أزواج العملات الرئيسية لهذا الأسبوع - 4 مايو 2020

من المحتمل أن يعتمد الفرق بين النجاح والفشل في تداول فوركس على زوج العملات الذي تختار التداول به كل أسبوع،وليس على الطرق التداولية التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول. بالطبع، البيئة السوقية الحالية هي بيئة أزمة وتقلبات مرتفعة جداً، والحركة السعرية تقع بالكامل تقريباً تحت سيطرة التأثير الاقتصادي لوباء كورونا. هذا هو العامل المسيطر الذي يجب أخذه بالاعتبار في تداول أي سوق اليوم.

الصورة العامة  3 مايو 2020

في تحليلي الأسبوع الماضي، توقعت أن تكون أفضل التداولات على الأرجح هي شراء الذهب بالدولار الأمريكي إن أغلق جلسة يوم الإثنين في نيويورك عند أو فوق 1732 دولار. لم يغلق عند أو فوق ذلك السعر يوم الإثنين، والذي كان متوقعاً، حيث أن سعر الذهب تراجع الأسبوع الماضي.

شهد سوق الفوركس الأسبوع الماضي أقوى ارتفاع في القيمة النسبية لليورو، وأقوى انخفاض في القيمة النسبية للدولار الأمريكي.

التحليل الأساسي ومعنويات السوق

العالم لا يقترب من نهايته، لكننا نعيش في وقت غير عادي بسبب أزمة صحية عالمية، لم يسبق أن شهدنا مثلها منذ مائة عام. هناك قدر كبير من الخوف والذعر، ولكن من المهم أن نتذكر أن الأدلة تظهر أن الغالبية العظمى من الناس ستكون على ما يرام وبصحة جيدة.

في مثل هذه الأوقات، من الصعب للغاية وضع توقعات سوقية قصيرة الأجل، حيث يمكن للأزمة تغيير التركيز يوماً بعد يوم، مما يؤثر بشدة على المشاعر وتحركات السوق. ولكن التوقعات متوسطة الأجل أسهل حيث أن المستويات المرتفعة من التقلبات تميل لأن ترافق الحركة السعرية المتأرجحة.

لقد شهدنا انتقال بؤرة الوباء العالمي إلى الولايات المتحدة، خصوصاً نيويورك، مع ارتفاعات في أرقام الوفيات بقوة كذلك في المملكة المتحدة. ومع ذلك، يبدو أن متوسط الوفيات والحالات المؤكدة الجديدة قد وصل إلى قمته أو حتى ينخفض في كلا البلدين، مع أن الحالات المؤكدة الجديدة كل يوم ما تزال مرتفعة. تشهد أمريكا اللاتينية الآن أكبر ارتفاعات دراماتيكية في الوفيات الجديدة والإصابات المؤكدة، وخاصة البرازيل. بدأت الوفيات اليومية على مستوى العالم بالانخفاض. النمو الأقوى في الحالات المؤكدة الجديدة تقع في البرازيل وروسيا وتركيا والهند وسنغافورة.

تراجعت سوق الأسهم الأمريكية مرة أخرى الأسبوع الماضي للأسبوع الثاني على التوالي، رافضة ارتداد فيبوناتشي 61.8٪ من القمة إلى الانخفاض. كان السوق يتعافى بشكل صعودي للغاية على الأقل جزئياً بسبب حزمة التحفيز الطارئة بقيمة 2.2 تريليون دولار قبل بضعة أسابيع والشراء المستمر للأسهم الأمريكية وأدوات السوق الأخرى على نطاق واسع من قبل الاحتياطي الفيدرالي. ومع ذلك، لا تزال هناك أسئلة مهمة حول استدامة هذا الارتفاع حتى في مواجهة الانخفاض الكبير في الناتج المحلي الإجمالي والعمالة، والذي من المؤكد أن يعانيه الاقتصاد الأمريكي على المدى القريب.

تقلص الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 4.8٪ في الربع الأول من عام 2020. وتقدر البطالة الأمريكية على مستوى البلاد حالياً بنحو 16٪. وصلت مطالبات البطالة الجديدة في الولايات المتحدة إلى 30 مليوناً خلال الأسابيع الستة الماضية فقط، ويرى العديد من المحللين أن الارتفاع المستمر في سوق الأسهم من المرجح أن ينهار، وقد نقترب من لحظة محورية حيث تبدأ الحركة الهبوطية في السيطرة مرة أخرى.

من الواضح أن هذه الأزمة ستفرض قيودا اقتصادية شديدة في جميع البلدان المتضررة والتي ستستمر لعدة أسابيع أو حتى أشهر. الشيء الوحيد المؤكد هو أن العمالة والناتج المحلي الإجمالي سيأخذان بشكل عام ضربات شديدة، حيث توقع جولدمان ساكس انخفاضاً بنسبة 34٪ في الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في الربع الثاني من عام 2020. انهيار سوق الأسهم الذي نشهده يمكن مقارنته بعام 2008 وحتى عام 1929 حتى الآن. في الواقع، لم تستغرق سرعة الانخفاض الأولي بنسبة 20٪ من أعلى سعر على الإطلاق 15 يوماً في السوق، مقارنة بـ 30 يوماً في عام 1929.

