المحللين و النقاد يتحدثون عن الأسواق "التصاعدية" و "التنازلية" طوال الوقت. مؤخراً، كان هناك الكثير منم الحديث عن السوق التنازلي في الأسواق، و ما إذا علينا الدخول فيها. إن كنت تتسائل ما هو السوق التنازلي في الأسواق المالية بالضبط، فأنت لست وحدك: بالإضافة إلى كونه تعريف موضوعي بشكل واسع للأسواق حيث يمكن توقع أن تتجه الأسواق للأسفل، أي أن تهبط قيمتها، فإن هناك تعريفات تقنية مختلفة تستخدم لتحديد التوجهات و الأنماط.
التعريف التقليدي للسوق التنازلي
التعريف التقليدي للسوق التنازلي هو تراجع بنسبة 20% في القيمة من القمم الخاصة للعديد من مؤشرات الأسهم الرئيسية على مدار فترة لا تقل عن شهرين. من هذا يمكن أن نرى بأنه من الممكن أن يكون هناك سوق تنازلي في قطاع أو دولة أو منطقة معينة أو حتى حول العالم.
بعض الأسواق التنازلية التقليدية
من خلال إعتبار هذا التعريف التقليدي كنقطة بداية، سوف نفحص ما إذا كانت هناك أي دولة فيها أسواق أسهم تتماشى مع هذا المعيار. الجدول في الأسفل يظهر مؤشرات أسواق الأسهم في عدد من الدول و مدى تراجع كل مؤشر من قمته السوقية الأخيرة.
وفقاً للتعريف التقليدي، يمكن أن نرى بأنه من العينة التقديرية لمؤشرات أسهم عالمية واسعة، يمكن القول عن 3 فقط بأنها تشير إلى أسواق تنازلية: الصين و البرازيل و كندا. ألمانيا قريبة من ذلك و كقوة إقتصادية رئيسية في الإتحاد الأوروبي، فإن ذلك يعتبر أمراً هاماً. من الجدير بالذكر بأن مؤشر دو جونز الصناعي، و الذي يعتبر مؤشر أسهم سوقي في الولايات المتحدة، و هو بنفسة درجة مؤشر S&P500، تراجع من قمته بمقدار 16.09% فقط، و بالتالي فإن ذلك لا يشير إلى سوق تنازلي في الولايات المتحدة أيضاً.
لا يمكننا القول حقيقة بأن هناك سوق أسهم تنازلي في العالم بعد، على الرغم من أننا نستطيع أن نرى بسهولة بأن سوق الأسهم تراجع من قمته الأخيرة و تراجع بشكل كبير. الأنماط في كل مكان تنازلية بدون شك. فهل لا يعتبر هذا الأمر مؤشراًعلى أن الأسواق تبدو تنازلية في الأماكن الأخرى؟
السوق التنازلي مقابل التصحيح
ربما يكون أفضل تفسير لهذا الفصل هو حقيقة أن النمط متعدد الأشهر يمكن أن يعتبر "تصحيح" حتى إذا كانت ذروته هي قمة سوقية هامة. حسب التعريف التقني التقليدي، أغلبية الدول في تصحيح تنازلي لأسواقها التصاعدية طويلة الأجل. على سبيل المثال، مؤشر S&P500 قد يبدو تنازلياً جداً الآن، و لكن إن نظرت إلى الأجل الطويل و أخرجت رسم بياني متعدد السنوات، فإن التراجع الأخير في الأسعار ربما يبدو صغيراً و مؤقتاً. ألق نظرة على الرسم البياني للسنوات العشر الأخيرة:
تظهر الشمعة الأخيرة الشهر الحالي و هناك بالفعل تراجع حاد. و لكن، إن نظرت إليها ضمن السياق، ترى بأنها مجرد نقطة في نحرك تصاعدي هائل بدأ عام 2009 و أنتج زيادة بنسبة 200% في قمية المؤشر.
طرق أخرى لتحديد السوق التنازلي
ربما تكون الطريقة التقليدية بإنتظار تراجع بنسبة 20% في الأسواق المالية لإعتبارها تنازلية تجعل الأمر متأخراً جداً بحيث لا يعود مفيداً جداً. تظهر الدراسات التاريخية بأن التحركات التنازلية في أسواق الأسهم عادة ما تحدث بسرعة أكبر من التحركات التصاعدية، حيث أن قيمة الأسهم تميل للإرتفاع مع الوقت. و بالتالي، إن كنت تريد بيع الأسهم التي تمتلكها، إما من أجل تحقيق الأرباح أو للحماية من الخسارة، ربما يكون من الحكمة الإنتظار حتى يهبط السوق بنسبة 20% من قيمته من أعلى ذورة وصل لها أخيراً. قد يكون هناك الكثير من الأرباح التي سوف تضحي بها. لحسن الحظ، هناك بعض الطرق المختبرة الأخرى لتحديد بداية السوق التنازلي، و التي قمت بالتعرض لها في تقريري الأخير عن كيفية التداول بالأسهم بإستخدام طريقة ليفيرمور.
