يُتوقع أن يعتمد الفرق بين النجاح والفشل في تداولات الفوركس على زوج العملات الذي تختار تداوله كل أسبوع وليس على طرق التداول التي تستخدمها. وتغيرت بيئة سوق العملة من بيئة تعاني من أزمة إلى انتعاش مشكوك فيه، رغم استمرار زيادة حالات الإصابة بوباء فيروس كورونا عالميًا.
الصورة العامة لتداولات 29 يونيو 2020
في مقالتي السابقة الأسبوع الماضي، رأيت أن مخطط التداولات الأكثر جاذبية هو اتخاذ مراكز شرائية على الذهب بالدولار الأمريكي بعد إغلاق يومي أعلى 1750 دولار في تعاملات نيويورك. وكانت هذه توصية جيدة، إذ أغلق الذهب عند 1754.77 دولار يوم الإثنين الماضي وأنهى تعاملات الأسبوع مرتفعًا بنسبة 0.95% عند 1771.48 دولار.
وشهد سوق الفوركس الأسبوع الماضي أقوى ارتفاع في القيمة النسبية للدولار الأسترالي وأكبر تراجع في القيمة النسبية للين الياباني.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
العالم ليس على وشك الانتهاء، ولكننا نعيش وقت استثنائي لأزمة صحية عالمية، لم يسبق أن شهدنا هذا النوع من الأزمة في مائة عام. هناك خوف وتفاؤل، لكن من المهم تذكر أن الأدلة تشير إلى أن الأغلبية العظمى من الناس ستنجو وتكون في صحة جيدة.
وسجلت حالات الإصابة الجديدة المؤكدة بفيروس كورونا أعلى مستوياتها على الإطلاق يوم الجمعة بواقع 194.190 حالة. وهذه إشارة على أن موجة المرض لا تزال ترتفع إلى الذروة عالميًا.
رأينا أن بؤرة وباء كورونا فيروس توجد في أمريكا اللاتينية، مع تسجيل البرازيل الآن حالات وفاة جديدة جراء الفيروس تتجاوز أي دولة أخرى في العالم، وإجمالي معدل وفاة يفوق جميع الدول باستثناء الولايات المتحدة. وانخفضت معدلات الوفاة بشكل كبير في أوروبا. ومع ذلك، شهدت الولايات المتحدة ارتفاعًا حادًا في الحالات الجديدة على مدار الأيام الماضية؛ إذ ارتفعت أعلى أعلى مستوياتها على الإطلاق متجاوزة 40 ألف حالة في اليوم. كما تشهد الحالات ارتفاعًا في آسيا وأفريقيا. وتمثل أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي حوالي 52% من حالات الوفاة اليومية الجديدة المؤكدة، فيما تمثل الولايات المتحدة نحو 12%، وتمثل أوروبا نحو 10%. ويحدث الارتفاع الأكبر للحالات المؤكدة الجديدة في البرازيل والولايات المتحدة والهند وجنوب أفريقيا وكولومبيا والعراق والفلبين وإسرائيل والجزائر ورومانيا وصربيا.
وانخفض سوق الأسهم الأمريكي بقوة الأسبوع الماضي، في ظل إشارات على أن وباء كورونا يرتفع إلى ذروة جديدة في ولايات عديدة في الجنوب والغرب. ويوجد تخوف حيال استمرار البطالة بسبب الإغلاقات السابقة والقيود، والتأثير الاقتصادي لتخفيف القيود الذي يطبق الآن في ولايات عديدة.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يظهر الرسم البياني الأسبوعي للأسعار تسجيل شمعة بن صعودية أخرى والتي جاءت بعدما رفض تشكيل شمعة نقطة انعكاس أقل صعودية المنطقة حول 12200 والتي أظهرت بعض الدعم على مدار الأشهر الأخيرة. وحركة الأسعار قصيرة الأجل هذه صعودية بلاشك. لا يوجد اتجاه طويل الأجل، لأن السعر أقل مما كان عليه منذ ثلاثة أشهر لكن أعلى مما كان عليه منذ ستة أشهر. وبشكل عام، تبدو الحركة السعرية للدولار الأمريكي للأسبوع المقبل صعودية أكثر من هبوطية بناءً على الحركة السعرية الأخيرة.
مؤشر ستاندرد آند بورز 500
تراجع السعر الأسبوع الماضي بسبب المخاوف من التأثير الاقتصادي لوباء كورونا مع ارتفاع معدل الإصابات الجددية في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. وشهد يوم الجمعة إنهاء مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تعاملاته دون متوسطه المتحرك لإغلاق 200 يوم للمرة الأولى في نحو ثلاثة أسابيع. وهذه إشارة هبوطية، ومع ذلك، لا يزال السعر أعلى الرقم النفسي المهم عند 3000.
الذهب
شكل الأسبوع الماضي شمعة صعودية والتي أنهت بالقرب من أعلى مستوياتها عند أعلى سعر في 8 سنوات. وتظهر الحركة السعرية للأسابيع الأخيرة اتجاه صعودي قوي طويل الأجل مع اختراق أعلى مستوى المقاومة النفسي الرئيسي السابق عند 1750 دولار. ويحتمل ارتفاع السعر خلال الأسبوع القادم.
المخلص
أرى أن مخطط التداول الأكثر جاذبية لهذا الأسبوع هو اتخاذ مراكز شرائية على الذهب بالدولار الأمريكي بعد إغلاقه اليومي في بورصة نيويورك أعلى 1771 دولار.