أسواق الأسهم تشهد إرتفاعات جنونية عقب موجة من التفائل بقرب الوصول الى حلول إقتصادية وحزم مساعدات مالية على مختلف الأصعدة المالية حول العالم، حيث مرر مجلس الشيوخ الأمريكي حزمة تحفيز بقيمة 2 تريليون دولار للمساعدة في إنقاذ الاقتصاد الأمريكي الذي دمره جائحة الفيروس التاجي. ليذهب مشروع القانون الآن إلى مجلس النواب، بالإضافة الي تأيد وزراء مالية منطقة اليورو على نطاق واسع استخدام صندوق الإنقاذ الأوروبي لمساعدة تلك الدول الأعضاء التي تكافح بصعوبة مع تفشي الفيروس التاجي، الذى ووفقًا لجامعة جونز هوبكنز، فإن الفيروس التاجي أصاب أكثر من 400000 شخص في جميع أنحاء العالم، وتوفي أكثر من 18900 شخص، ومع تجاوز عدد حالات الوفاة الـ 500 حالة من أصل إصابة 53000 حالة فى الولايات المتحدة، حذر مسؤولو منظمة الصحة العالمية من أن الولايات المتحدة قد تتفوق على إيطاليا قريبًا كمركز فيروسات التاجية في العالم، ويتضاعف عدد حالات الإصابة بالفيروس في نيويورك كل ثلاثة أيام، أما عن أوروبا، فقد أبلغت إيطاليا عن زيادة في حالات الإصابة بالفيروس والوفيات الجديدة، كذلك تم تأجيل دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو إلى العام المقبل عقب ارتفاع معدلات الوفيات والإصابات بالفيروس التاجي في أوروبا والولايات المتحدة.
الأسواق الآسيوية تمدد مكاسبها عقب إستمرار الصعود في وول ستريت
ارتفعت الأسواق الآسيوية، مع وصول الأسهم الصينية إلى أعلى مستوى لها في أسبوع واحد حيث أبلغت الصين عن انخفاض في حالات فيروسات التاجية الجديدة ولم يتم الإبلاغ عن أي إصابات تنتقل محليًا، كذلك أظهر مسح أن أكثر من خمس الشركات الأمريكية في الصين عادت إلى عملياتها الطبيعية بعد تعطل واسع النطاق للعمليات التجارية وسلاسل التوريد والنشاط الاقتصادي، حيث ارتفعت السوق الأسترالية وحقق مؤشر S & P / ASX 200 الرئيسي 201.90 نقطة أو 4.26 في المئة إلى 4937.60 بعد ارتفاعه إلى أعلى مستوى عند 5024.50 في وقت سابق خال جلسة الأمس. وارتفع مؤشر أوول أورديناريز الأوسع نطاقا 202.60 نقطة أو 4.26 في المئة إلى 4955.90. لتنتعش الأسهم الأسترالية بقوة من أدنى مستوى لها منذ ثماني سنوات وذلك خلال تداولات يوم الثلاثاء، و من بين شركات التعدين الرئيسية التى سجلت مكاسب، جاءت BHP على إرتفاع بأكثر من 7 بالمائة، بينما ارتفعت كل من Rio Tinto و Fortescue Metals بنحو 6 بالمائة لكل منهما، وارتفع شركات تعدين الذهب بشكل حاد بعد أن ارتفعت أسعار الذهب كملاذ آمن للجلسة الثانية على التوالي، وحققت Evolution Mining إرتفاع بنسبة 10 بالمائة تقريبًا بينما إرتفعت أسهم Newcrest Mining بنسبة 5 بالمائة تقريبًا، وفي القطاع المصرفي، ارتفعت أسهم ANZ Banking بنسبة 7 في المائة تقريبًا، بينما ارتفعت أسهم كل من National Australia Bank و Commonwealth Bank و Westpac بنسبة تزيد عن 5 بالمائة لكل منهما، وفي مجال النفط، سجلت أسهم Santos مكاسب بأكثر من 7 بالمائة، و Woodside Petroleum حققت أرباح بنحو 6 بالمائة و حققت أسهم Oil Search مكاسب بنسبة 3 بالمائة تقريبًا بعد أن واصلت أسعار النفط الخام إرتفاعها خلال الأسبوع الحالي.
