مع اقتراب نهاية العام، سجلت أسعار الذهب زيادة تصل إلى نحو 66% منذ بداية السنة، مما يجعلها في طريقها لتحقيق أكبر ارتفاع سنوي منذ عام 1979. وقد جاء هذا الارتفاع مدعوماً بعوامل متعددة، بما في ذلك عمليات الشراء الكبيرة من البنوك المركزية، وزيادة الاستثمارات في الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب، إلى جانب تيسير السياسات النقدية العالمية والتوترات في مناطق مختلفة حول العالم.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
التعافي السريع في جلسة الثلاثاء
شهدت تداولات يوم الثلاثاء ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الذهب، حيث زادت عقود الذهب الفورية بنسبة 1.26% لتصل إلى 4386.21 دولاراً للأوقية، في حين صعدت عقود الذهب الآجلة بنحو 1.35% مسجلة 4402.30 دولاراً للأوقية. وجاء هذا الارتفاع بعد خسائر حادة تجاوزت 4% في الجلسة السابقة، والتي كانت الأسوأ يومياً منذ منتصف أكتوبر، نتيجة عمليات جني أرباح واسعة.
عوامل الدعم من التطورات العالمية
ساهمت عدة أحداث في تعزيز الطلب على الذهب كأصل آمن. ففي الشرق الأوسط، أجرت السعودية غارات جوية استهدفت مخازن أسلحة مرتبطة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات والذي يهدف إلى استعادة استقلال جنوب اليمن ضمن حدود ما قبل 1990. ورداً على ذلك، أعلنت اليمن حالة طوارئ لـ90 يوماً، مع إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات، وفرض حصار جوي وبحري وبري لمدة 72 ساعة. كما أضاف تهديد الرئيس الأمريكي لإيران بتدمير برنامجها النووي إذا حاولت إعادة بنائه، مزيداً من الضغط على المنطقة، مما دفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب.
وفي سياق آخر، اتهمت روسيا أوكرانيا بمحاولة استهداف مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين، مع تعهد بالرد، الأمر الذي قلل من التفاؤل حيال اتفاق سلام محتمل بعد مناقشات وصفت سابقاً بالإيجابية.
التوقعات المرتبطة بالسياسة النقدية
يترقب المتداولون صدور محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لشهر ديسمبر مساء الثلاثاء، وسط تسعير لـ احتمال خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل. ومن المعروف أن الأصول غير المدرة للعائد، مثل الذهب، تستفيد عادة من بيئة فوائد منخفضة، مما يعزز جاذبيتها للمستثمرين.
ملخص الخبر
شهد الذهب تعافياً قوياً بنسبة تزيد عن 1% في تداولات الثلاثاء بعد خسائر حادة سابقة، مدعوماً بتوترات في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، وتوقعات خفض فوائد أمريكية، مما يدفعه نحو أفضل أداء سنوي منذ 1979 مع مكاسب تصل إلى 66%.
