يبدو أن المستثمرين ممزقون بين آمال الانتعاش الاقتصادي والعدد المقلق من حالات الإصابة بالفيروس التاجي المتزايدة في الولايات المتحدة ، مما قد يبطئ كل شيء مرة أخرى ففي حين ابلغت الولايات المتحدة عن 60 ألف حالة جديدة يوم الخميس - وهو رقم قياسي يومي جديد الا ان الذهب استكمل الاتجاه الصعودي وكذلك ارتفعت الأسهم يوم الجمعة ، متجاهلة بشكل كبير مخاوف COVID-19 فأغلق مؤشر داو جونز اصناعي على ارتفاع بنسبة 1.59% بقيمة 408 نقطة كما ارتفع مؤشر ناسداك100 0.76% بقيمة 81.74 نقطة ليسجل قمة تاريخية جديدة عند 10842.78 نقطة وكذلك شهدت السوق الاوربية ارتفاعات مشابهة فقد أغلق مؤشر فوتسي 100 على ارتفاع بقيمة 61.4نقطة ليصل الى 6131.1
وقد قال بارت ميلك رئيس الاستراتيجية العالمية لشركة TD Securities انه بناء على تجربة الولايات المتحدة فان كثير من الدول سوف تكون أكثر تحفظا في اعادة فتح المحلات التجارية واستعادة الحياة الى طبيعتها قبل جائحة كرونا لكيلا تعود اعداد الاصابة الى الارتفاع مرة اخرى فالمتوقع ان تشهد ولايات مثل فلوريدا وتكساس المزيد من عمليات الإغلاق نظراً لأنها الأكثر انتشاراً للوباء بالمقارنة بالولايات الأخرى.
وفي مقال لإيفريت ميلمان خبير المعادن الثمينة يبدو أننا في طريقنا لاختبار تلك القمم التاريخية والتي تقترب من 1900 دولار وان الرقم القياسي للذهب البالغ 1921 دولارًا من سبتمبر 2011 أصبح الآن في الأفق كذلك اشار الى ان مستوى الدعم الجديد للأسبوع الحالي هو 1800 دولار وأضاف ان جميع العوامل التي كانت تدعم الذهب العام السابق ما زالت موجودة ولم يتحسن أو يتغير أي منها لذلك اتوقع ان يستمر الذهب في الارتفاع في النصف الثاني من عام 2020
وفي تعليلها للارتفاع جمعت جورجيت بويل كبيرة محللي العملات الأجنبية محفزات الصعود في تخفيف السياسة النقدية وكذلك أسعار الفائدة المنخفضة للغاية والعوائد الحقيقية السلبية للولايات المتحدة وخطط التحفيز المالي للبنوك المركزية واردفت انه فيما يتعلق ببيانات الاقتصاد الكلي هناك مخاوف من أن التعافي الأمريكي متوقف من يونيو الماضي ويرجع ذلك جزئيًا إلى عودة الإصابة بفيروس كرونا المستجد وكذلك الاحتجاجات الى شملت انحاء البلاد بسبب مقتل الشاب ذو البشرة السمراء جورج فلويد على يد افراد من شرطة مينابوليس وعدم اتخاذ السلطات اجراءات حازمة للحد من تلك الحوادث او اصدار قانون يقيد استخدام الشرطة للقوة المفرطة اثناء التعامل مع المدنيين
ساعة الحساب القادمة لأسواق الأسهم
الأسبوع المقبل هو موسم الأرباح في الولايات المتحدة ، والذي يمكن أن يقدم صورة قاتمة للاقتصاد وفي حين تجاهلت اسواق الأسهم العالمية الظروف الاقتصادية المتدهورة حول العالم في الربع السابق ستأتي ساعة الحساب عندما تبدأ الشركات في موسم اعلان الأرباح ومن المتوقع أن توضح نتائج الربع الثاني تأثير الوباء إلى حد كبير مقارنة بأرقام الربع السابق وقد يكون هذا أحد أسوأ مواسم أرباح وول ستريت, لذلك يُنصح بتصفية المراكز في الأسهم والاكتفاء بمتابعة ردود الافعال ومدى استيعاب السوق لتلك الارقام التي ستوصف بالصادمة بكل تأكيد.
التحليل التقني:
ارتفعت أسعار الذهب مع افتتاح التداولات اليوم الاثنين ما يقارب 12دولاراً ليسجل اعلى سعر حتى وقت كتابة هذا المقال عند 1810.13 ونعتقد ان المنطقة ما بين 1808 و1814 تُعتبر مقاومة للذهب على المدى القصير وإذا اضفنا مؤشر القوة النسبية المتشبع فيمكن توقع عودة الذهب الى مستويات 1794 او 1984 والتي بالتأكيد سيجد عندها دعماً قوياً خلال الأسبوع الجاري.