يبدو بأن قوة الدولار الأمريكي مترددة. شهد يوم الثلاثاء اليوم الأسوء للدولار مقابل العملات الرئيسية منذ أوكتوبر 2013.
يعزي المحللون التراجع إلى التقارير الإقتصادية الأخيرة و الت أظهرت ضعفاً في بعض المناطق المالية و وضعت السؤال حول قيام البنك الفدرالي برفع معدلات الفائدة. وفقاً لوجهة نظرهم، في حال تم تطبيق رفع معدلات الفائدة، فإن ذلك سوف يرسل رسالة للمستثمرين الذين راهنوا ضد اليورو لتغطية وضعياتهم القصيرة لشراء العملة، في تحرك يؤدي إلى إضعاف الدولار أكثر.
العامل الآخر الذي من الممكن أن نعزوا له تراجع الدولار هو المخاوف المحيطة بالدين اليوناني الكبير و كيفية تعامل الدولة معه. بعد إقتراح اليونان إنهاء المواجهة مع دائنيها يوم الثلاثاء، تراجع الدولار الأمريكي، الذي يقيس القوة النسبية للدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية، بقرابة 1% خلال اليوم في حين وصل اليورو إلى أعلى مستوى له خلال أسبوعين تقريباً مقابل الدولار عند 1.15340$.
"من الواضح بأن هذا مجرد موجة كبيرة من عمليات تغطية الوضعيات القصيرة التي تغذت على نفسها"، حسبما قال "ديفيد رودريجيز" الإستراتيجي الكمي في DailyFX.com، و التي هي وحدة وساطة فوركس للأفراد FXCM في نيويورك.
تحول يوم الأربعاء
بحلول يوم الأربعاء، تحولت الأمور. إرتد مؤشر الدولار مدعوماً بقفزة في عوائد الخزينة في أكبر إرتفاع يومي لها منذ أكثر من 14 شهراً، و على خلفية التوقعات بأن التقارير في وقت لاحق من اليوم تظهر بيانات إقتصادية إيجابية أكثر من الولايات المتحدة. مؤشر الدولار الأمريكي إرتفع بنسبة 0.25% و ثبت عند 93.826، حيث قام المستثمرون ببيع وضعياتهم الطويلة و تحصيل الأرباح.
و لكن العديد من المحللين يشككون فيما إذا كان هذا النمط التصاعدي سوف يستمر، و يعزون ذلك إلى الفروقات القائمة في السياسات المالية بين الولايات المتحدة و منطقة اليورو. قد تكون الآمال العالية بالنسبة لتعافي اليورو في تلاشي مع خسارة السياسة الجديدة في اليونان لقوتها.
شهد يوم الأربعاء تراجع اليورو إلى 1.1450$ و لكن بقي أعلى من أدنى مستوى له خلال 11 عام و الذي وصل له الأسبوع الماضي عند 1.1098$.
قال "جيرمي ستريتش"، رئيس إستراتيجيات العملات لدى CIBC World Markts :"لقد شهدنا إهتزاز بعض وضعيات الدولار الثابتة و إضاءة وضعيات اليورو القصيرة على آمال الصفقة اليونانية".
وفقاً لستريتش، "تبقى التداولات على الدولار في محلها و إذا ما إستمرينا سوف نرى بيانات وظائف جيدة بالإضافة إلى تحسن الدخول في الولايات المتدة خلال الأيام القادمة و التي من الممكن أن تعيد القوة للدولار".
البيانات التي سوف يعلن عنها هذا الأسبوع، و هي رواتب القطاع الخاص الشهرية من ADP و أرقام ISM الغير صناعية اليوم، و بيانات رواتب القطاعات الغير زراعية الأمريكية يوم الجمعة، من الممكن أن تأتي بدرجة جيدة من الإستقرار مرة أخرى للدولار.