أزواج العملات الرئيسية لهذا الأسبوع - 27 ابريل 2020

من المحتمل أن يعتمد الفرق بين النجاح والفشل في تداول فوركس على زوج العملات الذي تختار التداول به كل أسبوع،وليس على الطرق التداولية التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول. بالطبع، البيئة السوقية الحالية هي بيئة أزمة وتقلبات مرتفعة جداً، والحركة السعرية تقع بالكامل تقريباً تحت سيطرة التأثير الاقتصادي لوباء كورونا. هذا هو العامل المسيطر الذي يجب أخذه بالاعتبار في تداول أي سوق اليوم.

الصورة العامة 27 أبريل 2020

في تحليلي الأسبوع الماضي، توقعت أن تكون أفضل التداولات على الأرجح هي شراء الذهب بالدولار الأمريكي إن أغلق على ارتفاع نهاية جلسة يوم الإثنين في نيويورك. قام بالإغلاق على ارتفاع يوم الإثنين، وأنهى الأسبوع بإرتفاع 1.96%، وبالتالي كان هذا تداولاً جيداً.

شهد سوق الفوركس الأسبوع الماضي أقوى ارتفاع في القيمة النسبية للدولار الأسترالي، وأقوى انخفاض في القيمة النسبية للدولار النيوزيلندي.

التحليل الأساسي ومعنويات السوق

العالم لا يقترب من نهايته، لكننا نعيش في وقت غير عادي بسبب أزمة صحية عالمية، لم يسبق أن شهدنا مثلها منذ مائة عام. هناك قدر كبير من الخوف والذعر، ولكن من المهم أن نتذكر أن الأدلة تظهر أن الغالبية العظمى من الناس ستكون على ما يرام وبصحة جيدة.

في مثل هذه الأوقات، من الصعب للغاية وضع توقعات سوقية قصيرة الأجل، حيث يمكن للأزمة تغيير التركيز يوماً بعد يوم، مما يؤثر بشدة على المشاعر وتحركات السوق. ولكن التوقعات متوسطة الأجل أسهل حيث أن المستويات المرتفعة من التقلبات تميل لأن ترافق الحركة السعرية المتأرجحة.

لقد شهدنا انتقال بؤرة الوباء العالمي إلى الولايات المتحدة، خصوصاً نيويورك، مع ارتفاعات في أرقام الوفيات بقوة كذلك في المملكة المتحدة. ومع ذلك، يبدو أن متوسط الوفيات والحالات المؤكدة الجديدة قد وصل إلى قمته أو حتى ينخفض في كلا البلدين، حيث شهدت أمريكا اللاتينية أكبر ارتفاعات دراماتيكية في الوفيات الجديدة والإصابات المؤكدة، وخاصة البرازيل. بدأت الوفيات اليومية على مستوى العالم بالانخفاض.

استمرت سوق الأسهم الأمريكية بالارتفاع بعد الإعلان عن حزمة تحفيز طارئة بقيمة 2.2 تريليون دولار قبل بضعة أسابيع والشراء المستمر للأسهم الأمريكية وأدوات السوق الأخرى على نطاق واسع من قبل الاحتياطي الفيدرالي. ومع ذلك، لا تزال هناك أسئلة مهمة حول استدامة هذا الارتفاع، حتى في مواجهة الانخفاض الكبير في الناتج المحلي الإجمالي والعمالة، والذي من المؤكد أن يعانيه الاقتصاد الأمريكي على المدى القريب. تبلغ نسبة البطالة في الولايات المتحدة على الصعيد الوطني حالياً حوالي 15٪. يرى العديد من المحللين أن الارتفاع المستمر في سوق الأسهم من شأنه أن ينهار.

من الواضح أن هذه الأزمة ستفرض قيودا اقتصادية شديدة في جميع البلدان المتضررة والتي ستستمر لعدة أسابيع أو حتى أشهر. الشيء الوحيد الأكيد هو أن أسواق الأسهم والناتج المحلي الإجمالي سيتلقى بشكل عام ضربات شديدة، مع توقع جولدمان ساكس الآن انخفاضاً بنسبة 34٪ في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في الربع الثاني من عام 2020. انهيار سوق الأسهم الذي نشهده يمكن مقارنته بعام 2008 وحتى عام 1929 حتى الآن . في الواقع، لم تستغرق سرعة الانخفاض الأولي بنسبة 20٪ من السعر المرتفع إلا 15 يوماً في السوق، مقارنة بـ 30 يوماً في عام 1929.

استعاد مؤشر S&P500 أكثر من 50٪ من قيمة تحركه من القمة إلى القاع في فبراير ومارس. في حين أن هذا قد يكون علامة على أننا شهدنا بالفعل انخفاضاً، يجب أن نتذكر أن انهيار عام 1929 أعقبه انتعاش فوري بأكثر من 50٪ أيضاً.

يبدو من الواضح أننا سنشهد مستوى مستمر، ولو كان منخفضاً، من التقلبات العالية في السوق، على الأقل في سوق الأسهم.

بدأنا أيضاً برؤية عدد قليل من البلدان التي كانت لديها إجراءات قفل ناجحة نسبياً تبدأ بتخفيف القيود بناءاً على الاعتقاد بأنها تعاملت بنجاح مع الموجة الأولى من العدوى. هذه دول أصغر مثل الدنمارك والنرويج والنمسا وإسرائيل وجمهورية التشيك.

