في تقرير جديد، أكدت وكالة الطاقة الدولية (IEA) أن أسواق النفط العالمية نجحت في امتصاص أثر العقوبات المفروضة على بعض الدول المنتجة، بفضل استمرار الفائض في الطاقة الإنتاجية لدى كبار المنتجين، خصوصاً في الشرق الأوسط، ما ساهم في منع ارتفاعات حادة في الأسعار رغم التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
وأوضحت الوكالة أن أسعار النفط الخام ارتفعت بنحو 7% خلال الأسبوع الماضي مدفوعة بالمخاوف من نقص الإمدادات، إلا أن هذه الزيادة بقيت محدودة نتيجة القدرة الإنتاجية غير المستغلة لدى عدد من الدول الأعضاء في مجموعة "أوبك+"، والتي وفّرت هامشاً من المرونة مكن السوق من الحفاظ على توازن نسبي بين العرض والطلب.
وأشار التقرير إلى أن المخزونات النفطية العالمية، إلى جانب المرونة في سياسات الإنتاج، لعبتا دوراً محورياً في استقرار الأسعار، مؤكداً أن الأسواق باتت أكثر قدرة على التكيّف مع الصدمات السياسية والعقوبات المفروضة على بعض المنتجين.
كما أوضحت الوكالة أن هذا التوازن المؤقت لا يخفي حالة الحذر في أوساط المستثمرين الذين يترقبون التطورات المقبلة في السياسة النفطية والاقتصاد العالمي.
وتأتي رؤى الخبراء بأن استمرار الفائض الإنتاجي يمنح السوق قدرة دفاعية قوية أمام أي اضطرابات جديدة، لكنه قد يشكل ضغطاً على الأسعار في حال تباطؤ الطلب العالمي خلال الأشهر القادمة. كما شدد التقرير على أن الفصل الشتوي المقبل سيكون اختباراً حقيقياً لاستقرار السوق، إذ من المتوقع ارتفاع الطلب في الدول الصناعية مع زيادة الاستهلاك في قطاع الطاقة.
وتخلص الوكالة إلى أن التوازن الدقيق بين العرض والطلب سيبقى عاملاً حاسماً في تحديد اتجاهات الأسعار، مؤكدة أن قدرة كبار المنتجين على التحرك بسرعة لتعويض أي نقص في الإمدادات تظل الضمانة الأساسية لاستقرار سوق النفط في المدى القريب.