وبالنظر الي السوق اليابانية فقد إرتفعت بشكل ملحوظ. بعدما شعر المستثمرون بالارتياح لأن دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو سيتم تأجيلها لمدة عام فقط ولن يتم إلغاؤها، حيث حقق مؤشر نيكاي 225 الرئيسي أرتفاع بـ 866.64 نقطة أو 4.79 في المئة إلى 18958.99 بعد أن لامس أعلى مستوى له عند 14140.89 في وقت سابق خلال جلسة تداولات الأمس، سجلت الأسهم اليابانية أكبر مكاسب في يوم واحد منذ فبراير 2016 وذلك خلال تداولات يوم الثلاثاء، وفي الوقت نفسه، إرتفعت أسهم SoftBank بأكثر من 2 في المائة، وجاءت شركات التصدير على مكاسب عقب إنخفاض الين الياباني، حيث ارتفع سهم باناسونيك 10 في المائة، وزادت أسهم ميتسوبيشي إلكتريك بنحو 8 في المائة، بينما ارتفعت كل من أسهم سوني وكانون بنحو 3 في المائة لكل منهما، وفي قطاع النفط، قفزت أسهم إنبكس بأكثر من 7 في المائة، بينما أكتسبت أسهم اليابان للبترول أكثر من 6 في المائة بعد أن واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها، وفي مجال التكنولوجيا، ارتفعت أسهم Advantest بأكثر من 4 بالمائة، في حين أن أسهم Tokyo Electron انخفضت بنسبة 0.5 بالمائة، ومن بين الشركات الرئيسية الآخري، ارتفع سهم طوكيو تاتيمونو بنسبة 13 في المائة تقريبًا، كذلك أرتفعت أسهم ميتسوي فودوسان أكثر من 11 في المائة، بينما ارتفعت أسهم جي إس يواسا بنسبة 10 في المائة تقريبًا.
الأسهم الأوروبية تحلق عقب صفقة التحفيز الأمريكية
سجلت الأسواق الأوروبية أكبر مكاسب ليوم واحد منذ أواخر عام 2008، مع التحفيز غير المسبوق من قبل بنك الاحتياطي الفدرالي وتباطؤ الإصابة بالفيروسات في إيطاليا مما عزز المعنويات، و تأيد وزراء مالية منطقة اليورو على نطاق واسع استخدام صندوق الإنقاذ، أو آلية الاستقرار الأوروبية، لمساعدة تلك الدول الأعضاء التي تكافح بصعوبة مع تفشي الفيروس التاجي،وذلك بعد مؤتمر "يوروجروب" من خلال الفيديو يوم الثلاثاء، وقال الرئيس ماريو سينتينو، إن القادة استعرضوا جميع الإجراءات التي تم اتخاذها بالفعل وكذلك المبادرات التي يتم استكشافها بين المؤسسات لمعالجة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي الفيروس التاجي، وقال إن هناك دعما واسع النطاق، و أن حجم الأداة المتاحة يمكن أن يكون في حدود 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للأعضاء، وأضاف "في حين أن هناك دعمًا واسعًا بين الأعضاء حول هذه الميزات، فهناك حاجة إلى مزيد من العمل بشأن التفاصيل." وسوف يتم إتخاذ القرار في اجتماع الزعماء يوم الخميس القادم، ورداً على سؤال حول الحجم الأقصى لخط الائتمان، قال ريجلينج إنه يمكن أن يرتفع إذا كانت هناك حالة خطيرة بشكل خاص، ولكن لم يتم تحديد ذلك بعد، ليرتفع المؤشر الأوروبي ستوكس 600 بنسبة 8.4 بالمئة. ويقفز مؤشر داكس الألماني 11 في المائة.
