شهدت أسواق الذهب انتعاشاً ملحوظاً يوم الجمعة، مدعوماً ببيانات التضخم الأمريكية التي جاءت متماشية مع التوقعات، مما عزز التفاؤل باستمرار الاحتياطي الفيدرالي في تطبيق خفض معدلات الفائدة خلال الفترة المقبلة. ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.8% ليصل إلى 3,778.62 دولار للأونصة بحلول الساعة 01:30 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بعد أن سجل ذروة قياسية عند 3,790.82 دولار خلال الأسبوع. هذا الارتفاع ساهم في تحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 2.5%، مما يعزز مكانة الذهب كأصل استثماري آمن.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
في الأسواق الآجلة، أغلقت عقود الذهب الأمريكية لتسليم ديسمبر عند 3,809 دولارات، مرتفعة بنسبة 1%. يرى المتداول المستقل تاي وونغ أن بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) التي جاءت مطابقة للتوقعات، إلى جانب زيادة طفيفة في الدخل والإنفاق الشخصي بمقدار 0.1% فوق التقديرات، لن تحول دون قرار الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض الفائدة في اجتماع أكتوبر. وبحسب بيانات مؤشر CME FedWatch، يتوقع 88% من المستثمرين خفضاً في أكتوبر، بينما يبلغ احتمال خفض آخر في ديسمبر 65%.
تترقب الأسواق تصريحات توماس باركين، رئيس فرع ريتشموند بالاحتياطي الفيدرالي، ونائبة الرئيسة ميشيل بومان، لاستكشاف توجهات السياسة النقدية. يبقى الذهب، كملاذ آمن تقليدي، مستفيداً من بيئة الفائدة المنخفضة التي تقلل جاذبية الأصول ذات العائد الثابت. في الوقت ذاته، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رسوم جمركية جديدة على الأدوية والشاحنات والأثاث المستورد، بدءاً من أكتوبر، مما قد يعزز الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد عدم اليقين التجاري.
لم يقتصر الارتفاع على الذهب، إذ شهدت الفضة الفورية قفزة بنسبة 2.6% إلى 46.41 دولار للأونصة، مسجلة أعلى مستوى منذ 14 عاماً. كما ارتفع البلاديوم بنسبة 2.8% إلى 1,284.77 دولار، بينما صعد البلاتين 2.5% إلى 1,568.21 دولار، وهو أعلى مستوى منذ 12 عاماً. يعزو المتداولون هذا الزخم إلى توجه المستثمرين نحو المعادن الثمينة الأقل تكلفة كبديل للذهب.
أشار وونغ إلى أن إعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ عن خفض انبعاثات الكربون بنسبة 7-10% بحلول 2035 دفع الطلب على الفضة، المستخدمة في الألواح الشمسية. كما دعمت حالة القوة القاهرة في منجم غراسبرغ للنحاس، التي أعلنتها شركة فريبورت، المعنويات الإيجابية في سوق المعادن.