من المحتمل جداً أن يعتمد الاختلاف بين النجاح والفشل في تداول الفوركس في الغالب على أزواج العملات التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على طرق التداول الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
عند بدء أسبوع التداول، من الجيد النظر إلى الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية ومعنويات السوق.
هناك بعض الاتجاهات القوية أو طويلة الأجل في السوق: أسواق الأسهم الأمريكية وسوق خام WTI تصل إلى أعلى مستوياتها على المدى الطويل، في حين أن العملات المشفرة الرئيسية بدأت بالانهيار بزخم تنازلية قوي.
الصورة الكبيرة 27 يونيو 2021
شهد سوق الفوركس الأسبوع الماضي أقوى ارتفاع في القيمة النسبية للدولار الأسترالي وأقوى انخفاض في القيمة النسبية للين الياباني. ارتفع معدل التقلبات في سوق الفوركس بشكل حاد بعد إعلان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم الأربعاء.
لقد كتبت في تحليلي الأسبوع الماضي أن أفضل التداولات كانت على الأرجح بيع أزواج عملات اليورو/الدولار الأمريكي و الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي. لسوء الحظ، انعكس الاتجاه التنازلي قصير الأجل عند الافتتاح الأسبوعي تماماً، حيث أعطى زوج اليورو/الدولار الأمريكي إشارة خروج عند تراجعه بنسبة 1.01٪ وزوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي عند انخفاضه بنسبة 0.94٪. نتج عن ذلك خسارة بمتوسط 0.98٪. ومع ذلك، كانت هناك فرص تداول مربحة على المدى القصير في زوج الدولار الأمريكي/الليرة التركية، كما توقعت.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
كان الخبر الرئيسي من الأسبوع الماضي هو أنه على الرغم من القلق الأخير بشأن التضخم واحتمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية في وقت أقرب مما كان متوقعاً، لا تزال أسواق الأسهم تصاعدية (خاصة سوق الأسهم الأمريكية التي تشهد ارتفاعات جديدة هي الأعلى على الإطلاق) وكذلك سوق النفط الخام. كان سوق الفوركس أقل قابلية للتنبؤ به.
شهد الأسبوع الماضي بيان السياسة الشهرية من بنك إنجلترا المركزي والذي لم يتضمن أي مفاجآت أو تعديلات على أسعار الفائدة ودفع بالجنيه إلى الأسفل إلى حدٍ ما، لكنه لم يكن تحركاً قوياً بشكل خاص.
سيكون الحدث الرئيسي الأسبوع القادم هو إصدار بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية، وهو مقياس رئيسي يشير إلى الصحة النسبية للاقتصاد الأمريكي.
شهد الأسبوع الماضي ارتفاع العدد العالمي لحالات الإصابة المؤكدة والوفيات بفيروس كورونا الجديد لأول مرة خلال ثمانية أسابيع، مما يشير إلى أن انتشار متغير دلتا (الهندي) الأكثر عدوى بدأ بالتأثير على الأرقام العالمية، على الرغم من أن حوالي 22.6٪ من سكان العالم قد تلقوا تطعيماً واحداً على الأقل حتى الآن.
باستثناء الدول الصغيرة للغاية، حدث أسرع تقدم نحو مناعة القطيع في أيسلندا والكويت وكندا وإسرائيل وبوتان والمملكة المتحدة وتشيلي، والتي لقحت أكثر من 63٪ من سكانها. يتقدم التحصين الآن في الاتحاد الأوروبي بسرعة أكبر مما هو عليه في الولايات المتحدة على الرغم من أن الولايات المتحدة تتقدم على الاتحاد الأوروبي. حيث حصل 53٪ من سكانها على حقنة واحدة على الأقل من اللقاح، بينما قام الاتحاد الأوروبي بتطعيم 49٪ من سكانه. بدأت دول قليلة بتطعيم الأطفال الأكبر سناً، لكن هذا يتم في الغالب على أساس محدود فقط.