ويرتفع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 8.4 في المائة ومؤشر فوتسي 100 البريطاني 9.1 في المائة، وذلك عقب أن أظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الأربعاء تباطؤ تضخم أسعار المستهلكين في المملكة المتحدة بشكل طفيف في فبراير، حيث ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 1.7٪ عن العام الماضي، كما كان متوقعًا، بعد ارتفاعها بنسبة 1.8٪ في يناير، وفي غضون ذلك، ارتفع معدل التضخم الأساسي الذي يستثني الطاقة والغذاء والمشروبات الكحولية والتبغ إلى 1.7٪ من 1.6٪ في يناير. وكان المعدل المتوقع 1.5 في المئة، وعلى أساس شهري، ارتفعت أسعار المستهلكين الإجمالية بنسبة 0.4 في المائة مقابل توقعات بنسبة 0.3 في المائة، وأظهر تقرير آخر صادر عن مكتب الإحصاءات الوطنية أن سعر الإنتاج ارتفع فقط بنسبة 0.4 في المائة سنويًا في فبراير، وهو أدنى معدل منذ يوليو 2016. وكان المحللين يتوقعون ارتفاع الأسعار بنسبة 0.9 في المائة بعد ارتفاعها بنسبة 1 في المائة في يناير، ومع ذلك، ظل المعدل السنوي إيجابيًا لمدة 44 شهرًا متتاليًا.
الأسهم الأمريكية تشهد المزيد من الارتفاع عقب القفزة الأولى
في وول ستريت، نظمت الأسهم اندفاعًا كبيرًا يوم الثلاثاء بعد ارتفاعها بشكل حاد في وقت مبكر من جلسة ذات اليوم، حيث شهدت الأسهم إرتفاعات قوية على مدار يوم الثلاثاء. كذلك أظهرت المؤشرات الرئيسية انتعاشًا كبيرًا بعد عمليات البيع التي شوهدت في جلسة الأثنين الماضي، حيث إرتفع مؤشر داوجونز 1.625.66 نقطة أو 8.7 في المائة إلى 20.217.59، وارتفع مؤشر ناسداك 455.53 نقطة أو 6.6 في المائة إلى 7316.20 ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 171.10 نقطة أو 7.7 في المائة عند 2408.50.
ويأتي الارتفاع في وول ستريت في الوقت الذي يلتقط فيه المتداولون الأسهم عند مستويات منخفضة وسط مؤشرات على اقتراب الديمقراطيين والجمهوريين من الاتفاق على مشروع قانون تحفيز مالي ضخم، حيث أعرب كل من وزير الخزانة ستيف منوشين وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، فى نيويورك، عن تفاؤلهم للتوصل إلى صفقة بشأن حزمة تحفيز تبلغ قيمتها حوالي 2 تريليون دولار أمريكي، ويأتي التفاؤل بشأن الإتفاقية المحتملة على الرغم من أن مشروع قانون التحفيز فشل في إزالة عقبة إجرائية رئيسية في مجلس الشيوخ لمدة يومين متتاليين وسط معارضة الديمقراطيين، وقد صوت معظم أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين ضد تقديم مشروع القانون وسط شكاوى من أن التشريع يفعل الكثير لإنقاذ الشركات وليس كافيًا لتقديم المساعدة للعمال، وربما نشأت المشاعر الإيجابية أيضًا كرد فعل على تعليقات الرئيس دونالد ترامب التي تشير إلى أن الإغلاق المرتبط بالفيروس التاجي في معظم أنحاء البلاد قد ينتهي في وقت أقرب مما توقع الكثيرون، وعلي صعيد الأسهم، فقد ارتفعت أسهم شركات الوساطة بشكل حاد على مدار الجلسة، مما دفع مؤشر NYSE Arca Broker Dealer Index إلى الارتفاع بنسبة 19.4 بالمائة. ليرتد بذلك المؤشر من أدنى مستوى إغلاق في أكثر من ثلاث سنوات، كذلك قفز مؤشر NYSE Arca Oil ومؤشر فيلادلفيا لخدمات النفط بنسبة 19 بالمائة و 11.7 بالمائة على التوالي، ويأتي الارتفاع وسط أسهم الطاقة عقب زيادة متواضعة نسبيًا في سعر النفط الخام، حيث ارتفع النفط الخام تسليم مايو بنسبة 0.29 دولار إلى 23.65 دولار للبرميل.