أداء العملات خلال تعاملات الاسبوع الماضى كانت تتسم بالتذبذب وعدم الاستقرار وفى نهاية المطاف كانت فى صالح الدولار الامريكى والذى تجاهل تحذيرات مجلس النواب الامريكى من أنه أذا تم أدانة الرئيس الامريكى ترامب بما هو موجه اليه من تهم التأثير على مسار الانتخابات الامريكية 2020 فقد يتخذ القرار أجراء تاريخى بالعزل من منصبه. هذا الى جانب أستمرار التوقعات بأن بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى سيقوم بخفض الفائدة للمرة الثالثة قبل نهاية العام الجارى. وتوجت مكاسب الدولار بالتحرك صوب مستوى الدعم 1.0900 مقابل اليورو. وأختبر 1.2270 أمام الاسترلينى وتزايد الاقبال على العملة الامريكية دعم خسائر للذهب وصولا الى مستوى 1487 دولار للاوقية وتخلى المعدن الاصفر عن القمة النفسية 1500 دولار أخيرا.
نتائج مؤشرات مديرى المشتريات لقطاعى الصناعة والخدمات فى منطقة اليورو لاتزال تؤكد على مدى تباطؤ أقتصاد الكتلة وأنه على البنك المركزى الاوروبى فعل المزيد. بالنسبة لمسار البريكسيت لايزال غامضا حتى الان. وتطورات الحرب التجارية العالمية تتوقف على جولة المحادثات بين الجانبين.
فى الاسبوع الحالى سيكون الاعلان عن أرقام الوظائف الامريكية وقرار خفض الفائدة الاسترالية الابرز فى المفكرة الاقتصادية.
فى العرض التالى سنلقى الضوء على أهم البيانات والاحداث التى تهم متداولى الفوركس:
يوم الاثنين: سيتم التركيز على الاعلان عن مؤشرات مديرى المشتريات الصناعى الرسمى ومن Caixin وتم الجمعه بينهما فى نفس اليوم قبيل عطلة رسمية طويلة. وقد تباطأ قطاع الصناعات التحويلية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بسبب الحرب التجارية الشرسة والتى طال أمدها مع الولايات المتحدة، ومما زاد من ضعف المؤشر النتائج السلبية لكلا من الخدمات والاستهلاك. وبلغ مؤشر مديري المشتريات الصناعى الرسمي قراءة 49.5 نقطة في أغسطس - أقل بقليل من مستوى ال 50 الذى يفصل النمو عن الانكماش. وسجل مؤشر مديرى المشتريات Caixin المستقل قراءة 50.4 نقطة - أعلى بقليل من مستوى ال 50 والذى يعد حدا ما بين النمو والانكماش. وفى حال تم الاعلان عن قراءة أضعف من التوقعات فقد يزيد أقبال المستثمرين على الملآذات الآمنة.
الناتج المحلي الإجمالي البريطانى. ووفقًا للبيانات الأولية، فقد شهد الاقتصاد البريطاني ركودا في الربع الثاني من العام الجارى بعد ارتفاعه بسبب زيادة المخزونات فى الربع وسط مخاوف من مستقبل ال Brexit . ومن المرجح أن يؤكد الرقم النهائي لمعدل النمو بنسبة 0٪ بدون تغيير. وعلى الصعيد السياسى رفضت المحكمة العليا فى بريطانيا قرار رئيس الوزراء بتعليق عمل البرلمان وقضت المحكمة بعدم قانونية القرار وأمرت بعودة مجلس العموم الى طبيعة مهامه. حتى الآن، لم تكن مقترحات جونسون مرضية للمفوضية الأوروبية، وما زالت هناك فجوة كبيرة بين الجانبين. وقد أمر البرلمان البريطانى رئيس الوزراء بالسعي إلى تمديد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لمدة ثلاثة أشهر.
يوم الثلاثاء: الاعلان عن قرار معدل الفائدة من البنك المركزى الاسترالى وسط توقعات بأن البنك قد يقوم بخفض المعدل بمقدار ربع نقطة وسط أستمرار النزاع التجارى ما بين الولايات المتحدة والصين والذى يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الاسترالى. وقام البنك بخفض الفائدة خلال شهري يونيو ويوليو حتى أصبح المعدل بنسبة 1.00% حاليا. وترك بنك الاحتياطي الأسترالي بابه مفتوحًا لمزيد من التخفيضات للفائدة.
