تحقيق الصين فائضًا تجاريًا تجاوز حاجز التريليون دولار يشير بلا شك إلى قوة قطاعها الصناعي، وقدرتها العالية على المنافسة في الأسواق العالمية، لكنه في الوقت نفسه؛ يضع بكين أمام تحديات متزايدة ويثير مخاوف واسعة لدى شركائها التجاريين. هذا المستوى غير المسبوق، لم يعد ينظر إليه فقط كنجاح اقتصادي، بل كمؤشر على اختلالات أعمق في هيكل الاقتصاد الصيني.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
فالنمو المتسارع للصادرات جاء في مقابل تراجع نسبي في الطلب المحلي، ما يعزز اعتماد الصين على الأسواق الخارجية كمحرك رئيسي للنمو. ومع تدفق السلع الصينية بكثافة إلى مختلف الدول، تتراكم الضغوط السياسية والاقتصادية، وتتعالى الدعوات في بعض الاقتصادات الكبرى؛ لاتخاذ إجراءات فورية؛ لحماية الصناعات المحلية من المنافسة الشديدة.
وفي يتعلق بالشأن الداخلي، يرى محللون وفقًا لـ الرؤية الفنية أن استمرار هذا النموذج قد يحد من نمو الاستهلاك المحلي، ويجعل الاقتصاد أكثر عرضة للتقلبات الخارجية. أما على الصعيد العالمي، فإن هذا الفائض الضخم يفاقم اختلالات التجارة الدولية، كما ويزيد احتمالات تصاعد التوترات التجارية في وقت لا يزال فيه الاقتصاد العالمي يعاني من هشاشة واضحة.
وبينما تؤكد بكين أن أرقام التجارة تظهر قوة اقتصادها، تتعالى الدعوات لإجراء تحول تدريجي نحو نموذج نمو أكثر توازنًا، يهدف إلى تعزيز الطلب الداخلي وتقليص الاعتماد على التصدير، بأسلوب من شأنه تخفيف الضغوطات على الصين، ناهيك عن تحقيق قدر أكبر من الاستقرار للاقتصاد العالمي.
