سجلت عملة البتكوين، الأحد، مستوى غير مسبوق بتجاوزها حاجز 125 ألف دولار، مدعومة بزيادة المخاطر الناتجة عن إغلاق الحكومة الأمريكية. في الوقت ذاته، شهدت الأصول الخطرة الأخرى تراجعًا بسبب فشل المشرعين الأمريكيين في التوصل إلى اتفاق لتمويل الحكومة، مما أدى إلى توقف عملها.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
أظهر هذا الارتفاع تحولًا في نظرة المستثمرين إلى البتكوين، التي أصبحت تُعتبر مخزنًا للقيمة، مشابهة لـ سعر صرف الذهب الذي وصل إلى مستوى قياسي يوم الأربعاء، مع بدء الإغلاق الحكومي. ويعزو الخبراء هذا الزخم إلى ثلاثة عوامل رئيسية: تدفقات رأس المال إلى صناديق البتكوين المتداولة في البورصة، التي جذبت استثمارات مؤسسية كبيرة؛ وتحول الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة، مما أضعف الدولار وزاد الطلب على الأصول المشفرة؛ بالإضافة إلى حالة الغموض الاقتصادي الناتجة عن الإغلاق الحكومي، التي جعلت الطلب المتواضع كافيًا لدفع الأسعار إلى مستويات مرتفعة.
تتميز البتكوين بخصائص تجعلها ملاذًا رقميًا آمنًا، منها الإمداد المحدود بـ21 مليون وحدة، مما يحميها من التضخم النقدي، ولامركزيتها التي تجعلها مستقلة عن الحكومات، فضلاً عن سهولة نقلها وتخزينها عبر الحدود.
كذلك يستفيد سعر صرف البتكوين من تراجع قيمة الدولار عندما تزيد الحكومات من طباعة النقود لمواجهة الديون. و يرى المراقبون أن الدولار، رغم بقائه عملة الاحتياطي العالمي، يفقد جاذبيته كملاذ آمن بسبب الجمود السياسي ومخاوف الديون طويلة الأجل.
عزز الإغلاق الحكومي الأمريكي حالة عدم اليقين العالمية، إذ لم يُنظر إليه كمسألة محلية فحسب، بل كعامل يقلل الثقة في أكبر اقتصاد عالمي. هذا الوضع، إلى جانب التوترات التجارية وتحركات البنوك المركزية، دفع المستثمرين للبحث عن أصول خارج السيطرة التقليدية، حيث برزت البتكوين والذهب كخيارات رئيسية للتحوط من الاضطرابات المؤسسية والمالية.
