أزواج العملات الرئيسية لهذا الأسبوع - 11 مايو 2020

من المحتمل أن يعتمد الفرق بين النجاح والفشل في تداول فوركس على زوج العملات الذي تختار التداول به كل أسبوع،وليس على الطرق التداولية التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول. بالطبع، البيئة السوقية الحالية هي بيئة أزمة وتقلبات مرتفعة جداً، والحركة السعرية تقع بالكامل تقريباً تحت سيطرة التأثير الاقتصادي لوباء كورونا. هذا هو العامل المسيطر الذي يجب أخذه بالاعتبار في تداول أي سوق اليوم.

الصورة العامة  11 مايو 2020

في تحليلي الأسبوع الماضي، توقعت أن تكون أفضل التداولات على الأرجح هي بيع مؤشر S&P500. للأسف، ارتفعت قيمة مؤشر S&P500 بنسبة 4.08% الأسبوع الماضي.

شهد سوق الفوركس الأسبوع الماضي أقوى ارتفاع في القيمة النسبية للين الياباني، وأقوى انخفاض في القيمة النسبية للجنيه البريطاني.

التحليل الأساسي ومعنويات السوق

العالم لا يقترب من نهايته، لكننا نعيش في وقت غير عادي بسبب أزمة صحية عالمية، لم يسبق أن شهدنا مثلها منذ مائة عام. هناك قدر كبير من الخوف والذعر، ولكن من المهم أن نتذكر أن الأدلة تظهر أن الغالبية العظمى من الناس ستكون على ما يرام وبصحة جيدة.

نرى انتقال بؤرة الوباء العالمي إلى الولايات المتحدة، خصوصاً نيويورك، مع ارتفاعات في أرقام الوفيات بقوة كذلك في المملكة المتحدة. يبدو أن متوسط الوفيات والحالات المؤكدة الجديدة قد وصل إلى قمته أو حتى ينخفض في كلا البلدين، مع أن الحالات المؤكدة الجديدة كل يوم ما تزال مرتفعة، ولكنها تتراجع بقوة في نيويورك. تصبح أمريكا اللاتينية الآن مركز جديد للوباء، وتشهد أكبر ارتفاعات دراماتيكية في الوفيات الجديدة والإصابات المؤكدة، وخاصة البرازيل، والتي تسجل الآن وفيات يومية أكثر من أي دولة عدى الولايات المتحدة. أمريكا اللاتينية الآن مسؤولة عن أكثر من 20% من الوفيات اليومية الجديدة المؤكدة، على الرغم من أن الرقم الإجمالي العالمي يستمر بالتراجع. النمو المتسارع الأقوى في الحالات المؤكدة الجديدة يحدث في الهند وروسيا والبرازيل والإكوادور والمكسيك والبيرو.

عدد حالات كورونا فيروس المؤكدة الجديدة عالمياً وصل إلى أعلى ارتفاع على الإطلاق يم الأمس عند حوالي 96000 حالة جديدة، على الرغم من تراجع أرقام الوفيات.

ارتفعت سوق الأسهم الأمريكية الأسبوع الماضي وتقترب من مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8٪ من القمة إلى الانخفاض الذي شهدناه من فبراير إلى مارس. كان السوق يتعافى بشكل صعودي للغاية على الأقل جزئياً بسبب حزمة التحفيز الطارئة بقيمة 2.2 تريليون دولار قبل بضعة أسابيع والشراء المستمر للأسهم الأمريكية وأدوات السوق الأخرى على نطاق واسع من قبل الاحتياطي الفيدرالي. ومع ذلك، لا تزال هناك أسئلة مهمة حول استدامة هذا الارتفاع حتى في مواجهة الانخفاض الكبير في الناتج المحلي الإجمالي والعمالة، والذي من المؤكد أن يعاني منه الاقتصاد الأمريكي على المدى القريب.

تقلص الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 4.8٪ في الربع الأول من عام 2020. وتأكد مستوى البطالة الأمريكية على مستوى البلاد حالياً عند 14.7٪. وصلت مطالبات البطالة الجديدة في الولايات المتحدة إلى 50 مليوناً خلال الشهرين الماضيين فقط. يرى العديد من المحللين أن الارتفاع المستمر في سوق الأسهم من المرجح أن ينهار، وقد نقترب من لحظة محورية حيث تبدأ الحركة الهبوطية في السيطرة مرة أخرى.

من الواضح أنه في الوقت الذي تسعى فيه العديد من البلدان إلى تخفيف القيود المتعلقة بفيروس كورونا لتحريك اقتصاداتها مرة أخرى، فإنها تأمل في أن تكون قادرة على الاستمرار في التخفيف لمحاولة تأمين انتعاش اقتصادي قوي. الشيء الوحيد المؤكد هو أن العمالة والناتج المحلي الإجمالي سيتعرضان بشكل عام لضربات شديدة، حيث توقع بنك جولدمان ساكس انخفاضاً بنسبة 34٪ في الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في الربع الثاني من عام 2020. وكان الانهيار الذي شهدناه في سوق الأسهم مشابهاً لعام 2008 وحتى عام 1929 حتى الآن. في الواقع، لم تستغرق سرعة الانخفاض الأولي بنسبة 20٪ من السعر المرتفع على الإطلاق 15 يوماً في السوق، مقارنة بـ 30 يوماً في عام 1929.

