التحليل الأسبوعي لأسعار الذهب: تذبذب أسعار الذهب بين كثافة الطلب وقوة العرض

تشير معظم الدراسات إلى أنه على الرغم من أن الذهب غالبًا ما يكون جيدًا في الأزمات، فالحال ليس دائماً كذلك فالمعدن النفيس يُعد مخزنًا مفيدًا في الوقت الذي يتوقع فيه الخبراء ارتفاع مستويات التضخم وهو خلاف ما يقلق المستثمرين في الأزمة الحالية.

من جهتها اشارت بلومبرج إلى أن "النظرة طويلة المدى للمعدن لا تزال صعوديه". وتفسر انخفاض سعر الذهب أنه يعمل على النحو المتوقع وسط ضغوط السوق والاضطرابات الشديدة والاندفاع لجمع الأموال وتغطية الخسائر في الأسواق الأخرى حيث يسحب المستثمرون أموالهم من السبائك ولا ننسى ان عمليات البيع ادت الى انخفاض السعر ولكن ليس بقدر الأسهم لأن الطلب على الذهب لا يشبع فالسعر الحالي لا يعكس الطلب الحقيقي حتى الآن ولقد أثبت الأسبوعان الماضيان أنه سيكون هناك دائمًا مشترين للمعدن الأصفر.

لمشاهدة تحليل أسعار الذهب من الأسبوع الماضي.

الشركات تلجأ لبيع الأصول لا سيما الذهب

من سمات الأزمة الحالية الضغط على الميزانيات العمومية بسبب التباطؤ المفاجئ في النشاط وفي بعض الأحيان يحدث ركود إلى حد ما حيث يتراجع المستهلكون عن الشراء ومن ثم اضطرت العديد من الشركات والمصانع هذه المرة إلى الإغلاق الكامل او الحد من الانتاج على الاقل استجابة لظروف انتشار فيروس كرونا وفي حين ان الانخفاض في الإيرادات يمثل مشكلة ويجعل الشركات في حاجة كبيرة للنقد بشكل عاجل وهو ما ينعكس على الأسواق من بيع بعض الأصول المتاحة لا سيما من وجهة النظر هذه لم يتم استبعاد الذهب من البيع  ويأتي الاندفاع في البيع بقوة نظرًا للأثر الاقتصادي المفاجئ.

انتقال الحيرة الى تجارة التجزئة

بالرغم من انخفاض  طلبات الشراء على المشغولات الذهبية بسبب اغلاق محلات بيع المجوهرات والتزام المشترين بالحجر المنزلي الا ان ذلك ادى الى ارتفاع الطلب الاون لاين بشكل غير مسبوق ففي تصريح لها افادت شركة Pure Gold ومقرها لندن بزيادة بنسبة 723٪ في شراء الأشخاص للسبائك والعملات المعدنية في الأسبوع الماضي وكذلك أغلقت شركة Money Metals Exchange التي يقع مقرها في ولاية أيداهو برنامجها على الإنترنت بسبب الطلب غير المسبوق وعزْت ذلك إلى القلق الشديد بشأن خطر فيروس كرونا المستجد وبالمثل فعلت شركة GoldCore ويقع مقرها في إيرلندا.

ماذا بعد؟

الأزمة لا تزال مستمرة ومن غير المتوقع بالتأكيد أن يرتفع المعدن النفيس بما يتفق مع انهيار سوق الأسهم ولكن ذلك ليس مستحيلاً وقد يتغير ذلك عندما تتضح ردة الفعل على الأزمة بعد الاعلان عن الدعم الحكومي ومن جهة اخرى فربما تستفيد قوى الطلب من خفض أسعار الفائدة إلى الصفر والتي اقرها بنك الاحتياطي الفيدرالي، لذا فان مستقبل اتجاه الذهب لازال غير واضح حتى الان وليس من السهل التنبؤ به.

التحليل التقني:

في تسعة أيام فقد الذهب كل مكاسبه تقريباً منذ نوفمبر الماضي ويعود الى مستوى الدعم 1451$ الذي اختبره مرتين هذا الأسبوع قبل الارتداد صعوداً يُمثل المتوسط المتحرك 100 يوم حالياً مقاومة في اتجاه حركته لأعلى حيث من المتوقع ان يكون السقف المستهدف له في الأيام المقبلة عند 1530$

الرسم البياني الأسبوعي للذهب

آدم ليمون

آدم هو تاجر في الفوركس، يعمل في الأسواق المالية منذ أكثر من 12 عاما، بما في ذلك 6 سنوات مع ميريل لينش. هو معتمد في إدارة الصناديق المالية والإستثمارات من قبل معهد تشارترد البريطاني للأوراق المالية والأستثمار.