الطريقة الأولى هي إنتظار إغلاقين شهريين كلامها إما فوق أو ما دون المعدل المتحرك الشهري البسيط لـ 12 شهر، مشتقاً من أسعار الإغلاق الشهرية. المعدلات المتحرك يمكن أن تحدد تحولات السوق بشكل أسرع حيث أنها تنشئ مقياس نسبي، في حين أن مجرد الإعتماد على الأرقام الإعتباطية مثل التراجع بنسبة 20% من الذروة قد يعطي نتائج أكثر إعتباطية.
من خلال النظر إلى الرسم البياني أعلاه، فإن إستخدام هذه الطريقة كان ليجعلك تنازلي في مارس 2008، قبل أن تبدأ تصاعدياً مرة أخرى في أبريل 2009. كانت سوف تدخلك في السوق التنازلي بمقدار 200 نقطة كاملة قبل أن يحدث التراجع بنسبة 20%. و كانت بعد ذلك سوف تبقيك ف يوضع تصاعدي من أبريل 2009 حتى أوكتوبر 2011، عندما بدأت مرة أخرى بالإشارة إلى سوق تنازلي. إنتظار التراجع بنسبة 20% من الذروبة كان سوف يعطي نفس النتيجة. و بالتالي لم تكن هذه الطريق لتكون أفضل. طريقة المعدل المتحرك كانت سوف تجعلك تصاعدي مرة أخرى في مارس 2012، و سوف تكون ما زلت في السوق. و بالتالي خلال السنوات العشر الأخيرة، فإن طريقة المعدل المتحرك لـ 12 شهر كان لها أداء أفضل في هذا المؤشر في تحديد حالية السوق أكثر من قاعدة الـ 20% التقليدية.
وفقاً للتعريف التقليدي، يمكن أن نرى بأنه من العينة التقديرية لمؤشرات أسهم عالمية واسعة، يمكن القول عن 3 فقط بأنها تشير إلى أسواق تنازلية: الصين و البرازيل و كندا.
أخيراً، هناك طريقة أخرى معروفة تستخدم تقاطعات المعدلات المتحركة، بدلاً من الطريقة السابقة الموصوفة حيث السعر نفسه يجب أن يغلق فوق أو تحت معدل متحرك. تقوم هذه الطريقة بوضع المعدل المتحرك لـ 50 يوماً مقابل المعدل المتحرك لـ 200 يوم. السوق التصاعدي يقال بأنه يبدأ عندما يمر المعدل المترحك لـ 50 يوماً فوق المعدل المتحرك لـ 200 يوم. يعرف هذا الأمر "بالتقاطع الذهبي" أو "التقاطع التصاعدي". و بالعكس، السوق التنازلي يبدأ عندما يتحرك المعدل المتحرك لـ 50 يوماً ما دون المعدل المتحرك لـ 200 يوم، و تعرف بإسم "تقاطع الموت" أو "التقاطع التنازلي".
إذا ما نظرت إلى هذه الطريقة عند تطبيقها على نفس الإطار الزمني لنفس المؤشر، يمكننا أن نرى بانها تعطي نتائج مشابهة تقريباً لطريقة المعدل المتحرك لـ 12 شهر الموضحة سابقاً. يجب الملاحظة بأننا على حافة "التقاطع التنازلي".
الخلاصة
التعريف التقني التقليدي للسوق التنازلي أبطئ من أن يستخدم كطريقة توقيت في سوق من الأعلى-للأسفل بشكل فعال للتداول في الأسهم بوضعية تصاعدية أو تنازلية. أي من طرق المعدلات المتحركة الموضحة سابقاً تميل لأن تعطي نتائج أفضل. سوف تدخلك طريقة المعدلات المتقاطعة في حركات جيدة في وقت أبكر من الإغلاقين الشهريين المتتابعين، و لكنها كذلك سوف تدخلك في بعض الحركات المزيفة التي لا يمكن الإعتماد عليها و التي سوف تبقيك طريقة المعدل المتحرك لـ 12 شهراً خارجها.
