من المحتمل جداً أن يعتمد الاختلاف بين النجاح والفشل في تداول الفوركس على أزواج العملات التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على طرق التداول الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
عند بداية أسبوع التداول، من الجيد النظر إلى الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية ومعنويات السوق.
إنه وقت مناسب للتداول في الأسواق في الوقت الحالي، حيث توجد العديد من الاتجاهات التصاعدية الصالحة طويلة الأجل في مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية الرئيسية والتي يمكن تداولها لدى معظم وسطاء الفوركس كعقود مقابل الفروقات، فضلاً عن الزخم طويل الأجل لصالح الدولار الكندي والذهب واليورو مقابل الدولار الأمريكي.
الصورة الكبيرة 9 مايو 2021
شهد سوق الفوركس الأسبوع الماضي أقوى ارتفاع في القيمة النسبية للدولار الكندي وأقوى انخفاض في القيمة النسبية للدولار الأمريكي.
لقد كتبت في تحليلي السابق الأسبوع الماضي أن أفضل صفقة كان من المرجح أن تكون صفقة شراء لمؤشر S&P500 بعد إغلاق يومي (في نيويورك) فوق المستوى 4220، وصفقة شراء لزوج الدولار الكندي/الين الياباني. لم نحصل على إغلاق فوق المستوى 4220 في مؤشر S&P500 حتى يوم الجمعة، لكن زوج الدولار الكندي/الين الياباني ارتفع خلال الأسبوع بنسبة 0.65٪، مما أعطى متوسط ربح عند 0.33٪.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
كانت الأخبار الرئيسية من الأسبوع الماضي هي العدد المنخفض بشكل مفاجئ للوظائف الجديدة في القطاعات غير الزراعية التي تم إنشاؤها خلال الشهر الماضي في الولايات المتحدة، والتي جاءت عند 266000 فقط مقارنة بالتوقعات التي كانت عند 990000، في حين أن معدل البطالة الآن عند 6.1٪ مقارنة بنسبة 5.8٪ التي كانت متوقعة. أثر ذلك على الدولار الأمريكي بشدة وعزز مجموعة من الأصول مقابل الدولار، بما في ذلك اليورو والذهب والدولار الكندي وسوق الأسهم الأمريكية التي أغلقت يوم الجمعة عند أعلى مستوياتها على الإطلاق.
قد يكون الدولار الأمريكي الآن أكثر عرضة للخطر في الأمام، حيث أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يرغب بمناقشة تقليص برنامج شراء السندات الخاص به على الرغم من أن البنوك المركزية الأخرى بدأت تفعل ذلك. نرى الآن دليلاً على أن وتيرة النمو في الولايات المتحدة ليست شيئاً مميزاً على الصعيد العالمي، لكن ضعف الدولار الذي رأيناه يوم الجمعة كان قادراً على رفع سوق الأسهم، لذلك سيكون من المبالغة في تقدير الأشياء أن نقول إن هناك تشاؤماً بشأن الاقتصاد: معنويات الرغبة بالمخاطرة باقية.
بالإضافة إلى بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية، رأينا أيضاً بيانات ضعيفة للوظائف الكندية (على الرغم من أن ذلك كان له تأثير ضئيل على الدولار الكندي القوي للغاية، والذي استمر بالتقدم خلال الأسبوع الماضي)، وبيان السياسة من بنك إنجلترا المركزي الذي شهد توقعات أقوى بكثير للنمو في المملكة المتحدة من قبل البنك (والتي كان لها تأثير ضئيل على قيمة الجنيه البريطاني).
ستكون الأحداث الرئيسية الأسبوع المقبل هي بيانات التضخم ومبيعات التجزئة الأمريكية. فيما يتعلق بإصدارات البيانات المجدولة ذات التأثير العالي، سيكون أسبوعاً هادئاً نسبياً.
شهد الأسبوع الماضي انخفاضاً في العدد العالمي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد لأول مرة منذ عشرة أسابيع، مما يشير إلى أن الموجة الحالية التي شهدت ارتفاعاً قياسياً يومياً قد تكون بلغت ذروتها على مستوى العالم. كما انخفض إجمالي الوفيات المؤكدة بفيروس كورونا.
على الرغم من التراجع العالمي، لا يزال وضع فيروس كورونا خطيراً للغاية في الهند، حيث أبلغت الدولة عن أرقام قياسية من الإصابات والوفيات الجديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع. هناك أدلة متزايدة على أن البيانات الرسمية تقلل بشكل خطير من عدد الحالات والوفيات الجديدة بينما قد تكون ضعف العدد الرسمي أو حتى أكبر. هناك مخاوف من أن يؤدي المعدل المرتفع جداً للعدوى في الهند إلى احتضان طفرات جديدة مقاومة للقاحات، على الرغم من أن شركة فايزر متفائلة بأن لقاحها الحالي يوفر مستوى عالٍ جداً من الحماية ضد أي طفرات تم تحديدها حتى الآن.
