تخلى الذهب عن الأرباح المبكرة التي حققها اليوم الجمعة وتوجه نحو تحقيق أكبر خسارة أسبوعية له منذ شهر ديسمبر بعد أن دفعت المخاوف المتنامية من التباطؤ الإقتصادي العالمي بالسلع الأساسية المستثمرين إلى البحث عن الأمان في الدولار الأمريكي.
خسر الدولار بعضاً من جاذبيته كعملة آمنة بعد الفوضى التي أصابت سوق المالية نتيجة أزمة الديون الممتدة في أوروبا وقرار البنك الإحتياطي الفدرالي للقيام بخطوة متواضعة فقط لدعم النظام، مما أجبر المستثمرين إلى تحويل السبائك الذهبية إلى نقود لتغطية الخسائر. ولكن مع إستمرار تراجع التعافي الإقتصادي الأمريكي، إرتفاع معدلات البطالة إلى 8.2% وإستمرار أزمة الديون الأوروبية، كان لا يزال هناك أمل بأن يقوم البنك الإحتياطي الفدرالي بإتخاذ المزيد من الخطوات غير التقليدية، بما في ذلك جولة ثالثة من برنامج شراء السندات طويل الأجل المعروف بإسم "التيسير الكمي".
لقد إرتفع الذهب في بداية التداول إلى ما يقارب 1,568$ للأونصة قبل أن يتراجع إلى المستوى 1,565.26 عند الساعة 03:30 بتوقيت غرينيتش، حيث تراجع بنسبة 2.5%، بتغيير طفيف عن جلسة يوم الخميس، هذه النسبة تعتبر أعلى نسبة تراجع له في يوم واحد منذ شهر فبراير بعد أن أوقف البنك الإحتياطي الفدرالي إطلاق جولة أخرى من التيسير الكمي.
لا تزال الأسواق تحسم إحتمالية قيام البنك بتبني المزيد من إجراءات السياسة لدعم النمو، حسب ما قال "جيريمي فريسن" إستراتيجي السلع الأساسية في "سوسيتي جينيرال" في هونج كونج. حيث قال "لكننا نعتقد أنه يجب أن يكون هناك المزيد. بغض النظر عما يحدث في أوروبا، يجب أن يكون هناك المزيد من التحفيز".
الجولات السابقة من شراء الأصول من قبل البنك الفدرالي الأمريكي بهدف خفض معدلات الفائدة وتحفيز الإقتصاد، أدت إلى إضعاف الدولار الأمريكي، مما أدى إلى رفع أسواق الأسهم العالمية وحث المستثمرين على التوجه نحو الذهب كنوع من التحوط ضد التضخم. وقد وصل الذهب إلى مستوى قريب من 1,920$ عام 2011، عندما تحول المستثمرون إليه كملاذ آمن خلال أزمة الديون الأوروبية. ولكن هذا العام، تسبب التراجع في الأسواق الأخرى بدفع المستثمرين لبيع الذهب مقابل الحصول على النقد مما أدى إلى خفض الأسعار إلى أدنى مستوياتها خلال 4 أشهر عند 1,527$ خلال منتصف شهر مايو.
تراجعت أسواق الأسهم الآسيوية خلال جلسة يوم الجمعة، ولكن الدولار صمد قريباً من أعلى مستوياته لمدة أكثر من أسبوع مقابل سلة من العملات الرئيسية بعد قيام وكالة مودي بتخفيض التصنيف الإئتماني المتوقع منذ فترة للبنوك العالمية الرئيسية. جائت هذه التحركات بعد تراجع قطاع الصناعة الصينية للشهر الثامن على التوالي، إنكماش الأنشطة التجارية في منطقة اليورو للشهر الخامس على التوالي ونمو الصناعة الأمريكية بأدنى مستوى لها خلال 11 شهراً.
دفعت أسعار الذهب المتدنية عملية الشراء من قبل تجار المجوهرات في هونج كونج، على الرغم من أن الحجم المتدني يشير إلى أن المستهلكين كانوا ينتظرون المزيد من التراجع. أشار أحد التجار في هونج كونج: "هناك صائدوا الصفقات الممتازة اليوم، ولكني أعتقد بأنهم ليسوا أشداء. كما أننا رئينا صناع المجوهرات والمضاربين في السوق المادي. أعتقد أن مستوى 1,520$ سوف يكون مستوى دعم جيد للذهب". وأضاف "أعتقد بأن الجولة الثالثة من التيسير الكمي محتملة إذا كان الإقتصاد سيئ جداً".
إنتظر المستثمرون إصدار بيانات "لجنة تداول عقود السلع الأساسية الأمريكية" في وقت لاحق من اليوم للحصول على المزيد من الإشارات بشأن ميول المستثمرين إتجاه السبائك. كما رفع مدراء المال الطول الصافي الخاص بهم في الذهب بمقدار 1,258 حصة، أو ما يعادل 1% إلى 99,684 حصة في أسبوع 12 يونيو، حيث أدت إشارات التباطؤ الإقتصاد الأمريكي وأزمة الديون الأوروبية إلى زيادة التوقعات بشأن التحفيز المالي من البنوك المركزية حول العالم.