تراجعت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي (NATURAL GAS FUTURES) خلال التداولات الأخيرة على المستويات اللحظية، لتسجل خسائر يومية حتى لحظة كتابة هذا التقرير بنسبة بلغت -1.25% ليستقر على سعر 3.168 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بعد ارتفاعها خلال تداولات يوم الجمعة بنسبة بلغت 0.60%.
يزداد الطلب على الوقود مع إعادة فتح اقتصادات العالم ومع قيام الأمريكيين بخفض منظمات الحرارة الخاصة بهم لما يُتوقع أن يكون صيفًا حارًا. في غضون ذلك التزم المنتجون الأمريكيون بخطط التنقيب الضئيلة التي رسموها عندما كانت الأسعار منخفضة، مما أدى إلى القضاء على الوفرة التي كانت تجعلهم يعانون من الركود.
أغلقت العقود الآجلة للغاز الطبيعي يوم الجمعة عند 3.215 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بزيادة 96٪ عن العام الماضي واتجه أعلى سعر إلى الصيف منذ عام 2017. تم تداول العقود الآجلة أعلى، وقفزت الأسعار الفورية الإقليمية، عندما اخترقت درجات الحرارة المكونة من ثلاثة أرقام منطقة الجنوب الغربي مسبقا في هذا الشهر. يتوقع المحللون أن تكون الأسعار أعلى في وقت لاحق من العام عندما يحين وقت إشعال الأفران.
ليس فقط في الولايات المتحدة حيث يرتفع الغاز، فقد زادت العقود الآجلة للغاز الهولندي، وهي مقياس للأسعار في أوروبا الغربية، بأكثر من الضعف خلال العام الماضي، بما في ذلك الارتفاع الحاد منذ فبراير/ شباط، إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات. في آسيا حقق الغاز الطبيعي المسال المستورد أكثر من خمسة أضعاف ما حققه في يونيو/ حزيران الماضي، مما أدى إلى جذب ناقلات مليئة بالغاز الصخري المبرد عبر المحيط الهادئ.
وأدى ارتفاع تكلفة الغاز إلى زيادة الطلب في الأسواق الدولية على الفحم، حيث ينافس الغاز على وقود محطات توليد الكهرباء. ارتفعت أسعار العقود الآجلة للفحم الحراري المحمّل في محطة في نيوكاسل بأستراليا بأكثر من الضعف مقارنة بالعام الماضي. ارتفع السعر المعياري بنسبة 27٪ خلال الشهر الماضي ولم يكن مرتفعًا جدًا منذ ما يقرب من عقد.
تقنياً يأتي انخفاض الغاز الطبيعي نتيجة ثبات مستوى المقاومة المحوري 3.315 مثلما توقعنا له بتقاريرنا السابقة، خاصة مع وصول مؤشرات القوة النسبية وقت اختبار تلك المقاومة لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء، ليحاول بذلك اكتساب زخماً إيجابياً عن طريقه بحثه على قاع صاعد يتخذ منه قاعدة قد تساعده على التعافي واختراق تلك المقاومة المحورية، وأيضاً يحاول من خلال هذا الانخفاض تصريف تشبعه الشرائي ويبدو أنه نجح في ذلك.
كل ذلك يأتي في ظل سيطرة الاتجاه الرئيسي الصاعد على المدى المتوسط والقصير بمحاذاة خط ميل، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، مع تواصل الضغط الإيجابي لتداولاته أعلى متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا نحن نرجح عود ارتفاع الغاز الطبيعي خلال تداولاته القادمة، طيلة ثبات الدعم 3.081، ليستهدف من جديد مستوى المقاومة المحوري 3.315 استعداداً لمهاجمته.