد عالمياً مدفوعاً بمتغير الدلتا مصدر قلق للرغبة بالمخاطرة لأنه يسبب مشاكل في سلاسل التوريد.
ومن الجدير بالذكر أن الأسهم الأمريكية التي يمثلها مؤشر S&P500 و ناسداك 100 اخترقت أسعاراً قياسية جديدة.
سوف يكون الأسبوع المقبل تحت سيطرة بيانات السياسة الشهرية من البنك المركزي الأوروبي وبنك كندا المركزي وبنك الاحتياطي الأسترالي. هذه أجندة كاملة، ومن المحتمل أن يكون سوق الفوركس أكثر نشاطاً بشكل ملحوظ الأسبوع المقبل. نحن نشهد بالفعل حركة كبيرة في عملات السلع ومن المحتمل أن تتأثر هذه العملات الثلاثة (الدولار الأسترالي والدولار الكندي والدولار النيوزيلندي) بهذه الإعلانات.
شهد الأسبوع الماضي انخفاضاً في العدد العالمي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد للأسبوع الثاني على التوالي بعد ارتفاعه لأكثر من شهرين، مع انخفاض الوفيات أيضاً مقارنة بالأسبوع السابق للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين. تلقى ما يقرب من 40.2٪ من سكان العالم الآن جرعة واحدة على الأقل من اللقاح.
يبدو أنه أصبح من الواضح أنه نظراً لانتشار متغير دلتا على نطاق واسع، والذي بدأت الدراسات تظهر أنه قد يكون قابلاً للانتقال بسهولة مثل جدري الماء، فإن الطريقة الوحيدة لوقف الانتشار الطبيعي للمرض عن طريق "مناعة القطيع" ستكون من خلال تطعيم أكثر من 95٪ من جميع السكان بالكامل. هناك أيضاً مؤشرات متزايدة على أن فعالية اللقاحات تتضاءل بشكل ملحوظ بعد انقضاء ما يقرب من خمسة أشهر من الجرعة الأخيرة. هذه العوامل تجعل حتى القضاء المحلي على فيروس كورونا في غاية الصعوبة. بدأت عدة دول في بتقديم جرعات "معززة" ثالثة لضمان حماية أكبر، خاصةً للمسنين.
أقوى نمو في حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا يحدث الآن في ألبانيا وأستراليا والنمسا وأذربيجان وبربادوس وبيلاروسيا وبليز والبوسنة وبلغاريا وكندا وكوستاريكا وألمانيا وإسرائيل وجامايكا ولاتفيا ومنغوليا والنرويج والفلبين وصربيا وسلوفينيا والولايات المتحدة وفيتنام.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يظهر الرسم البياني الأسبوعي للأسعار أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي قد شكل شمعة تنازلية قوية الأسبوع الماضي والذي أغلق بالقرب من أدنى مستوى له. لا يزال السعر أعلى من أسعار الأسابيع الأخيرة وأعلى بكثير من المستويات التي كانت موجودة منذ 3 و6 أشهر، مما يدل على أن الاتجاه التصاعدي طويل المدى للدولار لا يزال سارياً. ومع ذلك، فإن الزخم قصير المدى ضد الدولار، ولكن من ناحية أخرى، دخل السعر في منطقة كانت داعمة في الماضي. يشير هذا إلى أن التداولات بالدولار الأمريكي تبدو غير مؤكدة نسبياً في الوقت الحالي، لذلك قد تكون أفضل استراتيجية في سوق الفوركس هي التداول بالزخم الذي تظهره حالياً العملات الأخرى، وخاصة الدولار النيوزيلندي والدولار الأسترالي.
مؤشر ناسداك 100
شكل مؤشر ناسداك 100 شمعة تصاعدية قوية أنهت الأسبوع أدنى بقليل من ارتفاعه القياسي. منذ انهيار فيروس كورونا في عام 2020، تضاعفت قيمة مؤشر الأسهم الأمريكية الرئيسي هذا بأكثر من الضعف، وهو عائد ممتاز على مدار فترة سبعة عشر شهراً بالكاد. يظل مؤشر ناسداك 100 صفقة شراء جيدة.
مؤشر S&P500
شكل مؤشر S&P500 شمعة تصاعدية صغيرة أنهت الأسبوع أدنى بقليل من ارتفاعه القياسي. منذ انهيار فيروس كورونا في عام 2020، تضاعفت قيمة مؤشر الأسهم الأمريكية القياسي هذا بأكثر من الضعف، وهو عائد ممتاز على مدار فترة سبعة عشر شهراً بالكاد. يعتبر مؤشر S&P500 صفقة شراء جيدة.
الدولار النيوزيلندي/الدولار الأمريكي
ارتفع زوج الدولار النيوزيلندي/الدولار الأمريكي بقوة الأسبوع الماضي، منتعشاً من الانخفاض طويل المدى الذي سجله قبل أسبوعين فقط. يُظهر هذا الزوج أعلى تقلبات في سوق الفوركس في الوقت الحالي. كانت هذه حركة قوية معاكسة للاتجاه، ولكن السعر أنهى الأسبوع عند أعلى مستوى جديد له خلال 50 يوماً، لذلك قد يهتم متداولو الفوركس على المدى القصير بإيجاد اتجاهات قصيرة الأجل على أطر زمنية أقصر في هذا الزوج لاستغلالها في الاتجاه بعيداً عن الافتتاح الأسبوعي.
الخلاصة
أرى أن أفضل فرصة في الأسواق المالية هذا الأسبوع هي شراء مؤشري ناسداك 100 وS&P500، وفي تداولات قصيرة الأجل لزوج الدولار النيوزيلندي/الدولار الأمريكي.