مازالت الأسواق المالية العالمية تتابع بشغف تفشي فيروس كورونا الجديد، حيث سجلت الصين زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، مما عكس أربعة أيام متتالية بعدد أقل من الحالات الجديدة، ليبلغ إجمالي عدد الحالات في جميع أنحاء العالم حوالي 120،000 حالة ، مع نمو سريع في الإصابات الجديدة في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيران، كذلك ارتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 4200 شخص. ويبلغ إجمالي عدد الحالات في الولايات المتحدة الآن 955 حالة، مع ما لا يقل عن 29 حالة وفاة، مما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى التقدم للجمهوريين في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء بطلب حزمة من التحفيز الاقتصادي ردا على تفشي فيروس كورونا، وفى سياق متصل رفض المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو تحديد المبلغ المتوقع من الحزمة، و في مكان آخر، يتطلع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إلى زيادة حزمة التحفيز المالي في إيطاليا للمرة الرابعة خلال شهر الحالي ، بينما قررت الحكومة اليابانية تقديم حزمة الطوارئ الثانية للتعامل مع تفشي فيروس كورونا. كذلك من المتوقع أن تكشف أستراليا وبريطانيا وكندا عن إجراءات مماثلة في الأيام المقبلة.
الأسواق الآسيوية تشهد أداء مختلط وسط حذر وترقب المستثمرين: حيث أغلقت أسواق الأسهم الآسيوية اليوم الأربعاء علي أداء متباين، وذلك على الرغم من المكاسب التي حققتها وول ستريت خلال ليلة الأمس، حيث شعر المستثمرون بخيبة أمل بسبب قلة التفاصيل حول خطة التحفيز الأمريكية المقترحة، حيث تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء بتوفير "دعم كبير" وسط التداعيات الاقتصادية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، حيث انزلق السوق الأسترالي إلى المنطقة السلبية بعد افتتاحه على ارتفاع، وفي الوقت نفسه ، كشفت الحكومة الأسترالية عن حزمة مالية بقيمة 2.4 مليار دولار أسترالي لمواجهه تفشي فيروس كورونا ، والتى تتضمن إنشاء 100 عيادة في جميع أنحاء أستراليا لمساعدة المستشفيات على مواجهة الطلب. وعلي صعيد السوق المالية، سجل مؤشر S & P / ASX 200 خسائر بـ 72.60 نقطة أو 1.22 في المئة إلى 5867.00 ، بعد أن ارتفع إلى 5972.50 في وقت سابق من الجلسة، وانخفض مؤشر All Ordinaries الأوسع نطاقًا بمقدار 65.60 نقطة أو بنسبة 1.09٪ إلى 5930.20، وفي المجال المصرفي ، تراجعت أسهم كل من ANZ Banking و Westpac بحوالي 2 في المائة لكل منهما ، كذلك سجلت شركات الذهب خسائر، بسبب انخفاض أسعار الذهب كملاذ آمن. حيث فقدت أسهم شركة Evolution Mining أكثر من 6 بالمائة ، وهبطت أسهم Newcrest Mining أكثر من 7 بالمائة بعد خفض توقعات الإنتاج، ومن بين عمال الشركات الأخري ، ارتفع سهم Fortescue Metals بأكثر من 5 بالمائة ، بينما ارتفع سهم Rio Tinto بنسبة 0.1 بالمائة ، بينما انخفض سهم BHP بنسبة 0.6 بالمائة.
أما علي صعيد الأسواق اليابانية ، فسجلت تراجعات في تعاملات متقلبة على الرغم من الإشارات الإيجابية من وول ستريت، حيث انخفض مؤشر نيكي 225 الرئيسي 114.00 نقطة أو 0.57 في المئة إلى 19753.12 ، بعد أن ارتفع إلى 19974.83 في وقت سابق خلال جلسة الأمس، وذلك بعد أن انتعشت الأسهم اليابانية من خسائر أول الأسبوع لتغلق مرتفعة يوم الثلاثاء، وقد إنخفض سهم SoftBank ذو الثقل في السوق بنسبة 0.6 في المائة وفقد أسهم Fast Retailing أكثر من 1 في المائة. في المجال التكنولوجي ، تراجعت أسهم طوكيو إلكترون بنسبة 3٪ تقريبًا ، بينما انخفضت أدفانتست بنسبة 2٪ تقريبًا، وفي قطاع النفط ، ارتفعت أسهم شركة إنبكس بنسبة 3 في المائة تقريبًا وتراجع سهم شركة اليابان للبترول بأكثر من 1 في المائة ، حتى مع انتعاش أسعار النفط الخام خلال تداولات الأمس، وسجلت أسهم المصدرين الرئيسيين إنخفاض في ظل ضعف الين كملاذ آمن، حيث إرتفعت أسهم Canon بأكثر من 2 بالمائة ، بينما إكتسبت أسهم كل من Panasonic و Mitsubishi Electric مكاسب أكثر من 1 بالمائة لكل منهما.