فى نفس اليوم سيتم اعلان أرقام التضخم في منطقة اليورو. وكان التضخم ضعيفًا في منطقة اليورو قبل فترة طويلة من التباطؤ الأخير - ولكن هذا الاداء الاقتصادى الضعيف زاد من انخفاض أرقام التضخم. ومن المرجح أن يظل مؤشر أسعار المستهلك الأولي لشهر سبتمبر حول 1٪ الذي تم تسجيله في أغسطس. وظل مؤشر أسعار المستهلك الأساسي – الذي يستثنى الغذاء والطاقة الاكثر تقلبا حول 0.9٪ بدون تغيير أيضا. وأي أنخفاض لتلك الاسعار سيؤثر سلبا على اليورو.
نمو الاقتصاد الكندى: حيث تنشر كندا أرقام الناتج المحلي الإجمالي على أساس شهري - مما يسمح بمتابعة الاقتصاد عن قرب. وتجاوز النمو الاقتصادى للبلاد التوقعات في الأشهر الأربعة الماضية. وقد أظهر الرقم الأخير لشهر يونيو نموا بنسبة 0.2٪. الاصدار الحالى يعطى نظرة أولى على الربع الثالث لعام 2019.
يوم الاربعاء: مؤشر مديري المشتريات ISM الصناعى الامريكى. على الرغم من صغر حجم قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة - إلا أنه ذو أهمية كبيرة. وقد سجل مؤشر مديري المشتريات ISM الصناعى فى شهر أغسطس نتائج مخيبة للآمال بقراءة إلى 49.1 نقطة - مما يعكس انكماش هذا القطاع بسبب الحرب التجارية العالمية. وفى حال عاد للارتفاع فوق مستوى ال 50 الذى يفصل النمو عن الانكماش فقد تضعف مخاوف الركود فى هذا القطاع.
مسح ADP للتغير فى أعداد الوظائف الغير زراعية فى الولايات المتحدة الامريكية. نتائج المؤشر تعطى أنطباع لارقام التقرير الرسمى للوظائف والذى سيتم الاعلان عنه يوم الجمعة القادمة. وقد سجل المؤشر ما مجموعه 195 الف وظيفة خلال شهر أغسطس ويتوقع له الان قراءة نمو للوظائف الى 140 الف وظيفة فقط. ويعد مسح (ADP) أكبر مزود خاص لمراقبة أعداد الوظائف الامريكية.
يوم الخميس: الاعلان عن مؤشر مديري المشتريات للخدمات البريطانى. ولايزال قطاع الخدمات فى البلاد الافضل أداء على العكس من قطاعى الصناعة والبناء ولم يتأثر هذا القطاع الحيوى بمخاوف البريكسيت. وخلال شهر أغسطس. بلغ مؤشر مديري المشتريات قراءة عند 50.6 نقطة – وهى منطقة نمو وعلى الرغم من التفاؤل الا أن المؤشر عرضة للتحرك دون مستوى ال 50 الذى يفصل النمو عن الانكماش حسب معطيات المؤشر.
فى نفس اليوم. مؤشر مديري المشتريات ISM للخدمات الأمريكي. وعلى عكس قطاع التصنيع، ظل قطاع الخدمات الامريكى قويا وقد سجل خلال شهر أغسطس قراءة 56.4 نقطة. ويتوقع له الان قراءة أفضل. لايزال القطاع بعيدا عن التأثر بتبعات النزاع التجارى مع الصين.
يوم الجمعة: التقرير الرسمى للوظائف الامريكية. وبما أن سوق العمل الامريكى القوى الركيزة الاولى لبنك الاحتياطى الفيدرالى فى التمسك بسياسته النقدية فسيكون لنتائج هذا التقرير الهام رد فعل قوى ومباشر على الدولار الامريكى فى الساعات الاخيرة من تداولات هذا الاسبوع. وقد تباطأ نمو فرص العمل في أمريكا، وجائت زيادة الوظائف الجديدة فى القطاع الغير زراعى بنتائج مخيبة للآمال بقراءة 130 ألف خلال شهر أغسطس، وفى الشهر الذى قبله كانت الوظائف الجديدة بنسبة 159 الف. ويراقب المحللون القراءة فوق مستوى ال 200 الف وظيفة للتأكيد على مدى قوة سوق العمل الامريكى.
وبشكل عام نمو الوظائف في الولايات المتحدة يتباطأ. فمعدل نمو الوظائف الشهري هذا العام كان 158 ألف. وتم أضافة 234 الف وظيفة فى المتوسط خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2018 .