مومباي: هل بلغت أسعار النفط ذروتها بعد الارتفاع بنسبة 45% خلال الأشهر الأربعة الماضية؟ في حين أن معطيات السوق تدعم تراجع الأسعار، إلا ان المخاوف بشأن العرض تتزايد بسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط. من المرجح أن يستغرق بحث النفط الخام عن مستوى سعر مستقر وقتاً أطول من المتوقع وأن ينطوي على تقلبات.
لقد تم تداول خام برنت القياسي فوق مستوى 110 $ للبرميل في يونيو 2014 من حيث تراجع إلى مستوى 45 $ للبرميل في يناير من هذا العام نتيجة لنمو الإمدادات الذي فاق الطلب المتزايد. ولقد ارتفع السعر منذ شهر فبراير بشكل غير متوقع إلى ما فوق مستوى 65 %.
ولقد قال بنك جولدمان ساشس في تقرير الاسبوع الماضي ان الطفرة في أسعار النفط كانت أسرع من أن يتم الحفاظ عليها. ولقد نصح البنك زبائنه بتقليص ممتلكاتهم في شركات مثل شركة BP التي تنتج النفط الخام. ويمكن القول بان أسعار النفط متخمة بالإمدادات فعلاً حيث تظهر الأرقام الأخيرة أن الإنتاج العالمي يفوق الطلب بنحو 1.5 مليون برميل يومياً.
لقد أدى انخفاض عدد الحفارات العاملة في الولايات المتحدة إلى خفض انتاج النفط الخفيف (LTO) أو النفط المنتج من تشكيلات الصخر الزيتي. وفي ليبيا أدت الأزمة في البلاد أيضاً إلى تراجع صادرات البلاد من 1.6 إلى 0.2 مليون برميل يومياً. لقد أدى تراجع أسعار النفط بالشركات المنتجة للنفط مثل كونوكو فيليبس، BP، توتال وأوكسيدنتال بتروليوم إلى خفض ميزانياتها للاستكشاف والتنقيب لعام 2015.
ولقد قال هاري بأن تقلبات الدولار الأمريكي، التي تسببها التوقعات برفع سعر الفائدة، تؤثر أيضاً بشكل كبير على النفط الخام، وذلك لأن حركة الدولار تكون عادة عكسية لحركة أسعار النفط. وعلى هذا الأساس يعتقد البعض بأن الوضع الحالي الذي يتمير بوفرة الامدادات قد يتغير وبأن الأسعار قد ترتفع في الواقع.
ولقد قال انوج غوبتا، AVP (للبحوث التقنية)، شركة انجل للسلع: "يبدو أن أسواق النفط تستعد خلال عام 2015 للانتعاش على شكل حرف V وذلك بسبب هيمنة اضطرابات امدادات النفط على مسار السعر". وأضاف "حسب توقعاتنا نحن نتوقع أن ترتفع أسعار خام غرب تكساس الوسيط من 59.75 $ حالياً إلى 72 $، ونتوقع ارتفاع أسعار خام برنت من 65.4 $ للبرميل الى 78 $ خلال عام 2015".
تلعب أسعار النفط العالمية دوراً رئيسياً في التأثير على الاقتصاد الهندي وتحديداً على العجز المالي وعجز الحساب الجاري، بالإضافة إلى التضخم.