يبدو من الواضح أننا سنشهد مستوى مستمر من التقلبات العالية في السوق، على الأقل في سوق الأسهم.

بدأنا أيضاً برؤية عدد قليل من البلدان التي كانت لديها إجراءات إغلاق ناجحة نسبياً، تبدأ بتخفيف القيود بناءاً على الاعتقاد بأنها تعاملت بنجاح مع الموجة الأولى من العدوى. هذه دول أصغر مثل الدنمارك والنرويج والنمسا والدنمارك وإسرائيل وجمهورية التشيك. ومع ذلك، فإن الدول الأكبر والأكثر تأثراً بشدة مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا تقترب أيضاً من نقطة بدأ المرض في التراجع فيها، وبدأ ببعض التسهيل. يبدو من المرجح أن هذه الدول والمملكة المتحدة، ستحتاج إلى التخفيف ببطء شديد حيث أنها تضررت بشدة من المرض.

كما بدأت بعض الولايات في الولايات المتحدة بتخفيف القيود، على الرغم من تزايد الحالات الجديدة المؤكدة في العديد من الولايات خارج نيويورك. توفي ما يقرب من 0.24٪ من مجموع سكان مدينة نيويورك بسبب الفيروس في الأسابيع الأخيرة، مما يشير إلى أن معدل إماتة العدوى ليس بعيداً حقاً عن 1٪ - على الرغم من أن هذا يعارضه كثيرون بشدة.

التحليل الفني

مؤشر الدولار الأمريكي

يظهر الرسم البياني الأسبوعي للأسعار أدناه أن الأسبوع الماضي شكل مسمارية هبوطية داخلية، والتي لا تزال صامدة فوق مستوى الدعم الموضح عند الخط الأفقي الأزرق عند 12470 ولكن تقع عنده مباشرة. الحركة السعرية هبوطية نوعاً ما، ولكن هناك اتجاه صعودي ينعكس في حقيقة أن السعر أعلى مما كان عليه قبل كلٍ من 3 و 6 أشهر، ولكننا نرى تراجعاً في التقلبات مصحوباً بتدعيم بعد تقلب مرتفع جداً، لذلك من الصعب للغاية التنبؤ بالاتجاه. بشكل عام، يبدو أن حركة السعر الأسبوع الماضي بالدولار الأمريكي غير متوقعة إلى حد ما ولكن من المرجح أن تكون للأعلى أكثر منها للأسفل.

الرسم البياني الأسبوعي لمؤشر الدولار الأمريكي

مؤشرS&P500

حقق أكبر مؤشر لسوق الأسهم الأمريكية - مؤشر أكبر سوق في العالم- ارتفاع قوي الأسبوع الماضي. الشمعة عامودية صعودية، ويبدو أنها على وشك اختبار مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8٪ عند 2937 من خلال التحرك الأخير للسوق من الذروة إلى القاع. من المرجح أن تكون هذه المنطقة السعرية بين حوالي 2900 و 3000 محورية، لذا فإن الإغلاق في نهاية هذا الأسبوع فوق 2937 أو 3000 سيكون مهماً من الناحية الفنية ويوحي بأن القاع الأخير لن يعاد النظر فيه، وأن انتعاش السوق الصعودي ربما أن يستمر.

 

الرسم البياني الأسبوعي لمؤشر S&P500

الذهب/الدولار الأمريكي

طبع الرسم البياني الأسبوعي للهذب تشكيل شمعة داخلية مزدوجة، مع كون أحدث شمعة أسبوعية تشبه دوجي داخلي مثالي. هذا يشير بقوة إلى حدوث اختراق كبير وشيك في اتجاه معين. لدينا اتجاه صعودي طويل المدى، وبالتالي يبدو أن الاختراق الصعودي هو السيناريو الأكثر ترجيحاً. قد يكون من المفيد للغاية انتظار تأكيد الاختراق، لذا سأنتظر إغلاق يومياً (في نيويورك) فوق 1730 دولار للأونصة قبل الدخول في أي صفقة شراء هنا.

الرسم البياني الأسبوعي لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني

الخلاصة

هذا الأسبوع أتوقع بأن تكون أفضل التداولات على الأرجح هي شراء الذهب بالدولار الأمريكي بعد الإغلاق اليومي (في نيويورك) فوق المستوى 1730 دولار للأونصة.    

آدم ليمون

آدم هو تاجر في الفوركس، يعمل في الأسواق المالية منذ أكثر من 12 عاما، بما في ذلك 6 سنوات مع ميريل لينش. هو معتمد في إدارة الصناديق المالية والإستثمارات من قبل معهد تشارترد البريطاني للأوراق المالية والأستثمار.