انخفضت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي (NATURAL GAS FUTURES) خلال التداولات الأخيرة على المستويات اللحظية، ليسجل خسائر يومية بشكل حاد حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت -1.72% ليستقر على سعر 4.00 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بعد انتعاشها بتداولات أمس بنسبة 3.04%.
ربما يعزي انخفض اليوم بسبب توصل مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الأمريكيين إلى اتفاق بشأن عناصر مشروع قانون بنية تحتية واسع النطاق من شأنه أن يوفر حوالي 550 مليار دولار من الأموال الإضافية بالإضافة إلى الإنفاق الحالي، حيث سيذهب نحو 73 مليار دولار من هذا الانفاق نحو تطوير وتوسيع استخدام الطاقة النظيفة، ما سيكون منافساً رئيسياً لمصادر الطاقة الأخرى كالغاز الطبيعي.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الإجراء "سيجعل أهم استثمار طويل الأجل في بنيتنا التحتية وقدرتنا التنافسية منذ ما يقرب من قرن".
يأتي هذا بعد صعود الغاز الطبيعي أمس، فقد أدى فصل الشتاء المطول إلى استنزاف مستويات التخزين في جميع أنحاء أوروبا في حين أن روسيا، أكبر مورد غاز للمنطقة، أرسلت كميات أقل من الغاز إلى القارة مقارنة بما كانت عليه قبل الوباء. يعتقد النقاد أن موسكو تحاول الضغط على الاتحاد الأوروبي للموافقة على إطلاق خط أنابيب نورد ستريم 2 المثير للجدل في وقت لاحق من هذا العام.
فقد رفضت روسيا إرسال كميات إضافية عبر أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، على الرغم من ارتفاع الأسعار وقوة الطلب في أوروبا القارية.
ليرتفع على اثر ذلك أسعار الغاز الطبيعي في بريطانيا إلى أعلى مستوى له منذ عام 2005 وهو رقم قياسي في الصيف. في أوروبا وصلت الأسعار إلى 40 يورو لكل ميغاواط ساعة للمرة الأولى.
كما ارتفعت الأسعار في آسيا حيث تحاول البلدان جذب شحنات الغاز الطبيعي المسال لتلبية الطلب القوي، في الوقت الذي قفزت فيه واردات البرازيل من الغاز الطبيعي المسال إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، حيث أدى الجفاف إلى تقويض محطات الطاقة الكهرومائية. فيما كان إنتاج الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي، وهو مصدر رئيسي لإمدادات الغاز الطبيعي المسال في السنوات الأخيرة، أقل أيضًا مما كان متوقعًا قبل الوباء.
تقنياً يحاول السعر بانخفاضه الأخير جني أرباح ارتفاعاته السابقة، وليحاول اكتساب بعضاً من الزخم الإيجابي الذي قد يساعده على التعافي والارتفاع من جديد، وقد جاء على إثر ثبات مستوى المقاومة المهم 4.107، وسط توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية.
كل ذلك يأتي في ظل سيطرة الاتجاه الرئيسي الصاعد على المدى المتوسط والقصير بمحاذاة خطوط ميل صاعدة رئيسية وفرعية، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، مع استمرار الضغط الإيجابي لتداولاته أعلى متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا نحن نرجح عودة ارتفاع الغاز الطبيعي خلال تداولاته القادمة، ليستهدف مهاجمة المقاومة 4.107 من جديد.