يشهد سوق النفط حالياً تداولات عند مستوى 62 دولاراً للبرميل تقريباً، بعد أن انخفضت الأسعار مؤقتاً دون 60 دولاراً ثم عادت للصعود بسرعة خلال الأيام الأخيرة. يرى خبير النفط محمد الشطي أن هذا السلوك يؤكد أن 60 دولاراً أصبح الحد الأدنى الذي يقاوم السوق الهبوط تحته، وهو نطاق فني ثابت. كما يحصل هذا المستوى على دعم إضافي من التطورات في فنزويلا، بالإضافة إلى هدوء نسبي في الأسواق الآجلة مع اقتراب انتهاء العام، مما يقلل من التقلبات الكبيرة حتى تظهر إشارات أوضح في بداية 2026.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
توقعات العرض والفائض في العام المقبل
يتوقع المحللون فائضاً في سوق النفط خلال العام القادم يتراوح بين مليوني وأربعة ملايين برميل يومياً. ومع ذلك، فإن حركة المخزونات ستكون العامل الأساسي في تحديد مستويات العرض الفعلية. إذا بقي الفائض عند مليوني برميل يومياً أو أقل، فسيساهم ذلك في دعم الأسعار وتعزيز الاستقرار. من جهة أخرى، يراقب السوق هيكل الأسعار لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط، وإمكانية تحولها إلى حالة الكونتانغو حيث ترتفع أسعار العقود الآجلة فوق السعر الفوري.
عوامل الطلب وإمدادات روسيا المحتملة
لم يسجل سوق النفط طلباً قوياً خلال العام الجاري، لكن هناك إشارات إيجابية محتملة لتحسن الطلب، خاصة من الصين التي تواصل تعزيز مخزونها الاستراتيجي من خلال بناء مرافق تخزين جديدة وشراء كميات لأغراض التخزين. أما بالنسبة للإمدادات الروسية، ففي حال التوصل إلى اتفاق سياسي بين موسكو وأوكرانيا برعاية أمريكية يؤدي إلى رفع العقوبات الغربية، ستزداد الإمدادات النفطية بشكل ملحوظ. روسيا قادرة فنياً على إعادة إنتاجها إلى مستوياته الطبيعية بسهولة، كما أن ناقلات كثيرة محملة بالنفط الروسي والإيراني تبحث حالياً عن أسواق نهائية، مما يضع ضغط إضافي على الأسعار. وصول هذه الإمدادات إلى أسواق مثل الصين والهند سيتم بسلاسة، لكن التحدي الأكبر يبقى في التوصل إلى التفاصيل السياسية للاتفاق.
النفط الصخري الأمريكي يفقد زخم النمو
رغم وصول الإنتاج الأمريكي إلى مستويات قياسية عند 13.8 مليون برميل يومياً وفقاً لأحدث البيانات الشهرية، إلا أن النفط الصخري لم يعد يمثل مصدر القلق الرئيسي لزيادة المعروض كما كان سابقاً. يتوقع الشطي أن الإنتاج الأمريكي قد بلغ ذروته أو اقترب منها جداً، وسيشهد استقراراً أو تراجعاً طفيفاً في العام المقبل بدلاً من النمو المستمر. وبالتالي، لن تشكل الزيادات الجديدة من النفط الصخري ضغطاً كبيراً على الأسواق، رغم استمرار الحجم الكلي للإنتاج الأمريكي في كونه جزءاً مهماً من الإمدادات العالمية.
ملخص الخبر
تحافظ أسعار النفط على تداولات فوق 60 دولاراً (حوالي 62 دولاراً حالياً) بعد هبوط مؤقت، مدعومة بتطورات في فنزويلا وهدوء الأسواق الآجلة. يتوقع فائض عرض بين 2-4 ملايين برميل في 2026، لكن حركة المخزونات ستحدد الاستقرار. الطلب قد يتحسن من الصين، بينما عودة إمدادات روسية محتملة ستزيد المعروض إذا رفعت العقوبات. أما الإنتاج الصخري الأمريكي فقد وصل ذروته تقريباً ولن يضيف زيادات كبيرة جديدة.