الولايات المتحدة في وضع غريب، مع انتشار الفيروس بشكل كبير، ومع ذلك نرى مطالب متزايدة في الغالب من اليمين السياسي نحو "إعادة فتح الاقتصاد"، على الرغم من حقيقة أن 0.2% من مجموع سكان مدينة نيويورك قد ماتوا بسبب الفيروس في الأسابيع الأخيرة، مما يشير إلى أن معدل إماتة العدوى ليس بعيداً حقاً عن 1% - على الرغم من أن هذا موضع خلاف شديد من قبل الكثيرين. إحدى الولايات التي يتم التركيز عليها هي جورجيا، حيث لا يزال المنحنى في ارتفاع ولكن حكومة الولاية سمحت بإعادة فتح العديد من الشركات، بما في ذلك مصففي الشعر.

التحليل الفني

مؤشر الدولار الأمريكي

يظهر الرسم البياني الأسبوعي أدناه أن السعر شكل الأسبوع الماضي ما شمعة مسمارية هبوطية صغيرة من الناحية الفنية، ولكنه لا يزال صامداً فوق مستوى الدعم الموضح عند الخط الأفقي الأزرق عند 12482. هناك اتجاه صعودي ينعكس في حقيقة أن السعر أعلى مما كان عليه قبل 3 و 6 أشهر، كما أن ثبات الدعم هو أيضاً إشارة صعودية، لكننا نشهد انخفاضاً في التقلب مصحوباً بتماسك بعد تقلبات عالية جداً، لذلك من الصعب للغاية التنبؤ بالاتجاه. بشكل عام، يبدو أن حركة السعر الأسبوع القادم للدولار الأمريكي لا يمكن التوقع بها إلى حدٍ ما، ولكن من المرجح أن تكون للأعلى أكثر من للأسفل.

الرسم البياني الأسبوعي لمؤشر الدولار الأمريكي

الرسم البياني الأسبوعي لمؤشر الدولار الأمريكي

مؤشرS&P500

أغلق أكبر مؤشر لسوق الأسهم الأمريكية، ومؤشر السوق الأكبر في العالم، على انخفاض طفيف هذا الأسبوع، في أو أسبوع منذ أن سجل أدنى مستوى له قبل خمسة أسابيع. من الصعب عدم رؤية مزيد من الحركة الهبوطية على الأرجح على المدى القريب إلى المتوسط بسبب الوضع المتدهور الشبيه بالكساد الكبير فيما يتعلق بالطلب والإنتاج في كل من الولايات المتحدة الأمريكية والعالم. ومع ذلك، يجب الاعتراف بأن السعر قد استعاد أكثر من 50٪ من انخفاضه الأخير، ويستمر في الصمود فوق هذا المستوى، لذا قد تكون منطقة التصحيح 61.8٪ الموضحة في الرسم البياني أدناه عند حوالي 2925 منطقة يمكن أن نرى فيها انعكاس هبوطي كبير. إذا استمر السعر بالتقدم وبدأ في الاستقرار فوق منطقة 3000، فسيكون ذلك إشارة صعودية. من المرجح أن تكون هذه المنطقة السعرية محورية.

الرسم البياني الأسبوعي لمؤشر S&P500

سوق خام WTI

شكل نفط خام WTI شمعة صعودية الأسبوع الماضي بعد أن سجل أدنى إغلاق أسبوعي له منذ عقود في الأسبوع السابق. انتقلت العقود الآجلة للنفط بشكل كبير إلى المنطقة السلبية لأول مرة على الإطلاق بسبب وفرة المعروض ونقص مساحة التخزين المتاحة للفائض. إذا بدأ الاقتصاد العالمي بالتعافي بطريقة أو بأخرى، فقد يكون هذا السعر منخفضاً جداً على المدى الطويل، لكن الحركة متقلبة للغاية، كما أن تداول النفط الخام في الوقت الحاضر هو عمل محفوف بالمخاطر. قد يجد المتداولون اليوميون أن خام WTI جذاب في الوقت الحالي بسبب التقلبات العالية ويتداول فقط بالتقلبات على أطر زمنية أقصر.

الرسم البياني الأسبوعي لخام WTI

الذهب

حقق الذهب حركة صعودية قوية الأسبوع الماضي، حيث وصل إلى أعلى إغلاق أسبوعي جديد لعدة سنوات عند 1729 دولار، مسجلاً شمعة قوية وصاعدة. هذه مؤشرات صعودية، فيما يتعلق بالاتجاه الصعودي على المدى الطويل وحركة السعر على المدى القصير. يمكن القول إن جائحة الفيروس التاجي تؤدي إلى تحطيم جميع العملات تقريباً، لذلك فمن المنطقي أن يكون الذهب صفقة شراء جيدة. ومع ذلك، أريد أن أرى إغلاق نيويورك يوم الإثنين عند أعلى سعر يومي جديد عند 1732 دولار أو أكثر قبل الدخول في أي صفقة شراء.

الرسم البياني لزوج الذهب/الدولار الأمريكي

الخلاصة

هذا الأسبوع أتوقع بأن تكون أفضل التداولات على الأرجح هي شراء الذهب بالدولار الأمريكي إن أغلق عند أو فوق المستوى 1732 دولار نهاية يوم الإثنين في نيويورك.  

آدم ليمون

آدم هو تاجر في الفوركس، يعمل في الأسواق المالية منذ أكثر من 12 عاما، بما في ذلك 6 سنوات مع ميريل لينش. هو معتمد في إدارة الصناديق المالية والإستثمارات من قبل معهد تشارترد البريطاني للأوراق المالية والأستثمار.