لقاح فيروس كرونا تسبب في أكبر نسبة انخفاض للذهب في سبع سنوات
على الرغم من انخفاض أسعار الذهب بمقدار 100 دولار يوم الاثنين وهو أكبر انخفاض في يوم واحد في سبع سنوات بسبب ارتفاع عائدات الدولار والسندات الحكومية مما ضغط على السبائك وهو ما جاء اثر إعلان كلاً من Pfizer و BioNTech عن احتمال انتاج لقاح لفيروس كوفيد-19 بلغت فعاليته نسبة 90٪ اخيراً، الا ان وضع الذهب لا يبدو بمثل هذا السوء حيث سرعان ما بادر المستثمرون والمضاربون على حد سواء بالدخول في صفقات شراء مع هذا الانخفاض وهو ما ادى الى ارتفاع اليوم التالي في عقود الذهب الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 1.19% ويغلق على ارتفاع 22 دولار عند 1876.4 ، وبينما انخفضت أسعار الذهب بنسبة 5٪ الاثنين ارتفعت أسعار النفط بنحو 10٪ حيث أصبح المستثمرون متفائلين بأن اللقاح سيعزز النمو الاقتصادي العالمي.
البنوك المركزية عاجزة عن خلق فرص جديدة مما يعزز فرص صعود للذهب
البنوك المركزية في الواقع يائسة من خلق المزيد من السياسات الإنفتاحية، وحتى إذا كانت البنوك المركزية ترغب في رفع أسعار الفائدة في بيئة اقتصادية تتحسن باستمرار فإنها لن تكون قادرة على ذلك لأن الديون خرجت عن نطاق السيطرة. والدين الخاص والديون التجارية والديون الحكومية قفزت بشكل كبير هذا العام وكل هذه الديون لن تزول لمجرد احتمال أن يكون قد تم انتاج لقاح لفيروس كرونا، وفي تصريح لجون لافورج رئيس قسم استراتيجيات الأصول الثابتة في رابع أكبر بنك في الولايات المتحدة Wells Fargo قال ان البنوك المركزية تواصل طباعة النقود وخفض قيمة عملاتها بينما الولايات المتحدة لم تشعر بالتأثيرات الرئيسية لخفض قيمة العملة بعد وذلك لأنها لا تزال تحتفظ بوضع العملة الاحتياطية عند مستويات مناسبة وأضاف انه ومع ذلك الا أنها مسألة وقت فقط قبل أن تشارك الولايات المتحدة في السباق نحو الأسفل.
العامل الآخر الذي سيستمر في دعم أسعار الذهب هو احتمال ارتفاع التضخم بسبب تحسن النمو الاقتصادي، وحتى مع عدم توقع رؤية نمو كبير في عام 2021 فإن بيئة النمو المنخفضة ستؤدي إلى استمرار الدعم الحكومي مما يؤدي لزيادة نمو المعروض النقدي فتزداد بالتالي ضغوط التضخم وعلى الرغم من أن أسعار المستهلكين لم تشهد تضخمًا كبيراً هذا العام ، إلا أنها مسألة وقت فقط قبل أن يظهر المعروض النقدي الهائل في الاقتصاد، فمن أحد أسباب عدم زيادة التضخم هو أن المستهلكين يقلصون المديونيات الشخصية فكل الأموال التي حصل عليها المستهلكون هذا الصيف من الحكومة ذهبت لسداد الديون على الأغلب.
التحليل التقني:
بعد الانخفاض الحاد يوم الاثنين الماضي اتجه الذهب الى تقليص خسارته ليرتفع من أدنى مستوى له عند 1850.62 دولار وبذلك يكون قد حافظ على المسار الصاعد بعدم كسر دعم 1850.00
من المتوقع رؤية ارتكاز للذهب على مستوى 1865.00 والتحرك لأعلى خلال اليومين القادمين واستهداف 1895 ثم 1910 وفي حال ورود اخبار لصالحه فمن المحتمل ووصوله الى مستوى 1930دولار.