في ظل توازن هش بين عوامل الدعم والضغط، حافظت أسعار النفط على استقرارها ضمن نطاق 60-65 دولاراً للبرميل، مع اقتناع الأسواق بأن الإمدادات العالمية لن تواجه اضطرابات كبيرة خلال الفترة المقبلة. ويأتي هذا الاستقرار بعد تراجع ملحوظ من مستوى 85 دولاراً في بداية عام 2025، ثم إلى 70 دولاراً، قبل أن تستقر حالياً عند هذا الحاجز الفني الذي يراه المحللون مستوى توازن مقبولاً.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
عاملان رئيسيان يحكمان حركة الأسعار
أكد خبير النفط محمد الشطي أن السوق تتأثر بعاملين أساسيين متعاكسين. الأول يتمثل في تعثر محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، ما يدفع الأسعار للأعلى كلما زادت حدة التوترات. أما العامل الثاني فيتمثل في وفرة الإمدادات العالمية، حيث يؤدي أي تقدم في المفاوضات مع روسيا إلى توقعات فورية بزيادة التدفقات، وبالتالي انخفاض الأسعار بشكل مباشر. ولهذا السبب، تظل الأسعار حساسة لأي خبر سياسي يتعلق بروسيا أو فنزويلا.
الطلب ينمو بمليون برميل يومياً والإمدادات محمية
سجل الطلب العالمي على النفط نمواً سنوياً ثابتاً يقترب من مليون برميل يومياً، بينما لم تتأثر الإمدادات فعلياً بأي نقص حقيقي رغم العقوبات على روسيا ومشاكل صناعة التكرير. وفي فنزويلا، يستمر الإنتاج عند 1.1 مليون برميل يومياً دون تهديدات واضحة، لأن أي استهداف للمنشآت سيرفع الأسعار بقوة، وهو أمر تتجنبه الأطراف الدولية.
الأسواق تتجاهل التوترات وتثق بالإمدادات
رغم تصاعد المخاطر السياسية، بقيت الأسعار ضمن نطاق ضيق، لأن الأسواق باتت مقتنعة بأن الإمدادات لن تتعطل. وتؤكد عقود برنت الآجلة لعامي 2026 و2027 تداولها حول 62 دولاراً، ما يعني أن المستثمرين يراهنون على استمرار هذا النطاق لسنوات قادمة. كما أن الإدارة الأمريكية أرسلت إشارات واضحة برغبتها في أسعار منخفضة، وتفضل رؤية البرميل عند 50 دولاراً، وهو ما ساعد في كبح أي صعود كبير.
ملخص الخبر
أسعار النفط تستقر حالياً بين 60 و65 دولاراً للبرميل، مدعومة بنمو الطلب بمليون برميل يومياً، ومحمية بإمدادات وفيرة من روسيا وفنزويلا (1.1 مليون برميل يومياً). تعثر مفاوضات روسيا يدعم الأسعار، بينما وفرة الإمدادات وثقة الأسواق تحول دون أي نقص فعلي، مع توقعات ببقاء هذا النطاق حتى 2026-2027 وعقود برنت الآجلة عند 62 دولاراً.