الأسهم الأوروبية ترتفع بعد خفض سعر الفائدة المفاجئ من بنك إنجلترا: بالإضافة الي أعلان الصين أنها "قلصت بشكل أساسي" انتشار فيروس كيرونا في ووهان ، حيث سيقدم وزير الخزانة في المملكة المتحدة ميزانيته إلى البرلمان في وقت لاحق اليوم. حث من المرجح أن يقدم المستشار ريشي سناك أموالًا إضافية فى الميزانية وسط انتشار فيروس كورونا، وقد تخلت أسواق الأسهم الأوروبية عن مكاسبها المبكرة لتغلق على انخفاض يوم الثلاثاء. حيث انخفض مؤشر Stoxx Europe 600 بنسبة 1.1 في المئة إلى أدنى مستوى له منذ يناير 2019، وهبط مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.4 في المائة ، وهبط مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 1.5 في المائة ، وتراجع مؤشر فاينانشال تايمز 100 البريطاني بنسبة 0.1 في المائة، أما عن تداولات اليوم الأربعاء فقد ارتفع مؤشر Stoxx Europe 600 بنسبة 1.45 في المائة إلى 340.47، وقفز مؤشر داكس الألماني ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنحو 1.8 في المائة لكل منهما ، في حين ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز 100 البريطاني 0.4 في المائة،
وعلي صعيد الأسهم ، قفزت أسهم شركة "كويلت" لإدارة الثروات بنسبة 5.4 في المائة بعد أن جاء أداء الأرباح الأساسي للعام أعلي من توقعات السوق، و قفز سهم بلفور بيتي 10 في المئة. بعد أعن أعلنت شركة البناء زيادة بنسبة 8٪ في الأرباح التشغيلية السنوية، و تقدمت شركة FirstGroup ، وهي مزود لخدمات النقل في المملكة المتحدة وأمريكا الشمالية ، بنسبة 1.6 في المائة بعد تقديم تحديث حول استراتيجية ترشيد المحفظة الخاصة بها بالتداول منذ نهاية سبتمبر 2019، وتراجعت أسهم شركا بوما 3.3 في المئة، بعد أن أعلنت شركة صناعة الملابس الرياضية إن تفشي فيروس كيرونا قد أثر سلبًا على أعمالها منذ بداية فبراير من حيث المبيعات وتوفير المواد الأساسية ، كذلك تراجعت شركة أديداس لصناعة السلع الرياضية بنسبة 4٪. حيث تتوقع الشركة انخفاض مبيعات الربع الأول بما يصل إلى مليار يورو (1.14 مليار دولار).
المؤشرات الأمريكية تشهد تقلبات حادة قبل أغلاقها علي مكاسب أمس الثلاثاء: وذلك عقب أسوأ يوم في وول ستريت منذ الأزمة المالية في عام 2008 ، أظهرت الأسهم الأمريكية تقلبات حادة على مدار جلسة التداول يوم الثلاثاء قبل أن تغلق في نهاية اليوم علي مكاسب كبيرة، حيث شهدت المؤشرات الرئيسية المزيد من الارتفاع ، و أنهت الجلسة عند أعلي مستوياتها خلال اليوم.، حيث ارتفع مؤشر داو جونز 1116.14 نقطة أو 4.9 في المئة إلى 25018.16 ، وارتفع مؤشر ناسداك 393.58 نقطة أو 5 في المئة إلى 8344.25 وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 135.67 نقطة أو 4.9 في المئة إلى 2882.23، وذلك بعد هبوط مؤشر داو جونز بأكثر من 2000 نقطة يوم الاثنين إلى أدنى مستوى إغلاق له منذ أكثر من عام، وذلك بعد أعلان الرئيس الأمريكي عن نيتة طلب حزمة مالية تحفيزية لمواجهة إنتشار فيروس كرورنا، حيث أشار ترامب إلى أنه يعتزم عقد مؤتمر لمناقشة الخطوات الاقتصادية التي يتم اتخاذها، وفى سياق متصل ، أظهرت أسهم خدمات النفط تحركًا كبيرًا نحو الأعلى، وذلك بعد ارتفع مؤشر فيلادلفيا لخدمات النفط بنسبة 8.7 في المئة بعد انخفاضه بنسبة 31.7 في المئة إلى مستوى قياسي يوم الاثنين الماضي، وجاء انتعاش أسهم خدمة النفط في الوقت الذي قفز فيه سعر النفط الخام 3.23 دولار إلى 34.36 دولار للبرميل، كذلك قوة كبيرة ملحوظة بين الأسهم المصرفية ، وذلك كما يتضح من ارتفاع 7.3 في المئة بأسهم بنك KBW. وذلك عقب وصول السهم الين أدنى مستوى إغلاق له منذ أكثر من ثلاث سنوات، كذلك شهدت أسهم الصلب مكاسب كبيرة ، حيث ارتفع سهم نيويورك أركا للصلب بنسبة 6.8 في المائة بعد أن أنهى الجلسة السابقة عند أدنى مستوى إغلاق له منذ ثلاث سنوات، كما شهدت أسهم البرمجيات والأجهزة الحاسوبية والسمسرة قوة ملحوظة ، حيث ارتفعت بشكل حاد إلى جانب معظم القطاعات الرئيسية الأخرى، ومن المقرر أن يصدر تقرير عن تضخم أسعار المستهلك اليوم الأربعاء ولكن من المرجح أن تطغى عليه آخر الأخبار عن فيروس كورونا والجهود المبذولة لمعالجة الآثار الاقتصادية لتفشي المرض.
