حافظ الدولار الأمريكي على إستقراره أمام باقي العملات العالمية خلال الأسبوع الماضي, وذلك في ظل عدم تأكيد الفدرالي الأمريكي على أن هناك خطة لمزيد من التيسير الكمي في الولايات المتحدة الأمريكية, خصوصاً بعد الأرقام السيئة من قطاع الوظائف الأمريكية خلال بداية شهر يونيو الحالي, وهو ما أدى إلى التأثير على الدولار الأمريكي ببعض الإيجابية القليلة, لكن الدولار الأمريكي قد إنخفض بشكل متوسط خلال بداية الأسبوع, وذلك بسبب الأخبار حول إسبانيا من جديد, وأنها ستقوم بطلب معونات لحوالي 100 مليار يورو للحفاظ على نظامها المصرفي, لكن الدولار الأمريكي حافظ على التوازن والإستقرار إلى الآن, والمؤشرات التقنية وتحليل الأسواق المشتركة يشير إلى إحتمالية ضعف الدولار خلال الأسبوع الحالي لفترة وجيزة قبل العودة إلى الإرتفاع وإستمرار الإرتفاع خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
أهم ما يجب متابعته خلال الفترة المقبلة يكمن في ثلاث أحداث مهمة, الأول خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي, حيث ننتظر جميعا نتائج الإنتخابات اليونانية, وفي حال فوز اليساريين سيكون هذا بمثابة شيء سلبي لليورو والإتحاد الأوروبي ويزيد من إحتمالية خروج اليونان من الإتحاد الأوروبي. أما الحدث الثاني وهو التوضيح حول المساعدات الإسبانية للبنوك, والأخير هو قرار البنك الإحتياطي الفدرالي الأمريكي حول الفائدة والذي من خلاله من الممكن الإعلان عن المزيد من التيسير الكمي.
أما بالنسبة إلى النظرة المتوسطة والطويلة بالنسبة لليورو لا تزال سلبية على معظم المستويات, لكن من المتوقع أن نشهد بعض التصحيح أولاً خلال الفترة الحالية, والتي من الممكن أن تصل إلى مستويات 1.26 وحتى 1.27 تقريباً, أما على المستوى المتوسط والطويل, لا نزال نعتقد أن هناك فرصة للوصول إلى ما دون مستويات 1.20 وحتى الوصول إلى مستويات 1.18.
أرقام عقود الشراء والبيع الاخيرة من هيئة العقود الآجلة الأمريكية أظهرت إستمرار الإرتفاع في عقود البيع على اليورو بشكلٍ عام مع إنخفاض عقود الشراء بشكل كبير, مما أدى بطبيعة الحال إلى إنخفاض الفارق ما بين عقود الشراء إلى عقود البيع, وذلك بعد إرتفاع عقود البيع إلى أعلى مستوياتها في التاريخ من جديد, وهذا ما يدعم إستمرارية إنخفاض اليورو أيضاً خلال الفترة المقبلة, من جهة أخرى أيضاً, أظهر نفس التقرير إرتفاع عقود الشراء على الدولار الأمريكي بشكل كبير, مع إنخفاض عقود البيع بشكل ملفت نوعاً ما.
الرسومات التالية تبين ما تكلمنا عنه, الأول يظهر عقود الشراء والبيع والفارق بينهما لليورو الأوروبي, والرسم البياني الثاني يظهر نفس المؤشرات لكن للدولار الأمريكي.