في ظل تزايد الإنتاج الأميركي وتراكم المخزونات حول العالم، تواجه أسواق النفط تحديات كبيرة من جانب العرض الزائد. قال فهد بن جمعة، الذي شغل سابقاً عضوية لجنة الاقتصاد والطاقة في مجلس الشورى السعودي، إن الضغط الرئيسي يأتي من كميات النفط المتوفرة بكثرة، وليس من انخفاض الاستهلاك. وأوضح في حديثه مع "العربية Business" أن الأسعار شهدت انخفاضاً أسبوعياً يتجاوز 2%، رغم صعود قصير في نهاية الأسبوع السابق. يرجع ذلك إلى فائض المعروض الذي يفوق نمو الطلب العالمي.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
الصين تشهد تراكم مخزونات هائل
ركز بن جمعة على الوضع في الصين، حيث ارتفعت الواردات النفطية بنسبة 2.8% خلال أكتوبر الماضي. لكنه حذر من أن هذا الارتفاع لن يدوم، إذ ستشهد الأشهر القادمة انخفاضاً في الاستيراد بسبب إغلاق المصافي لأعمال الصيانة الدورية، بالإضافة إلى ضعف الطلب داخل السوق المحلية. نتيجة لذلك، ستزداد المخزونات الصينية، مما يزيد حالة الفائض العالمي ويضعف استقرار الأسعار.
العقوبات الأميركية لم تعد تؤثر كثيراً
أكد بن جمعة أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا وإيران فقدت جزءاً كبيراً من فعاليتها. استطاعت هذه الدول الحفاظ على تصدير نفطها دون توقف كبير، بفضل طرق بديلة للتجارة. كما أظهرت إدارة الرئيس ترامب بعض التساهل في تطبيق هذه العقوبات، مما جعل الأسواق تتجاهلها إلى حد كبير وتعتبرها جزءاً من الواقع المعتاد. هذا التطور يقلل من أي تأثير محتمل على توازن العرض والطلب.
السيطرة على الإنتاج هي المفتاح للاستقرار
حدد بن جمعة أن مستقبل أسواق النفط يعتمد بشكل أساسي على قدرة الدول المنتجة على تقليص الكميات المطروحة في السوق. الطلب العالمي يتأثر ببطء بسبب عوامل اقتصادية متنوعة، لكن التحكم في الإنتاج يبقى العامل الحاسم لاستعادة التوازن. في الرياض، يتابع الخبراء هذه التطورات عن كثب، مع التركيز على كيفية مواجهة الزيادة في الإمدادات الأميركية والمخزونات المتضخمة في آسيا. يظل السوق عرضة لتقلبات إضافية إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة لضبط العرض، مما يهدد بمزيد من الانخفاض في الأسعار خلال الفترة المقبلة.
ملخص الخبر
أسواق النفط تعاني من فائض عرض بسبب زيادة الإنتاج الأميركي وتراكم المخزونات في الصين و. الأسعار للنفط الخام انخفضت أسبوعياً بنسبة تزيد عن 2% رغم صعود مؤقت. كما ان العقوبات الأميركية على روسيا وإيران فقدت تأثيرها مع استمرار التصدير.
