اخفضت اسعار الذهب خلال الاسابيع القليلة الماضية على اثر عدة اسباب اهمها المشكلة القبرصية, حيث اعلنت قبرص عن انها من المحتمل ان تبيع حوالي 400 مليون دولار من احتياطي الذهب لديها لتقوم بتسديد ديونها والحصول على خطة الانقاذ الاوروبية بواقع 10 مليار يورو في الوقت الحالي. لكن قبرص لم تقوم ببيع الذهب الى الان, لكن اسعار الذهب انخفضت على اثر الحديث فقط عن بيع قبرص للذهب.
من جهة اخرى, لازالت هناك اسباب اخرى ادت الى انخفاض الذهب, حيث انه وبعد بداية المشكلة القبرصية, وتحديد الاموال التي تستطيع الشركات والافراد سحبها من البنوك, وهو ما ادى الى تخوف شركات الاستثمار من ان يحصل نفس السيناريو في دول اخرى, وهو الشيء الذي ادى ايضا الى اتباع سياسة رفع مقدار السيولة لديهم من خلال بيع حيازاتهم من الذهب لتوفير سيولة كافية للعملاء في ما لو تم الاعلان عن اي اجراءات من هذا النوع.
كما ان معظم الانخفاضات التي حصلت خلال الاسابيع القليلة الماضية تعود الى مضاربات قوية, ولم نشهد عقود بيع كبيرة للذهب خلال الاسبوع الماضي بالتحديد بدليل تقرير هيئة العقود الاجلة الامريكية والتي لم تظهر تغيرا كبيرا في عقود بيع الذهب خلال الاسبوع الماضي في بورصة شيكاغو للسلع, كما يعود ايضا سبب الانخفاض الكبير ما دون مستويات 1500 دولار بسبب تفعيل اوامر وقف كبيرة لصناديق استثمار وتحوط وحتى البنوك.
في الوقت الحالي, عود الاستقرار لاسواق السلع مطلوبة, وبالنظر الى التاريخ, لا يمكن ان نصل الى مرحلة ان نقول فيها ان الذهب قد فقد بريقه, او ان ارتفاع اسعار الذهب خصوصا هو فقاعة زمينة وتنتهي, وذلك حيث ان معدلات التضخم ستبقى موجودة والتحوط من التضخم سيبقى دائما في شراء الذهب من قبل الحكومات والبنوك المركزية, الا في ما لو تم التوصل الى بديل جديد عن الذهب وهو شيء مستحيل, لانه لا يوجد شيء اخر اهم من الذهب حول العالم, كما ان النظام المصرفي مبني على الذهب, وعليه, لا يمكن الاستغناء عنه في اي وقت كان.
مستويات الدعم المهمة لاسعار الذهب الان تكمن في مستويات 1360 دولار ومستويات 1290 دولار, حيث ان اختراقها من المتوقع ان يؤدي الى مزيد من الانخفاضات, وهو ما نستبعده في الوقت الحالي على الاقل. اما مستويات المقاومة تتمركز عند مستويات 1450 دولار والتي تشكل مستويات التصحيح بواقع 50% من اخر انخفض حصل للذهب.