زاد النزاع التجارى بين أكبر أقتصادين فى العالم بالقرار الاخير من الصين بفرض تعريفات جمركية بقيمة 75 مليار دولار على المنتجات الامريكية والرد الفورى من الولايات المتحدة الامريكية بالوعيد. تجاهلوا التحذيرات العالمية من أن أستمرار تلك الحرب يعنى دخول الاقتصاد العالمى فى حالة ركود قوية وأزمة قد تفوق الازمة المالية العالمية 2008-2009 . وقبل تلك التطورات كانت الاسواق المالية العالمية تراقب الاعلان عن أى مستجدات للسياسة النقدية لبنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى مع الاعلان عن مضمون محضر الاجتماع الاخير لبنك الاحتياطى الفيدرالى وتصريحات حاكم البنك جيروم باول فى ندوة جاكسون هول. الحدثين أظهرا أنقساما بين أعضاء سياسة البنك حول مستقبل مزيد من تخفضيات معدل الفائدة الامريكية وتوقيتها ومقدار الخفض. وكان من الملاحظ بقوة تجاهل البنك للانتقادات المستمرة للرئيس الامريكى ترامب لسياسة البنك ومطالبه الاخيرة بخفض الفائدة بمقدار الفائدة نقطة مئوية كاملة لانجاح خططه الاقتصادية.
نتائج المؤشرات الاقتصادية الامريكية القادمة ستدعم مستقبل الفائدة الامريكية لان البنك ربط تغير السياسة بالتطورات الاقتصادية والمخاطر الخارجية والتى ستؤثر على النمو الاقتصادى الامريكى.
فى العرض التالى سنلقى الضوء على أهم البيانات والاحداث التى تهم متداولى الفوركس:
ستتأثر بداية تعاملات هذا الاسبوع بالتطورات الاخيرة للحرب التجارية العالمية والتى ستدعم مكاسب أقوى للملآذات الآمنة متمثلة فى الين اليابانى والفرنك السويسرى والذهب. وسيكون للبيان الختامى لقمة مجموعة السبع الصناعية الكبرى رد فعل أيضا على تحركات الاسعار. وبالنسبة للبيانات الاقتصادية خلال جلسة الاثنين تتمثل فى الاعلان عن مؤشر IFO لمناخ الاعمال الالمانى والتوقعات المؤكدة أستمرار حالة التشاؤم حيال أكبر أقتصاد فى منطقة اليورو. ومن الولايات المتحدة الامريكية سيتم الاعلان عن طلبيات السلع المعمرة وسط توقعات بأنخفاضها بعد تسجيل أرقام أقوى فى الاصدار الاخير.
يوم الثلاثاء سيتم التركيز على الاعلان عن الناتج المحلى الاجمالى الالمانى وسط توقعات بأستمرار أنكماش أكبر أقتصاد فى منطقة اليورو. ثم الاعلان عن مؤشر ثقة المستهلك الامريكى ورغم التوقعات بأنخفاض قراءة المؤشر الا أنه لايزال مستقرا حول مستويات قياسية. وفى حال التراجع سيتأكد للاسواق مدى تأثر ثقة المستهلك بالتوقعات الاخيرة بأمكانية دخول الاقتصاد الامريكى فى مرحلة ركود.
يوم الخميس. سيتم التركيز على الناتج المحلى الاجمالى للولايات المتحدة الامريكية وقد تفوق أداء الاقتصاد الأمريكي على باقى الاقتصادات العالمية الكبرى الاخرى في الربع الثاني من العام الجارى بمعدل نمو سنوي قدره 2.1٪ وفقًا للإصدار الأولي. هذا النمو يقابله الانكماش الاقتصادى فى كلا من ألمانيا والمملكة المتحدة. ومن المتوقع أن يؤكد الإصدار الثاني نفس وتيرة النمو. وأى أعلان تباطؤ مفاجىء سيؤثر على مستقبل السياسة النقدية لبنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى.
يوم الجمعة الاعلان عن أرقام التضخم فى منطقة اليورو مع الاعلان عن مؤشر أسعار المستهلك ولاحظنا فى الاصدارات الاخيرة عدم أستقرار الاسعار مع تذبذب أسعار الطاقة العالمية بسبب أستمرار الحرب التجارية العالمية. وستظل مستويات التضخم المنخفضة ورقة ضغط على البنك المركزى الاوروبى وتدفعه لخفض معدلات الفائدة وطرح المزيد من خطط التحفيز. وقد أرتفع مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي بنسبة 1.1 ٪ في يوليو ومن المرجح أن يبقى حول هذه المستويات في القراءة الأولية لشهر أغسطس. مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي والذى يستثنى الطاقة والغذاء جاء بنتائج مخيبة للآمال بنسبة 0.9 ٪ في الشهر الماضي وأستمرار الضعف سيؤثر سلبا على أداء اليورو.
من كندا سيتم الاعلان عن أرقام الناتج المحلي الإجمالي الكندي. وتعلن كندا عن أرقام الناتج المحلي الإجمالي على أساس شهري ولكن الإصدار القادم لشهر يونيو يختتم الربع الثاني وله أهمية أكبر من المعتاد. لقد شهد الاقتصاد الكندي نموا قويا فى الاصدارات الاخيرة ولكن حاليا يتوقع أنخفاضا فى وتيرة النمو.
ومن الولايات المتحدة الامريكية الاعلان عن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصى مقياس التضخم المفضل لبنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى ويتوقع له أن يرتفع الى نسبة 0.3% على أساس شهرى من 0.2% فى الاصدار الاخير. وفى نفس الوقت سيتم الاعلان عن معدل الانفاق للمواطن الامريكى وسط توقعات بزيادة الانفاق مع أستمرار قوة ثقة المستهلك وفى المقابل قد نشهد تراجعا فى معدل الدخل الشخصى.
فى الساعات الاولى من يوم السبت سيتم الاعلان عن مؤشر مديرى المشتريات الصناعى الرسمى فى الصين ويتوقع ثبات نمو أهم قطاعات الاقتصاد الصينى لما دون مستوى ال 50 الذى يفصل النمو عن الانكماش حسب معطيات المؤشر. حيث لاتزال الحرب التجارية العالمية تؤثر على التصنيع العالمى.