شهدت أسواق الذهب العالمية تراجعاً حاداً خلال اليومين الماضيين، حيث انخفضت الأسعار بنحو 8%؛ لتفقد أكثر من 2.43 تريليون دولار من القيمة السوقية في غضون 48 ساعة فقط.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
هذا الانخفاض المفاجئ عزز من قلق المستثمرين، وأعاد الجدل حول ما إذا كانت موجة الصعود التاريخية للذهب قد وصلت إلى نهايتها. الجدير بالذكر، بأن هذا الهبوط قد جاء نتيجة عمليات بيع مكثفة لجني الأرباح بعد الارتفاعات الكبيرة التي سجلها المعدن النفيس مؤخراً، مدفوعاً بمخاوف التضخم وتراجع الدولار الأمريكي في الأسابيع الماضية. ورغم ذلك، فإن عودة الثقة تدريجياً إلى الأسواق العالمية دفعت بعض المستثمرين إلى تحويل أموالهم نحو الأسهم والعملات الرقمية، مما زاد الضغط على الذهب ودفع الأسعار إلى الهبوط الحاد.
وبحسب الخبراء الاقتصاديين، فإن ما يحدث قد يكون تصحيحاً طبيعياً في مسار الذهب بعد فترة طويلة من الارتفاع المستمر، وليس بالضرورة بداية لانهيار جديد. كما أن التوقعات الحالية تشير إلى أن استقرار السياسات النقدية في الولايات المتحدة، إلى جانب التراجع النسبي في المخاوف التضخمية، كان لهما دور مباشر في هذا الانخفاض.
في المقابل، يعتقد محللون آخرون أن الذهب لا يزال يحتفظ بمكانته كـ ملاذ آمن في فترات التقلب وعدم اليقين، مؤكدين أن التراجع الحالي قد يمثل فرصة استثمارية مغرية للشراء قبل موجة صعود محتملة لاحقاً، خاصة إذا عادت التوترات الجيوسياسية أو ضعف الدولار من جديد.
علمًا بأن سعر صرف الذهب الفوري قد تجاوز مؤخراً مستوى 2,500 دولار للأونصة قبل أن يتراجع بشكل حاد إلى ما دون 2,300 دولار، وسط تقلبات متزايدة في الأسواق العالمية. وبين من يراها نهاية للرالي التاريخي ومن يعتبرها مجرد توقف مؤقت، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يفقد الذهب بريقه فعلاً، أم أنه يستعد لتوهج جديد في الأفق القريب؟
