خلال هذ العام ارتفع الذهب بشكل كبير مستفيداً من قرارات معدلات الفائدة المنخفضة والذي اتخذه البنك الاحتياطي الفيدرالي كمحاولة لاحتواء الشلل الاقتصادي الذي تسبب به فيروس كرونا وكذلك الطلب المتزايد بشكل مطرد على الملاذ الامن حيث ارتفعت أسعار الذهب على مدى الأشهر العديدة الماضية بنسبة 16٪ منذ بداية العام مقارنةً بانخفاض 12٪ في مؤشر داو جونز.
مع ذلك هناك عدة عوامل قد تؤدي لانهيار في اسعار الذهب في 2020
لقاح فيروس كورونا:
من المتوقع جداً أن يؤدي التقدم في تطوير لقاح فيروس التاجي إلى عرقلة ارتفاع الذهب ولحسن الحظ يبدو ان الاطباء العاملين بكل جهد وعلى مدار الساعة في كل انحاء المعمورة أقرب للوصول الى اللقاح من أي وقت مضى، ويعتقد معظم الخبراء أن اللقاح سيكون متاحًا بحلول منتصف عام 2021 وليس هذا فقط فالعديد من الشركات تعمل على العلاجات المحتملة للأشخاص المصابين بالفعل مما قد يمثل تاريخ انتهاء الارتفاع الحالي للمعدن الثمين.
الانتعاش الاقتصادي:
في تقرير بعنوان "لا يستطيع الاحتياطي الفيدرالي طباعة الذهب" تحدث بأن ارتفاع ميزانيات البنك المركزي والتحفيز المالي يمكن أن يضع العملة الورقية تحت الضغط مما يعزز الطلب على الذهب كإجراء وقائي ضد التضخم، ولكن إذا تعافى الاقتصاد على المدى القريب، فسوف يخفض الاحتياطي الفيدرالي ميزانيته ويوقف صعود الذهب في مساره، وحالياً تناقش كثير من الحكومات اعادة فتح البلاد اقتصادياً وتقليل الحظر تدريجياً مما سيعمل على تحقيق انتعاش سريع في الاقتصاد العالمي.
الانكماش:
بينما يميل الذهب إلى التحرك في الاتجاه المعاكس لعوائد السندات فانخفاض أسعار النفط مؤخرًا، هناك احتمال كبير بأن أمريكا قد تواجه انكماش أسعار المستهلك مما يعنى انخفاض في اسعار الذهب المستقبلية.
تصحيح لأسعار الذهب في الأيام المقبلة
بسبب عودة ظهور شهية المخاطر يبدو ان الاتجاه الصعودي الأخير للذهب يمكن أن يشهد انعكاس الاتجاه قريبًا. الارتفاع الحاد الذي حدث مؤخراً في سوق الأسهم فيما يسمى بوضع "المخاطرة" يمكن أن يستمر لبعض الوقت ومن المرجح أن يعرض ذلك الذهب الى ضغوط كبيرة بينما تشير التوقعات أن هذا سيكون مجرد تصحيح مؤقت للذهب في طريقه إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. ولكن هذا لا يعني ان الخبراء ينصحون بان على المستثمرين التخلي تماما عن الذهب ولكن على العكس من ذلك، فإن المعدن الأصفر سيحقق مكاسب في الأفق على المدى الطويل. ففي ضوء النظام المالي والاقتصادي المدمر بالكامل في جميع أنحاء العالم بسبب ازمة فيروس كرونا المستجد لا يزال يتعين على المستثمرين عدم التخلي عن أوقية واحدة من الفضة أو الذهب فهو التأمين الاقوى على المدخرات من الآن فصاعدا ومع ذلك يجب أن نكون مستعدين لتصحيح في سعر الذهب في الفترة المقبلة لأن شأنه كشأن كل الاسواق يتحرك في موجات فلا تزال أسعار الذهب تستهدف الارتفاع نحو 1800 دولار للأونصة مستفيداً من معدلات الفائدة المنخفضة والطلب المتزايد بشكل مطرد.
التحليل التقني:
حالة من التشبع في كثير من المؤشرات الرقمية تشير الى انتهاء او توقف في الحركة الصاعدة الحالية في الذهب، كذلك شكلت القمة المتكونة الأسبوع الماضي عند 1747.74$ مستوى مقاومة قد يعيق تقدم المعدن النفيس صعوداً.
