مازالت الروبية الهندية تواجه ضغوطات ملحوظة في سوق العملات، يتزامن ذلك مع اقترابها من أدنى مستوياتها التاريخية أمام الدولار الأميركي، الأمر الذي دفع تكاليف التحوط إلى الارتفاع بشكل واضح خلال الأيام الماضية.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
علمًا بأن هذا الارتفاع يشير إلى حالة من القلق المتزايدة لدى المستثمرين بشأن المسار المستقبلي للعملة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تزيد من احتمالات استمرار ضعف الروبية خلال الفترة القادمة.
وبحسب التحليلات في السوق المالية، تشير إلى أن المؤسسات والمستثمرين أصبحوا أكثر حرصًا على استخدام أدوات التحوط؛ لحماية استثماراتهم من أي تقلبات مفاجئة في سعر الصرف.
حيث وصلت تكاليف هذه الأدوات إلى أعلى مستوياتها منذ أشهر، الأمر الذي يؤكد على أن السوق يتوقع مزيدًا من التراجع المحتمل في قيمة الروبية. ويعزى ذلك إلى عدة عوامل، من بينها: زيادة الطلب على الدولار داخل الهند، ورفع تكاليف الاستيراد، وضغط أسعار الطاقة العالمية على الميزان التجاري.
وفي سياق متصل، ساهمت السياسة النقدية المتشددة في الولايات المتحدة والأسواق الكبرى في تحسين جاذبية الدولار مقارنة بالعملات الناشئة، الأمر الذي زاد الضغط على الروبية ودفع المستثمرين الأجانب إلى إعادة تقييم مراكزهم الاستثمارية. ورغم تدخلات البنك المركزي الهندي؛ لمحاولة الحد من التقلبات، فإن الأسواق لا تزال تسعر سيناريو استمرار الضعف خلال المدى القريب.
وفي ضوء ذلك، يرجح محللون أن مستقبل الروبية سيتحدد وفق عدة عوامل أساسية، منها: اتجاه أسعار النفط وتدفقات الاستثمار الأجنبي وسياسات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. وفي ظل هذا المشهد المليء بالتقلبات، فإنه من الواضح أن تكاليف التحوط المرتفعة ستظل جزءًا أساسيًا من المشهد المالي في الهند خلال الفترة المقبلة.