يحدث أقوى نمو في حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا الجديد في الوقت الحالي في بنغلاديش وبورما وكولومبيا وكوبا وفيجي وغواتيمالا وإندونيسيا والكويت وقيرغيزستان والمكسيك وعمان وبنما وروسيا وجنوب إفريقيا وتونس وأوزبكستان والمملكة المتحدة. تبدو حالة المملكة المتحدة غير عادية نظراً لارتفاع معدل التطعيم فيها، على الرغم من أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً بين سكان بريطانيا المتقدمين في السن لا يزالون غير مطعمين في الغالب.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يُظهر الرسم البياني الأسبوعي للسعر أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي قد شكل شمعة داخلية تنازلية صغيرة الأسبوع الماضي. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن كلا من مستويات الدعم والمقاومة القريبة صامدة، وأن المؤشر أقل بقليل من مستواه منذ ثلاثة أشهر ولكن فوق مستواه قبل ستة أشهر، مما يدل على أن الاتجاه التصاعدي طويل الأجل ما يزال قائماً. بشكل عام، لا يزال من المرجح أن تكون حركة أسعار الدولار الأمريكي الأسبوع المقبل تصاعدية أكثر منها تنازلية، بشرط أن يستمر مستوى الدعم عند 11833 بالصمود. يشير هذا إلى أن تداولات الشراء على الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى ستكون مناسبة على الأرجح خلال الأسبوع القادم.
مؤشر S&P500
شكل مؤشر S&P500 شمعة عامودية تصاعدية قوية أغلقت بالقرب من قمة نطاقها الأسبوعي عند أعلى سعر على الإطلاق. هذه ببساطة إشارات تصاعدية للغاية تشير إلى احتمال حدوث ارتفاع آخر الأسبوع المقبل أكثر من عدم حدوثه. منذ انهيار فيروس كورونا في عام 2020، ارتفع مؤشر الأسهم الأمريكية الرئيسي هذا بنسبة مذهلة بلغت 95٪ وهو عائد ممتاز على مدى فترة بالكاد وصلت خمسة عشر شهراً. يظل مؤشر S&P 500 صفقة للشراء.
خام WTI
سجل سوق خام WTI شمعة تصاعدية قوية جيدة الحجم الأسبوع الماضي أغلقت بالقرب من أعلى مستوى لها، محققة أعلى سعر جديد خلال 2.5 عام. هذه ببساطة إشارات تصاعدية للغاية تشير إلى احتمال حدوث ارتفاع آخر الأسبوع المقبل أكثر من عدمه. لا يزال خام غرب تكساس الوسيط يعد صفقة شراء، ولكن نظراً لارتفاع رسوم المقايضة، فقد لا يفضل المتداولين عدم الاحتفاظ بهذه الأداة حتى صباح اليوم التالي.
الإيثريوم
شكلت عملة الإيثيريوم شمعة تنازلية كبيرة بشكل معقول الأسبوع الماضي، والتي اخترقت ما دون الدعم الرئيسي المحوري الذي يلتقي مع الرقم الكامل الرئيسي عند 2000 دولار. لقد كان أسبوعاً سيئاً بالنسبة للعملات المشفرة بشكل عام، والتي كانت في حالة تراجع على نطاق واسع لعدة أسابيع حتى الآن. هذه إشارات تنازلية، لذلك أعتقد أن من المرجح أن تنخفض عملة الإيثيريوم إلى أقرب مستوى دعم رئيسي على الأقل عند 1،405 دولار.
الدولار الأمريكي/الليرة التركية
شكل زوج الدولار الأمريكي/الليرة التركية شمعة تصاعدية أخرى الأسبوع الماضي والتي أغلقت عند أعلى سعر إغلاق أسبوعي. هذه إشارات تصاعدية، مدعومة بحقيقة أن الدولار لا يزال العملة الرئيسية الأقوى، في حين أن الليرة التركية هي حالة سلة خاضعة لانخفاض لا نهاية له على المدى الطويل بسبب عدم الثقة في قدرة البنك المركزي التركي على العمل بفعالية. هذان العاملان يجعلان صفقات الشراء جذابة هنا، ولكن يجب على المتداولين الحذر دائماً من فروق الأسعار المرتفعة والتقلبات الأعلى، حيث يكون الزوج عرضة لتراجع قوي حتى في ظل الاتجاهات القوية.
الخلاصة
أرى أن أفضل الفرص المحتملة في الأسواق المالية هذا الأسبوع هي تداولات شراء لمؤشر S&P500 وخام WTI، وبيع لعملة الإيثيروم مع استهداف المستوى 1،405 دولار. قد يجد المتداولين أيضاً فرصاً قصيرة الأجل لشراء زوج الدولار الأمريكي/الليرة التركية.