بدأت العديد من البلدان برامج التطعيم. باستثناء الدول الصغيرة للغاية، حدث أسرع تقدم نحو مناعة القطيع في إسرائيل والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة. يتقدم التطعيم الآن في الاتحاد الأوروبي بسرعة أكبر مما هو عليه في الولايات المتحدة على الرغم من أن الولايات المتحدة تتقدم على الاتحاد الأوروبي. حيث تلقى 45٪ من سكانها حقنة واحدة على الأقل من اللقاح.
يحدث أقوى نمو في حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا الجديد في أفغانستان والجزائر وبوليفيا ومصر والهند واليابان وليتوانيا وماليزيا ونيبال وسريلانكا وترينيداد وأوزبكستان وفيتنام.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يُظهر الرسم البياني الأسبوعي للسعر أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي قد شكل شمعة خارجية تنازلية الأسبوع الماضي والتي أغلقت دون مستوى دعم رئيسي عند 11716. هذه إشارات تنازلية. يعتبر المؤشر الآن أدنى من أسعاره منذ ثلاثة وستة أشهر، وهي أيضاً إشارة تنازلية. تم بيع الدولار الأمريكي بقوة يوم الجمعة، حيث تم الإعلان عن أرقام تقرير الرواتب الأمريكية غير الزراعية، والتي كانت المخيبة للآمال. بشكل عام، من المرجح أن تكون حركة الأسعار الأسبوع المقبل في الدولار الأمريكي تنازلية، خاصة وأن من المحتمل أن ينتقل الزخم من يوم الجمعة إلى الجزء الأول من الأسبوع المقبل على الأقل. لهذا السبب، سيكون من الحكمة على الأرجح ألا تقوم بأي صفقات شراء بالدولار الأمريكي الأسبوع القادم.
مؤشر S&P500
يستمر الارتفاع المذهل لسوق الأسهم الأمريكية منذ التأثير الأولي لفيروس كورونا في مارس 2020، حيث ارتفع السعر بشكل محترم إلى أعلى سعر إغلاق جديد يوم الجمعة الماضي بعد ثباته في الغالب خلال الجزء الأول من الأسبوع الماضي. نظراً لأن لدينا الآن إغلاقاً يومياً فوق المستوى 4220، عاد السعر إلى الارتفاع بزخم تصاعدي، مما يشير إلى احتمال حدوث مزيد من التقدم في السعر خلال الأيام القادمة هذا الأسبوع.
الدولار الأمريكي/الدولار الكندي
على الرغم من أن الدولار الكندي ليس لديه سجل جيد فيما يتعلق باحترام زخم السعر الخاص به، إلا أن الرسم البياني أدناه يوضح أننا رأينا اتجاهاً تصاعدياً ثابتاً ومستمراً على المدى الطويل في الدولار الكندي منذ التعافي الأولي من صدمة أسعار فيروس كورونا في مارس 2020. شهد الأسبوع الماضي مرة أخرى عموداً تنازلياً قوياً أغلق عند أدنى مستوى من نطاقه، وأصبح هذا الزوج الآن عند أدنى سعر له منذ 3.5 أعوام. لذلك يمكننا القول أن هناك اتجاه تنازلي قوي طويل المدى على الرغم من أن الحركة التنازلية يجب أن تكون حذرة من الرقم الكبير عند 1.2000.
الذهب
شهد الذهب تقدماً قوياً خلال النصف الثاني من الأسبوع الماضي ليصل إلى أعلى سعر جديد خلال 50 يوماً. السعر الآن أعلى مما كان عليه قبل 3 أشهر وهو عادة مقياس جيد للاتجاه التصاعدي. على الرغم من أن الاختراق هنا ليس قوياً بشكل خاص، إلا أن الذهب يتمتع بسجل تاريخي جيد على الجانب الطويل عندما يبدأ في اختراق ارتفاعات جديدة طويلة الأجل. هناك عامل آخر لصالح هذا الاختراق وهو أنه حدث بعد فترة تدعيم استمرت عدة أيام، والتي تميل إلى تعزيز الزخم لأي اختراق نهائي.
اليورو/الدولار الأمريكي
ارتفع زوج اليورو/الدولار الأمريكي بقوة يوم الجمعة على خلفية تقلب أعلى بكثير من المتوسط، وأغلق عند أعلى مستوى له خلال 50 يوماً. من المرجح أن يرتفع السعر للأعلى، خاصة يوم الإثنين، وعلى مدار بقية الأسبوع، على الرغم من أنه لم يصل تماماً إلى أعلى مستوى له مؤخراً فوق 1.2200. شكل شمعة عامودية تصاعدية قوية، ومن الواضح أن هناك اتجاه تصاعدي طويل الأجل، وكلاهما إشارات تصاعدية.
الخلاصة
أرى أفضل الفرص المحتملة في الأسواق المالية هذا الأسبوع هي صفقة شراء لمؤشر S&P500، وبيع لزوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي، وشراء زوج اليورو/الدولار الأمريكي، و شراء الذهب بالدولار الأمريكي بعد الإغلاق اليومي فوق المستوى 1831 دولار.