منذ بداية العام الحالي والدولار الأمريكي يرينا المزيد من الإرتفاعات والقوة حيث توجه المستثمرون للدولار الإمريكي كملاذ آمن للإستثمار فضلاً عن الذهب والسلع التي إنخفضت بسبب سحب السيولة منها أو إستخدامها كأحد الوسائل لرفع كبية جيدة من السيولة عبر البيع على المكشوف ومن ثم الشراء للتحوط من جديد في المستقبل.
يتداول الدولار الأمريكي منذ حوالي العام 2008 إلى الأن في دورة حياة متطابقة تقريباً حصلت منذ ذلك الوقت إلى الآن وكما هو موضح على الرسم البياني أدناه:
كما يظهر على الرسم أعلاه, فإن كل دورة للدولار الأمريكي تكون من قاع وقمة ومن ثم يعود إلى قاع جديد وهكذا, وذلك حصل على فترتين متتاليتين, الأولى من منتصف العام 2008 حتى نهاية العام 2009, ومن نهاية العام 2009 إلى منتصف العام 2011, والأخيرة من منتصف العام 2011 إلى الآن, بينما المستويات التالية التي من الممكن أن يستهدفها الدولار الأمريكي هي خط الإتجاه المنخفض على المستوى الطويل والذي يتمركز حالياً عند مستوى 87.50 تقريباً على مؤشر الدولار الأمريكي, ومن الناحية الإقتصادية, فإن الإقتصاد الأمريكي لا يزال مستقر وفي نمو متوالي لكن بشكل بسيط جداً, لكنه على الأقل أفضل من باقي الإقتصادات وخاصة الأوروبية منها.
الإشارات الحالية سواء الإقتصادية أو التقنية, تشير إلى إحتمالية إستمرار الدولار الأمريكي بالإرتفاع خلال الفترة المقبلة, حيث أننا شاهدنا المستثمرين يعودون إلى شراء الدولار الأمريكي كملاذ آمن للإستثمار وتفضيل الدولار الأمريكي عن الذهب, دلائل على توجه المستثمرين نحو الدولار وإستغنائهم عن الذهب.
الرسم البياني الموضح أعلاه هو رسم يوضح عدد عقود الشراء والبيع للدولار الأمريكي بشكل عام بالإضافة إلى صافي الفرق ما بين عقود الشراء إلى البيع, وهذه المعلومات نأتي بها عن طريق هيئة العقود الأجلة الأمريكية CFTC وهذه الأرقام هي أرقام العقود المتواجدة للمستثمرين لدى بورصة شيكاغو فقط.
اللون الأخضر يشير إلى عقود الشراء, والتي إرتفعت خلال الأسبوع الماضي إلى مستويات تاريخية, وهذا ما يشير إلى إستخدام الدولار الأمريكي كملاذ آمن للإستثمار, بينما لا يزال الفارق بين عقود الشراء وعقود البيع إيجابي أيضاً وفوق مستويات الصفر, أي ان الشراء لازال أكثر ويتغلب على البيع.
أما عن الذهب, فشهدنا إنخفاضه خلال الفترة الماضية بشكل كبير, ويعود السبب إلى توجه المستثمرين أولاً إلى الدولار الأمريكي من جديد, بالإضافة إلى بيع الذهب على المكشوف للإستفادة من الإنخفاضات ورفع مقدار جيد من السيولة للتحوط من جديد عبر شراء الذهب في المستقبل نتيجة لما سيحصل في الإتحاد الأوروبي من أزمات متتالية والتي من غير الواضح أن الحل سيكون قريب المنال.
الرسم البياني أعلاه يوضح نفس المعلومات, اللون الأخضر يشير إلى إنخفاض عدد عقود الشراء على الذهب في بورصة شيكاغو طوال فترة الثلاث أشهر الماضية بالإضافة إلى إرتفاع عقود البيع باللون الأحمر خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وهذا ما يعني فعلياً إحتمالية إستمرار الذهب بالإنخفاض ويفسر أيضاً إنخفاض الذهب خلال الفترة الماضية, وذلك لأن تداولات الذهب لا تزال خاضعة لنظرية العرض والطلب إلى الآن.
أخيراً بالنسبة للعملة الأوروبية الموحدة اليورو, فلقد إرتفعت أيضاً عقود البيع على اليورو بشكل عام خلال الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى لها في التاريخ كما هو موضح على الرسم أدناه, كما إنخفض الفارق ما بين عقود الشراء إلى عقود البيع إلى مستويات تاريخية متدنية أيضاً, مما يعني عدم رغبة المستثمرين بحمل المزيد من المخاطر إتجاه اليورو والتخلي عنه خلال المرحلة الحالية والمقبلة.
في حال صدقت توقعاتنا حيال الدورة العامة للدولار الأمريكي, ومع دلائل تخلي المستثمرين عن اليورو وعن الذهب بإتجاه الدولار الأمريكي من جديد, فمن المتوقع أن نرى المزيد من الإنخفاضات في اليورو مقابل الدولار الامريكي إلى مستويات 1.20 على الأقل, ونضع توقعاتنا بإتجاه مستوى 1.1877 بالضبط والذي من الممكن رؤيته خلال شهر يونيو المقبل.