يبدو من الواضح أننا سنشهد استمراراً في الوضع الحالي على الرغم من انخفاض مستوى التقلبات العالية في السوق، على الأقل في سوق الأسهم.

بدأنا أيضاً برؤية عدد قليل من البلدان التي كانت لديها إجراءات إغلاق ناجحة نسبياً تبدأ بتخفيف القيود بناءاً على الاعتقاد بأنها تعاملت بنجاح مع الموجة الأولى من العدوى. هذه دول أصغر مثل الدنمارك والنرويج والنمسا وإسرائيل وجمهورية التشيك.

الولايات المتحدة في وضع غريب، مع انتشار الفيروس، ومع ذلك نرى مطالب متزايدة في الغالب من الحق السياسي في "إعادة فتح الاقتصاد"، على الرغم من حقيقة أن 0.22٪ من مجموع سكان مدينة نيويورك ماتوا بسبب الفيروس في الأسابيع الأخيرة، مما يشير إلى أن معدل إماتة العدوى ليس بعيداً حقاً عن 1٪ - على الرغم من أن هذا موضع خلاف شديد من قبل الكثيرين. وتشجع الحكومة الفيدرالية الآن الولايات على إعادة فتح ما تسمح به الظروف الفردية. إحدى الولايات التي يتم التركيز عليها هي جورجيا، حيث لا يزال المنحنى في ارتفاع ولكن حكومة الولاية سمحت بإعادة فتح العديد من الشركات، بما في ذلك مصففي الشعر.

التحليل الفني

مؤشر الدولار الأمريكي

يظهر الرسم البياني الأسبوعي للأسعار أدناه أن الأسبوع الماضي شكل ما يعتبر من الناحية الفنية شمعة شبه صعدية شبه مسمارية، والتي لا تزال صامدة فوق مستوى الدعم الموضح عند الخط الأفقي الأزرق عند 12470 والذي اضطررت إلى تعديله إلى أسفل قليلاً. هناك اتجاه صعودي ينعكس في حقيقة أن السعر أعلى من السعر قبل كل من 3 و 6 أشهر، كما أن عقد الدعم هو إشارة صعودية أيضاً، لكننا نشهد انخفاضاً في التقلب مصحوباً بتدعيم بعد تقلب مرتفع جداً، لذلك من الصعب للغاية التنبؤ بالاتجاه. بشكل عام، يبدو أن حركة السعر الأسبوع الماضي بالدولار الأمريكي غير متوقعة إلى حد ما ولكن من المرجح أن تكون للأعلى أكثر منها للأسفل.

الرسم البياني الأسبوعي لمؤشر الدولار الأمريكي

مؤشرS&P500

أغلق أكبر مؤشر لسوق الأسهم الأمريكية - مؤشر أكبر سوق في العالم- على انخفاض طفيف هذا الأسبوع للأسبوع الثاني على التوالي منذ أن سجل أدنى مستوى له منذ ستة أسابيع. الشمعة مسمارية هبوطية، ومؤشر هبوطي آخر هو أن الفتيل العلوي للشمعة قد رفض مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8٪ من ذروة السوق الأخيرة للتداول. من المحتمل جداً أن تكون هذه المنطقة السعرية التي تقع بين حوالي 2900 و 3000 محورية، وربما أننا رأينا للتو منعطفاً هبوطياً حاسماً.

الرسم البياني الأسبوعي لمؤشر S&P500

الدولار الأمريكي/الين الياباني

شكل الرسم البياني الأسبوعي لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني شمعة هبوطية الأسبوع الماضي. الحركة ليست هبوطية أو دراماتيكية بشكل خاص، ولكننا نرى اتجاه هبوطي طويل الأجل، ولو بشكل ضعيف. الين الياباني هو عملة قوية نسبياً، وبالتالي قد تكون هناك فرص لتداولات بيع محافظة هنا، ولكن يجب الحذر من عدم البقاء طويلاً في أي تداول.

الرسم البياني الأسبوعي لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني

الخلاصة

هذا الأسبوع أتوقع بأن تكون أفضل التداولات على الأرجح هي بيع مؤشر S&P500.   

آدم ليمون

آدم هو تاجر في الفوركس، يعمل في الأسواق المالية منذ أكثر من 12 عاما، بما في ذلك 6 سنوات مع ميريل لينش. هو معتمد في إدارة الصناديق المالية والإستثمارات من قبل معهد تشارترد البريطاني للأوراق المالية والأستثمار.