شهدت أسواق الذهب العالمية يوم الثلاثاء انخفاضاً حاداً في الأسعار، حيث خسر المعدن النفيس أكثر من 5% من قيمته في جلسة تداول واحدة، وسط تصاعد قوة الدولار الأمريكي وانحسار الإقبال على الأصول الآمنة. هذا الهبوط المفاجئ جاء بعد فترة من الارتفاعات القوية التي شهدها الذهب، مما دفع الأسواق للتفاعل مع تغيرات جديدة في تدفقات الاستثمارات العالمية.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
تراجع سعر الذهب بأكثر من 225 دولاراً للأوقية، ليصل إلى حوالي 4127 دولاراً، بعد أن سجل أمس مستويات قياسية تجاوزت 4380 دولاراً. يعزو المحللون هذا الانخفاض إلى عمليات بيع مكثفة قام بها المستثمرون لجني الأرباح بعد الارتفاعات الأخيرة. كما ساهم تحول اهتمام المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية، بدلاً من الذهب، في تقليص الطلب على المعدن الأصفر.
ارتفاع الدولار الأمريكي بنسبة 0.30%، ليصل إلى 98.89 نقطة، زاد من الضغط على أسعار الذهب، حيث تؤثر قوة الدولار عكسياً على قيمة المعدن المقوم به. أدت البيانات الاقتصادية الإيجابية في الولايات المتحدة إلى تعزيز الثقة بالدولار، مما دفع المستثمرين لإعادة تقييم استثماراتهم، مفضلين الأصول المرتبطة بالنمو الاقتصادي.
تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول توقعاته بتوقيع اتفاق تجاري مع الصين ساهمت في تهدئة الأسواق وتقليل التوترات التجارية، مما قلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن. هذه التصريحات دعمت ارتفاع الدولار، خاصة مع عودة التفاؤل بتحسن العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين.
ومع اقتراب قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، يرى الخبراء أن هذا الانخفاض يمثل تصحيح طبيعي بعد مكاسب الذهب المتتالية. إذا أشار الفيدرالي إلى استمرار سياسة نقدية صارمة، قد يواجه الذهب مزيداً من الانخفاض. وعلى العكس، إذا تلمح إلى خفض الفائدة، قد يستعيد الذهب زخمه.
الخلاصة، انخفض سعر الذهب بنسبة تزيد عن 5.2%، ليصل إلى 4127 دولاراً للأوقية، متأثراً بارتفاع الدولار الأمريكي إلى 98.89 نقطة وعمليات جني الأرباح. تصريحات ترامب عن اتفاق تجاري محتمل مع الصين قللت الطلب على الذهب، بينما يترقب المستثمرون قرارات الفيدرالي التي ستحدد مسار الذهب مستقبلاً.
